في شتاء تركيا البارد… هكذا يتدفّأ السوريون


رزق العبي: المصدر

تمرّ تركيا، هذا العام بشتاء، باردٍ جداً، تخلّله تساقط الثلوج، والأمطار بشكل كبير، ما يستدعي على السوريين البالغ عددهم أكثر من مليونين ونصف المليون شخص، اتخاذ التدابير اللازمة اتّقاءً للبرد الشديد.

وينقسم السوريون في استخدام أساليب التدفئة إلى قسمين، الأول يعتمدون على التدفئة بالكهرباء، والتي غالباً ما تكلّفهم مبالغ كبيرة أثناء دفع الفواتير.

ويقول “أبو ملهم” أحد سكان مدينة “مرسين”: “إن المدينة بشكل عام جوّها جيد خلال الشتاء والخريف، باستثناء شهر ونصف من الشتاء، يكون الجوُّ فيها بارد بشكل كبير، وأنا في البيت أستعمل الكهرباء للتدفئة، لأن تكلفته أقل من المدفئة على الحطب أو الفحم، وأستطيع التحكم بها، نشعلها وقت نشاء ونطفئها وقت نشاء أيضاً، بخلاف مدفئة الفحم”.

وتبلغ فاتورة الكهرباء بمعدّل وسطي قبيل استعمال المدفئة، من 50 إلى 150 ليرة تركية، وهي مختلفة من منزل لآخر، إلّا أنها في الشتاء تبلغ ذروتها لتصل إلى 300 ليرة تركية وأحياناً إلى 400، حسب فترات التشغيل.

وتؤكد إحدى السيدات السوريات أن المدفئة الكهربائية أفضل من حيث الوقت، لأنها تستعملها في وقت مبكر أثناء تسيير ابنتها للمدرسة، خلافاً لمدفئة الفحم أو الحطب، التي قد تستغرق وقتاً في تشغيلها صباحاً.

من جانب آخر، يفضّل آلاف السوريين التدفئة عبر الحطب، أو الفحم الحجري، نظراً لسعره المناسب، وتوفّره بشكل مستمر، وقال “أبو أيهم” الذي يستعمل مدفأة الحطب، في حديث لـ (المصدر): “إن الحطب من حيث السعر أوفر بكثير، وبإمكان الشخص الشراء وفق حاجته، وعبر الاتصال بالبائع، الذي يأتي به إلى المنزل، وهو من النوع الجيد، خصوصاً وأن الأتراك يستخدمونه بشكل كبير”.

إلى ذلك، توزّع بلديات المدن التركية أكياس الفحم الحجري على السوريين مرّة واحدة في السنة، وذلك حسب الحاجة، وتحدّث أحد العاملين في مبنى القائم مقام بمدينة مرسين لـ (المصدر) عن آلية التوزيع هذا العام قائلا: “نحنُ لدينا جداول ثابتة للسوريين في المدينة، وكلٌّ حسب وضعه المعيشي، ونمنح الأيتام والأرامل وكبار السنّ بالدرجة الأولى، وهي كميات مقبولة تساعدهم في التدفئة شتاءً، ونمنح البعض مدافئ خاصة بذلك، ونجري بين الحين والآخر جولات على البيوت لنرصد واقهم، ونعطيهم وفق الإمكانيات المتوفّرة”.

إلى ذلك، تشهد أسعار الملبوسات ارتفاعاً ملحوظاً خلال فترة الشتاء، إلّا السوريون يرتادون البازارات التي تبيع الملبوسات بأسعار أقل، أو يشترون ملبوسات الصيف في الشتاء، والشتاء في الصيف، ليكسبوا حسم التخفيضات.





المصدر