حزب الله يمنع الحليب… التقزم ينتظر أطفال مضايا


رنا جاموس

يُعاني نحو ثلاثة آلاف طفل في بلدة مضايا في ريف دمشق من خطر يهدد نموهم؛ لشح مادة الحليب المجفف، نتيجة الحصار الذي تفرضه ميليشيا “حزب الله” اللبناني على البلدة منذ عامين.

وقال فراس الحسين، من المجلس المحلي لبلدة مضايا، لـ (جيرون): “حياة ثلاثة آلاف طفل مهددة بالخطر، بسبب نقص الحليب في البلدة”، مبينًا أن “الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات، نفد مخزون الحليب المخصص لهم منذ نحو شهرين تقريبًا، في حين أن أهالي الأطفال دون الثلاث سنوات، يعانون صعوبات كبيرة جدًا في إيجاد الحليب الذي يناسب أعمار أطفالهم”.

وأضاف “يمكن إدخال الحليب عن طريق (حزب الله)، لكن بكميات قليلة؛ ما رفع سعر كيلو غرام الحليب إلى 35 ألف ليرة سورية، ما يصعّب على الأهالي شراءه”، مشيرًا إلى أن الحليب الذي يدخل عبر قوافل المساعدات الأممية، يكون بكميات ضئيلة جدًا.

يعاني اتفاق المدن الأربع، الموقع منذ أيلول/ سبتمبر 2015 بين “جيش الفتح” ممثلًا للمعارضة السورية وإيران، بإشراف الأمم المتحدة، من تضييق مستمر من “حزب الله”، الذي ينص على عملية إدخال المساعدات والاجلاء الإنساني في كل من مضايا والزبداني في ريف دمشق وكفريا والفوعة في ريف ادلب، بتزامن بينها.

وأوضح الحسين أن النقص الذي يعانيه الأطفال لم يقتصر على الحليب فحسب، وانما هناك “نقص في الأدوية، ومن أهمها الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنات، إضافة إلى انعدام المواد التي تعوض عن نقص الحليب كالكالسيوم، كما أن الأطفال فوق سن الثالثة يفتقرون للفيتامينات الموجودة في الخضار والفواكه لعدم توفرها في البلدة”، مضيفًا أن “المركز الطبي المخصص للإسعافات الأولية الذي جرى تجهيزه أخيرًا بعد استهداف المركز الطبي الرئيس من قوات النظام، يفتقر إلى وجود الأجهزة اللازمة؛ لعلاج حالات الأطفال الذين يعانون من نقص النمو”.

يحاول أهالي مضايا تعويض نقص الحليب بماء الأرز المسلوق، أو الماء والسكر أو الماء والنشاء؛ ما يسبب نقصًا في النمو لدى الأطفال، ويهدد أجسادهم بأمراض مزمنة، مثل الكساح وضعف النمو، وفق الحسين.

من جهته أشار غيث العيسى، من الهيئة الطبية في مضايا وبقين، إلا أن أهم الأمراض، التي قد تصيب الأطفال؛ نتيجة سوء التغذية ونقص تناول الحليب، هو نقص مناعة أجسامهم، خاصة الرُضّع منهم، وعدم النمو كما يجب، وتأخر في ظهور الأسنان، كما يؤثر على نمو الشعر والأظافر، ويتسبب في تأخر نمو الهيكل العظمي للأطفال كالأطراف والرأس، ما يؤدي في المجمل إلى (التقزّم) مع مرور الزمن، (أي عدم النمو بالشكل الطبيعي لجسم الطفل بما يعني أن طفلًا عمره 10 سنوات يبدو بعمر الخامسة).

وأضاف العيسى، في حديثه لـ (جيرون)، أن أطفال مضايا “يصابون بإسهال شديد، بسبب تنوع مصادر الحليب الذي يتناولونه، إضافة إلى إصابتهم بالتهابات جلدية وتسلخات خاصة بمنطقة الشرج، بسبب قلة توفره”.

ولم تكن أزمة الغذاء وقلة المواد الغذائية مقتصرة على الأطفال، بل تجاوزتها الى الأمهات المرضعات، نتيجة افتقار غذائهن للخضار والفيتامينات، ما يسبب جفاف الحليب، وبالتالي حرمان الأطفال من الرضاعة الطبيعية.

وكانت (المنظمة العربية لحقوق الانسان) صنّفت حصار مضايا والزبداني ضمن أسوأ الأزمات الإنسانية التي خلّفتها سياسة الحصار التي ينفذها النظام السوري، مدعومًا من روسيا وإيران و”حزب الله” اللبناني؛ ما أدى إلى إصابة أطفال البلدة بالأمراض المزمنة، وعلى رأسها مرض السحايا.




المصدر