مشايخ وسياسيون ينفون تعرُّض الفصائل السورية لضغوط تركية لحضور "الأستانة"


استكملت اليوم الأحد الفصائل العسكرية السورية بحضور شخصيات شرعية وسياسية المشاورات في العاصمة التركية "أنقرة" من أجل اتخاذ موقف نهائي بما يخص الذهاب إلى مؤتمر "الأستانة" المزمع عقده في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

ونفى مشايخ وممثلون سياسيون للفصائل ممن حضروا المشاورات ممارسة الحكومة التركية أي ضغوط من أجل حضور المؤتمر، مؤكدين على أهمية التحالف بين الفصائل الثورية وتركيا وعدم تغير موقف الأخيرة من دعم الثورة السورية بحسب وصفهم.

وقال الشيخ أيمن هاروش في مقال مطول له: "الحديث والطرح شفاف وصريح وبكل أريحية سواء من قِبل الأتراك أو الحاضرين، وتنوع الطرح بين المؤيد والمعارض والمتوقف، وأبدى كلٌّ رأيه بجرأة وصراحة، ما يجعل المنصف يعترف للحاضرين ولاسيَّما الفصائل بجرأتها وحريتها وعدم انقيادها الأعمى -الذي يسعى أعداء الثورة سواء من صفوف النظام أو من المنخرطين في الثورة- إلى إلصاقه بالفصائل، وكذلك رحابة صدر الأتراك وتقبلهم لنقد واعتراض من يعترض والذي وصل في بعض الخطابات إلى لغة خارجة عن سياق الدبلوماسية والعرف العامّ، واحترام الأتراك لذلك ومناقشته بوضوح وصراحة أيضًا خرجت عن حد الدبلوماسية في بعض الأحيان، ما يشعر بحرصهم واهتمامهم للقضية، ولعل البعض يجد ضالته في عبارتي الأخيرة ليؤكد فرية وأباطيل القائلين إن الجانب التركي هدَّد وشنَّع وأرغم".

ونفى كبير المفاوضين السابق في الهيئة العليا للمفاوضات وجود إكراه من الجانب التركي، موضحًا أنه لو صح الكلام عن وجود ضغوط لتم اتخاذ قرار بالذهاب خلال نصف ساعة فقط ولما احتاج الأمر مشاورات لعدة أيام، مشددًا على أن تركيا بلد مساند لسوريا بحكم الجوار وحكم البعد الإسلامي والإنساني.

وقال "مصطفى سيجري" ممثل لواء المعتصم التابع للجيش السوري الحر: "الحديث عن ضغوطات من الجانب التركي على الفصائل من أجل الذهاب إلى الأستانة أمر مرفوض وغير صحيح، وقد نقل لنا السيد المستشار حقان فيدان رسالة من السيد رئيس الجمهورية مفادها أن تركيا قيادةً وشعبًا موقفها لم ولن يتغير تجاه القضية السورية، وأنها تساند أي قرار سوف يصدر عن اجتماع أنقرة".

وكانت وسائل إعلامية عديدة تداولت تقارير نسبتها إلى مصادر خاصة تحدثت فيها عن ضغوطات تركية غير مسبوقة على الفصائل الثورية من أجل حضور مؤتمر الأستانة، وأن الفصائل قررت الذهاب بسبب تلك الضغوط.

يُذكر أن مكونات الثورة السورية عسكرية وسياسية لم تتخذ قرارًا رسميًّا حتى اللحظة بخصوص حضور المؤتمر من عدمه بانتظار ما ستسفر عنه الساعات القادمة.