أيام حاسمة تنتظر محجة… المواجهة أحد الخيارات


جيرون

بعد حصار مطبق لأكثر من أسابيع، فتحت قوات النظام السوري، ولليوم الثالث على التوالي، الطرق المؤدية إلى بلدة محجة بريف درعا، سامحةً بإدخال المواد الغذائية والتموينية للسكان، الذين تفاقمت ظروفهم المعيشية جراء نفاد المواد التموينية.

وأكد ناشطون أن تنفيذ الخطوة جرى الخميس، وجاءت بعد مفاوضات بين وفد من أهالي البلدة وقوات النظام، منحت الأخيرة، في نهايتها فاعليات محجة ومقاتليها مهلة خمسة أيام، للموافقة على شروط “المصالحة” القاضية بعودة مؤسسات النظام، وتسليم السلاح، وتسوية أوضاع من يقبل، وترحيل من يرفض، في حين عدّ آخرون أن رفع الحصار جاء على خلفية تهديدات قوات المعارضة في الجبهة الجنوبية بإشعال الجبهات، وفتح جميع الطرق باتجاه محجة.

وقال الناشط سامر المسالمة لـ (جيرون): “إنه من المبكر الحديث عن سقوط محجة، أو قبول مقاتليها لشروط النظام”، لافتًا إلى أن “إصرار النظام على محجة يأتي من موقعها الاستراتيجي”، فهي على طريق دمشق درعا وتعدّ “أحد أهم خطوط إمداد قوات النظام”.

وأضاف أن ما جرى أخيرًا من اتفاق لفتح طرقات البلدة، وإدخال المواد الغذائية والتموينية، “ليس تمهيدًا للمصالحة مع النظام كما يُشاع حاليًا، بل بسبب الحشود الكبيرة لفصائل الجيش الحر، وتهديدها بفتح معركة لإنقاذ محجة وضرب مواقع لجيش الأسد في حوران، وهو ما دفع النظام للتحفيف من الإجراءات ضد البلدة، بانتظار ما ستتمخض عنه الأيام المقبلة”.

لفت المسالمة إلى أن ما أوقف “الجبهة الجنوبية عن شنّ معركة شاملة وفتح جميع الطرق المؤدية إلى البلدة هو التزامها باتفاق وقف إطلاق، لكن ذلك لا يمنع من التدخل في حال تفاقمت الأمور”. وفق تعبيره.

من جانبه قال العميد الطيار عبد الهادي ساري الخزاعلة، لـ (جيرون): إن “إصرار فصائل الجنوب على الدفاع عن البلدة والحفاظ عليها، لن يسمح بمرور سيناريو التهجير، على الرغم من وجود الطابور الخامس، فقد أجمع الجيش الحر في الجنوب وبشكل قاطع، على عدم تسليم البلدة، ما يعني أنه في حال أصرّ النظام على تعنته فإن المعركة المقبلة ستكون على محجة، وأعتقد أن النصر فيها لقوات المعارضة”.

وأضاف الخزاعلة أنه في حال حصل التهجير “لا سمح الله، فسيكون لقوات الأسد مزيدًا من هوامش المناورة والتخطيط والمباغتة، اذ ستتسع رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرتهم في الجنوب السوري”.

يرى بعضهم أن ما يجري في محجة، هو بداية تعبيد الطريق أمام قطار المصالحات والتهجير القسري في محافظة درعا، بعد ريف دمشق وحلب، وهو ما يرفضه العديد من ناشطي حوران وقياداتها العسكرية.

أكد المسالمة أن لا “مصالحات على أرض حوران”، وأشار إلى من يروج لها “هم بقايا خلايا (حزب البعث) الذين استفادوا من نُبل الثورة وتسامح الثوار، مستغلين النسيج الاجتماعي العشائري، والآن تهيأت لهم الأوضاع ليتحدثوا عن المصالحة، نتيجة الحديث المتصاعد عن تسوية سلمية مزمعة ولذلك بدأوا بالتحرك في حلقات مفرغة”.

أما عن مستقبل محافظة درعا والجنوب السوري عمومًا فقال المسالمة “لا يمكن التكهن بمستقبل الجنوب السوري عسكريًا وبالتالي سياسيًا، إلا أننا ندرك بأن النظام الآن لن يفتح معارك كبرى في حوران، لانشغاله بريف دمشق سيما وادي بردى، وإن كنا على قناعة بأن المحطة التالية قد تكون محجة أو بلدة أخرى في محافظة درعا”.

طالب المسالمة “جميع القيادات العسكرية في الجبهة الجنوبية، لأن تستعد لأي خطر وأن تُبقى يدها على الزناد، عين تراقب العملية السياسية، وعين تحرس الثغور والجبهات وتشرف على تحصين خطوط الدفاع”.

في حين قال العميد الخزاعلة “ما ينتظر الجنوب السوري هو ما ينتظر سورية برمتها، ومنذ يومين اجتمع قادة فصائل الجنوب لدراسة تداعيات الهدنة، وخرجوا بإجماع قبول الهدنة، طالما النظام يهادن، والرد عليه بقوة إذا خرق الهدنة، وهذا أحد الخيارات العسكرية المتاحة، ولا سيما مع وجود تنظيم داعش الإرهابي في الجنوب، الذي يمتلك خلايا كثيرة داخل مناطق قوات المعارضة، ما يزيد الأعباء العسكرية والعملياتية، أما الخيار السياسي فالجنوب السوري يؤمن بأن (الهيئة العليا للمفاوضات) هي الممثل الشرعي للشعب السوري، ومن ثم؛ فإن الخيارات التي تقرها الهيئة تنال ثقة الجنوب”.




المصدر