“عمار الكامل” يًودّع الكاميرا يوم خطوبته


طارق أمين

إنها حكاية السوريين المستمرة، فكلما هدأت وتيرتها انبثق شلال من الدماء؛ ليضيء للآخرين طريق العز والتمكين، حكاية الشهادة، فهناك رجال لا يتركون التاريخ يصنعهم. بدمائهم يسطرون للدنيا صفحات المجد والبذل في سبيل نيل الكرامة والحرية، ومن قصص البطولة لشهداء سورية، قصة الناشط الإعلامي عمار الكامل.

رحل عمار عن 24 عامًا، بصاروخ موجه في الحادي عشر من الشهر الجاري، فيما كان يوثق خروقات قوات الأسد للهدنة على جبهة خربة غزالة التي تسيطر عليها قوات النظام والميليشيات الرديفة لها.

شارك عمار في الثورة السورية منذ بدايتها، ولم يغب عن أي مظاهرة في مدينة درعا البلد أو ريفها، وكان من أوائل الذين حملوا الكاميرات ليوثق جرائم النظام ويُظهرها للعالم. آثر العمل ناشطًا إعلاميًا لتوثيق جرائم النظام، وعمل مراسلًا لـ “تجمع أحرار حوران”، كما عمل -أيضا- مراسلًا لقناة “الجسر” الفضائية سابقًا، وكانت له مساهمة فاعلة في تنظيم عروض “مهرجان سورية لأفلام الموبايل” على مدرج مدينة بُصرى، الذي انطلق عام 2015.

وقال شقيقه عمر الكامل لـ (جيرون): “كان عمار يحضر لزواجه، حيث اشترى مستلزمات الزواج المتعارف عليها في المنطقة، كغرفة النوم وتجهيز شقة الزواج، وخلال ذهابه إلى تأدية واجبه الإعلامي، كان أهلي في ضيافة عائلة، بقصد خطبة إحدى فتياتها، ووصلهم نبأ استشهاد عمار، وهم هناك”.

يُذكر أن آخر تقرير لـ “تجمع أحرار حوران” كان قد أعده الإعلامي اعمار الكامل، وختم حديثه فيه: نعاهد الله والوطن ودماء الشهداء على متابعة الطريق، والعمل بكل جد وإخلاص ومهما كلفنا ذلك من تضحيات؛ حتى زوال الظلم ونيل الحرية.. ستبقى كلمتنا الحرة هي سلاحنا الأمضى، وسنبقى على العهد والوعد ماضين.




المصدر