on
مجلس الشيوخ يحقق في «تجسس» و «تدخلات» لروسيا
قبل أسبوع من تسلم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السلطة، بدأ في مجلس الشيوخ تحقيق في عمليات التجسس الروسية بناء على تقارير الاستخبارات الأميركية حول تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية. في غضون ذلك، حذرت المندوبة الأميركية الأمم المتحدة سمانثا باور من وقف التمويل الأميركي للمنظمة الدولية ما يضعف موقف بلادها في العالم، كما حضت على التمسك بالاتفاق «النووي» مع إيران.
وأكد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي أن تقارير الاستخبارات حول تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية واحتمال وجود علاقات لها مع أطراف أميركيين «يثير قلقاً عميقاً».
وقد يؤدي التحقيق الذي يدعمه الديموقراطيون والجمهوريون، إلى مثول مسؤولين في إدارة باراك أوباما المنتهية ولايتها والإدارة المقبلة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، للإدلاء بشهاداتهم.
وتقول وكالات الاستخبارات الأميركية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر أوامر بعمليات قرصنة وحملات نشر أخبار كاذبة للتدخل في حملة الانتخابات الرئاسية سعياً إلى دعم حظوظ ترامب في الفوز والإضرار بمنافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وكشف هذا الأسبوع عن تقرير أعده عميل سابق في أجهزة الاستخبارات البريطانية الخارجية (أم إي 6) غير مدعوم بأدلة، يفيد عن وجود روابط وثيقة بين حملة ترامب والحكومة الروسية، مضيفاً أن لموسكو أشرطة فيديو فاضحة لترامب مع غانيات أثناء زيارات لموسكو.
وأنكر ترامب مراراً أن موسكو ساهمت في فوزه في الانتخابات. وشبّه عمل أجهزة الاستخبارات الأميركية بأساليب «ألمانيا النازية»، متهماً الوكالات بالوقوف وراء تسريب التقارير للإعلام من أجل تقويض موقعه.
وأكدت اللجنة أن التحقيق سيدرس تقييم الأوساط الاستخباراتية وتحليلات أخرى «بما في ذلك أي معلومات استخباراتية تتعلق بصلات بين روسيا وأشخاص مرتبطين بحملات سياسية». وهذا يعني أنه قد تتم أيضاً مراجعة تقرير العميل البريطاني السابق.
وأضافت اللجنة أنها ستنجز عملها بعيداً من الأضواء لحماية المعلومات السرية مشددة على أنها «ستصحح الوضع».
وفي ضوء الادعاءات المتعلقة بالقرصنة، باتت علاقات ترامب الوثيقة مع روسيا وخصوصا مع الرئيس فلاديمير بوتين تخضع لتدقيق أكبر.
وترامب الذي رأى وجود فرصة للتعاون مع موسكو في محاربة المجموعات الجهادية كتنظيم «داعش»، عبّر مراراً عن إعجابه ببوتين وقبل على مضض باستنتاجات الاستخبارات الأميركية بأن قراصنة روساً يتحركون بقرار من بوتين تدخلوا في الانتخابات الرئاسية.
باور
وحذرت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة من أن وقف التمويل الأميركي للمنظمة الدولية سيؤدي إلى تقلص دور بلدها وسيسمح لدول لا تؤيد وجهة النظر الأميركية بملء الفراغ الناجم عن تراجع زعامتها لها.
وفي آخر مؤتمر صحافي لها في الأمم المتحدة، قالت باور إن «دولاً مثل روسيا والصين» ستستفيد من تقلص دور واشنطن في الأمم المتحدة في حال سحب التمويل. وقالت: «نحن نقود العالم لأسباب عدة من بينها أن لنا دوراً رئيسياً في الأمم المتحدة». وأضافت باور التي تنتهي مهماتها الأسبوع المقبل بعد أربع سنوات في ظل إدارة أوباما: «إذا كبلنا أيدينا أو حرمنا هذه المنظمة» من الأموال لدعم الوساطة من أجل السلام أو العمل الإنساني «فإن ذلك سيضر بالمصالح الأميركية في شكل كبير».
وتأتي تصريحات باور بعد طرح مشروع قانون في مجلس الشيوخ الأميركي يقترح وقف كل أشكال التمويل الأميركي للأمم المتحدة إلى أن يلغي مجلس الأمن الدولي قراراً يطالب إسرائيل بإنهاء نشاطاتها الاستيطانية.
وكانت الولايات المتحدة امتنعت عن التصويت على هذا القرار ولم تستخدم حق النقض (الفيتو) كما تفعل عادة، ما سمح بتبنيه بـ 14 صوتاً ومن دون اعتراض. وأثار ذلك غضب إسرائيل.
كذلك دعت باور الإدارة الأميركية المقبلة إلى التمسك بالاتفاق النووي مع إيران ولكن مع الحرص على فرض استمرارية تطبيقه و»كشف أي انتهاك للمعايير الدولية التي لا تندرج فيها»، معتبرة أن إيران تواصل «رعاية الإرهاب، كحزب الله وسواه، وزعزعة استقرار المنطقة».
وقالت باور إن إيران تواصل زعزعة استقرار جيرانها مع أفعالها في اليمن وسورية، و «من المهم للغاية للولايات المتحدة أن لا تمتلك مثل هذه الدولة سلاحاً نووياً» وهذا «ما يؤكد أهمية الاتفاق النووي».
صدى الشام