ترامب لن يتوقف عن مهاجمة الإعلام رغم الفضائح.. وإليك السبب

15 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017

يبدو أن الفوز بالبيت الأبيض سيجلب لترامب المزيد من الأضواء كما كان يطمح ولكن ليس على النحو الذي يسره حتماً.

فالمعارك التي أدخل نفسه فيها مع مؤسسات الدولة الأمريكية منذ دخوله سباق الانتخابات فتحت عليه باب جهنم عبر فضائح متتالية كادت أن تطيح به أمام منافسته هيلاري كلينتون، لكن جهنم الفضائح هذه لم تصل إلى حد التحطيم، وهو ما بدأ يواجهه فعلياً منذ أيام.

معركة كسر العظام بدأت عندما كشف تلفزيون سي إن إن الأمريكي وموقع بازفيد عن تقرير رفعته وكالات الاستخبارات إلى ترامب وأوباما يفيد بحصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تسجيلات تضمنت جلسات “جنس جماعي” لترامب، ومخالفات مالية، بقصد ابتزازه وإخضاعه لرغبة روسيا، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه لتفسير المواقف المهادنة التي يبديها الرئيس المنتخب تجاه موسكو منذ بداية مشواره نحو البيت الأبيض ولا يزال، على نحو بعيد عن المألوف في السياسة الأمريكية.

ترامب في مؤتمره الصحفي الأول بعد فوزه بالانتخابات وقبل أسبوعين من تنصيبه رسمياً، بدا في غاية التوتر والتخبط والمعاندة، وأهان مراسل شبكة سي إن إن ورفض السماح له مراراً بتوجيه أي سؤال، ووصف موقع بازفيد الذي كشف تفاصيل الفضيحة بأنه “كومة من القرف” متوعداً بمحاسبته. ورغم استثنائية اللحظة، فإن منهج ترامب في الهجوم العنيف على الصحف ووسائل الإعلام ليس جديداً ولا تشفع عنده لهذه الصحف عراقتها، فيوم فوزه بالانتخابات لم يتردد في السخرية من صحيفة نيويورك تايمز وتقريعها بعدما انحازت إلى كلينتون ضده، بحكم ميول الصحيفة الليبرالية كما هو معروف.

معركة ترامب مع الإعلام قضية لافتة شغلت الأقلام في رصدها، ولكن لم تعمد هذه الأقلام إلى تحليل أسبابها، ويبدو أن فضيحة الابتزاز الروسي لترامب، بما يتضمنه الابتزاز عادة من التهديد بتسريب الفضائح إلى الصحف ووسائل الإعلام باتت تفسر جانباً من أسباب المعركة الحامية بين الرجل والصحافة.

فبعد أن رسخ في أذهان أنصاره أن وسائل الإعلام تشن حرباً من طرف واحد ضده وتتحامل عليه وهو لا يزيد على أن يدافع عن نفسه أصبح سهلاً عليهم تكذيب كل ما تنشره عنه لاحقاً، وهذا يجعلنا في “قناص الصحافة” نعتقد ان الرجل كان يظن أنه يدير أزمة بكل معنى الكلمة بناء على استراتيجية موضوعة سلفاً، وقد حققت نجاحات بالفعل، لعل آخرها التزام نيويورك تايمز الحياد بل وصفت اليوم الجمعة تقرير بازفيد بأنه مليء بمزاعم غير موثقة ودعت الصحفيين إلى استراتيجية جديدة لتغطية أخبار ترامب.

استراتيجية امبراطور العقارات “الناجحة” غاب عنها على ما يبدو أن مصداقية مؤسسات الدولة وتقارير الاستخبارات بنظر الأمريكيين لا تتوقف على الصحافة ولا تنتظر النشر منها حتى تصدقها، ومن ثم فإن معركته الحقيقة مع تلك المؤسسات وليست مع الصحافة، ولهذا السبب بالتحديد نشر ترامب تغريدة له غداة الفضيحة ليهاجم أجهزة المخابرات ويتهمها بتسريب التقرير للإعلام.

يتبع في منشورات لاحقة..

لماذا اختارت أجهزة المخابرات “سي إن إن” وموقع بازفيد لنشر الفضيحة؟

كيف تعامل الإعلام الروسي مع القضية؟