(طوابع الأمل) من الزعتري إلى العالم


مضر الزعبي: المصدر

بقماش خيمة لا يقي من برد شتاء أو حر صيف، يرسل السوريون طوابع الأمل للعالم، فقد نجحت مجموعة من الفنانين السوريين والأطفال في مخيم (الزعتري) للاجئين السوريين في المملكة الأردنية بتحويل خيمة اللجوء من مصدر للبؤس إلى فسحة أمل لأبناء الشعب السوري، وبريد سلام لكل شعوب العالم.

طوابع الأمل

افتتح السبت (14 كانون الثاني/يناير) في مركز منظمة (سوريات عبر الحدود) في العاصمة الأردنية (عمان) معرض (طوابع الأمل) لعدد من الفنانين السوريين والأطفال القاطنين في مخيم (الزعتري).

“المصدر” حضرت افتتاح المعرض، وكان لها حديث مع عدد من الفنانين المشاركين والقائمين على المعرض.

وقال الفنان (محمد جوخدار) أحد المشاركين في المعرض لـ “المصدر” إن جميع اللوحات المعروضة تم رسمها في مخيم (الزعتري) وأغلب اللوحات مشغولة على قماش الخيم وخشب الكرفانات.

وأوضح أن المعرض تحت عنوان (طوابع الأمل)، مضيفاً: “اخترنا هذا الاسم كون الأطفال كانوا مشاركين في المعرض وأغلب اللوحات المعروضة هي من رسم أطفال المخيم الذين خضعوا لدورات تدريبة على مدار شهرين داخل المخيم”.

وأشار “جوخدار” إلى أن الرسالة من المعرض هي البحث عن السلام والأمن، والحلم بانتهاء الحرب المجنونة، وأن التركيز كان بشكل خاص على مأساة تهجير أهالي مدينة حلب، مؤكداً “فمن واجبنا نقل معاناة السوريين أينما كانوا”.

وأكد أن ريع المعرض سيذهب لأطفال المخيم بهدف تنمية مواهبهم، مشيراً إلى أن منظمة (سوريات عبر الحدود) هي من أمّنت صالة العرض وكل التجهيزات المطلوبة للمعرض.

الفن يوحد السوريين

وبدورها، قالت الفنانة التشكيلة السورية (هنا توركو) لـ “المصدر” إن العمل ملفت للنظر، وخصوصاً أعمال أطفال المخيم وأعمال الفنانين السوريين الذين لم يتمكنوا من أخذ فرصهم بسبب الحرب واللجوء، فالمعرض هو فرصة لعرض إبداعاتهم، وما يميز المعرض هو حب السوريين لبعضهم بعيداً عن الحرب والسياسة، وبعيداً عن المناطقية، فقد عكس المعرض مدى حب السوريين لبعضهم البعض.

وقال الفنان (تامر جوخدار) لـ “المصدر” إن اللوحات المعروضة تجسد قصص معاناة حقيقية للسوريين، منها عن النزوح وفقد أشخاص أعزاء، ولا تقتصر اللوحات على منطقة معينة من سوريا أو شريحة معينة، بل الهدف منها إيصال مأسي السوريين للعالم من قلب المخيم.

وأشار إلى أن عمل اللوحات في قلب المخيم وبالأدوات المتوفرة فيه، يساعد على إيصال الفكرة بشكل أفضل، كون الفنان يعيش الجو بكامل تفاصيله، “فالأدوات البسيطة هي ما تميز عملنا”.

وأشار “تمر” إلى أن بعض اللوحات تم بيعها إلى (أمريكا – اليابان – البرازيل – ألمانيا)، وقال إنه يحلم بأن تعود سوريا كما كانت معرضاً للجمال، وأن يتمكن من عرض أعماله فيها.

صورة مختلفة للمخيم

عضو مجلس إدارة منظمة (سوريات عبر الحدود) السيدة (نسرين خزنة كاتبي) قالت لـ “المصدر” إن الهدف الرئيسي من رعاية هكذا أفكار، هو إيصال رسالة للعالم بأن المخيمات تضم مجموعة من المبدعين الذين كانوا ضحايا للحرب في سوريا، وأن أهالي المخيم ورغم كل الصعوبات لا يزالون قادرين على إرسال رسائل المحبة والسلام للعالم، وصناعة فسحة أمل للسوريين أينما وجدوا.

وأضافت أنه بعد ستة سنوات من المأساة السورية بات من واجب جميع المنظمات السورية والدولية العمل بشكل جاد لمد يد العون للسوريين بطريقة مختلفة، فالسوري لا يحتاج للمساعدات العينية بقدر ما هو بحاجة لمن يمد له يد العون للوصول إلى بر الأمان، فالشعب السوري هو شعب مبدع وقادر على الإنتاج، والمعرض اليوم هو أكبر دليل على ذلك، على حد قولها.

وأشارت “كاتبي” إلى أن زوار المعرض هم من جنسيات مختلفة، وجميعهم يصابون بحالة من الدهشة عندما يشاهدون الأعمال المعروضة بأبسط الأدوات، ولكنها تحمل رسائل كثيرة عن حقيقة معاناة السوريين وتجاهل العالم لهم.

















المصدر