الرحى ومطاحن البن حلولٌ مؤقتةٌ لتجنب المجاعة في (محجة) المحاصرة بدرعا
15 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
مضر الزعبي: المصدر
“عدنا لاستخدام (الرحى) ولكن راحة البال لم تعد”، بهذه الكلمات وصفت “أم قاسم” كيف يحاول أهالي بلدة محجة المحاصرة في ريف درعا الشمالي التغلب على الحصار وإيجاد حلول تجنبهم المجاعة.
تعاني بلدة محجة من حصار خانق منذ نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، عقب رفض أهالي البلدة شروط قوات النظام المذلة لإتمام المصالحة، مما دفع قوات النظام لإغلاق مداخل ومخارج البلدة وقطع المواد الأساسية عن أكثر من 30 ألف نسمة من سكان البلدة.
ولا تزال أفران البلدة متوقفة عن العمل للأسبوع الثاني على التوالي، بسبب نفاد الطحين، ما دفع الأهالي للعودة للوسائل التقليدية لطحن ما تبقى لديهم من قمح، ومنها (الرحى) ومطاحن (البن).
وأضافت “أم قاسم” في حديث لـ “المصدر” بأنها لم تكن تتوقع أن تعود في يوم من الأيام لاستخدام حجر (الرحى) الذي كان يُستخدم قبل عشرات السنوات لطحن القمح والشعير، وأنه في الماضي كان استخدام (الرحى) يتم وسط جو من الهدوء والسكينة، “بينما نجد أنفسنا اليوم مجبرين على استخدامه وسط أجواء من الرعب والخوف من اقتحامٍ محتملٍ لقوات النظام للبلدة المحاصرة، وخوفٍ من نفاد كمية القمح في البلدة”.
وأشارت إلى أن العائلة التي مازالت تملك حجر (الرحى) أو مطحنة بن تقليدية وتملك (صاج) هي عائلة محظوظة في ظل الحصار المفروض على الأهالي في البلدة من قبل قوات النظام، فالحصار أعاد للبلدة ذكريات الماضي، فالجميع يعمل بشكل مشترك دون أن ينتظر أي مقابل بهدف تأمين مادة الخبز للأطفال.
وقال الناشط أمجد العيسى لـ “المصدر”، إن استخدام الأدوات التقليدية لتفادي خطر المجاعة في البلدة يعتبر حلاً مؤقتاً ولا يمكن الاعتماد عليه، مؤكداً أن بهذه الأدوات البسيطة من المستحيل تأمين احتياجات البلدة من مادة الخبز، موضحاً أن البلدة بحاجة لما يزيد عن 5 طن من الطحين بشكل يومي لتأمين احتياجات 30 ألف نسمة، وما يتم خبزه في الوقت الحالي معظمة مخصص للأطفال في البلدة.
وأشار إلى أن التهديد الأكبر يتمثل بنفاد مخزون القمح والحطب المخصص لعملية الخبز لدى الأهالي، مما يعني أن البلدة أمام مجاعة حقيقة تهدد حياة عشرات الآلاف من المدنيين تطبيقاً لسياسة النظام (الركوع أو الجوع).
ويذكر أن رئيس فرع الأمن العسكري في محافظة درعا العميد (وفيق الناصر) كان قد هدد أهالي البلدة بحرقها في حال رفضوا المصالحة مع قوات النظام نهاية الشهر الماضي، وعلى الرغم من إعلان اتفاق وقف إطلاق النار لم تتوقف قوات النظام عن سياستها الرامية لتجويع الأهالي وتضيق الخناق على البلدة من خلال قضم مساحات جديدة شرق البلدة.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]