“غرفة الموسيقى” .. منصة لفن غنائي عربي مستقل وغير تقليدي


فيديوهات موسيقية غير مألوفة، مصورة في مكان غير تقليدي – بعضها في المطبخ – يقدمها موسيقيون مستقلون من عدة مدن عربية، يتناولون الأوضاع الراهنة وهموم المجتمع في الوطن العربي بلهجات وأساليب موسيقية مختلفة.

بعيداً عن التعامل الروتيني مع الحيز الذي نشغله كل يوم، وقريباً من واقع الحياة، يسعى مشروع (غرفة الموسيقى) أن يعيد ترتيب الأشياء بشكل مختلف. فتتحول غرفة الجلوس إلى قاعة للعزف. والمطبخ إلى مسرح كبير للعروض. بينما يزدحم على الأريكة فنانون مشهورون، في حين يقدم الشباب الواعدون بين المنضدة ورفوف الكتب، أفضل ما عندهم من موهبة. أداء حي ومباشر في حيز أعيد ترتيبه بشكل جديد.

المشروع الذي انطلق في مطلع عام 2016، يسعى لتقديم أعمال الموسيقيين الشباب بالمنطقة العربية إلى جمهور ونطاق غير تجاري، يسمح لهم بعرض أعمالهم كفن بحت. وفي حديثه لـ DW عربية يقول أحمد قطامش منسق البرامج الثقافية بمعهد غوته رام الله ومنسق المشروع “غرفة الموسيقى يهدف إلى توفير مساحة جديدة للموسيقيين المستقلين في العالم العربي لتقديم أعمالهم من خلال أشكال فنية جديدة غير تقليدية”.

جسر للتواصل الثقافي
ابتدءا من رام الله، غزة وبيت لحم، مروراً بالقاهرة، الإسكندرية، الخرطوم وتونس، وصولاً إلى بغداد وبيروت، يسعى مشروع (غرفة الموسيقى) لأن يكون أرضية للتواصل الموسيقى في المنطقة العربية، وأن يكون نافذة للإطلالة على التنوع والثراء الفني بالمنطقة.
ويقول قطامش “من خلال هذا المشروع نسعى إلى تشبيك الموسيقيين مع بعضهم البعض ووضع هذه المبادرة في متناول الجمهور”، ويضيف قائلاً “يسعى معهد غوته ومشروع جلسات مطبخ هامبورغ من خلال هذه المبادرة إلى أن يكون المشروع جسرا للتواصل الموسيقي بشكل جديد سانحة للتعاون الفني بين ألمانيا والعالم العربي”.

تنوع الأشكال الموسيقية
ومنذ إنطلاقة المشروع، تم إنتاج أكثر من 22 فيديو موسيقي، موسيقيون شباب وفِرق موسيقية ذات باع طويل في هذا المضمار، قدّموا تشكيلة واسعة من الأغاني الحديثة والتقليدية، كما كان الروك العربي البديل متواجداً في القائمة.
موسيقيون يُرجعون صدى محيطهم من خلال أشعار معاصرة وألحان حديثة، يتناولون في أغانيهم مواضيع متفاوتة مابين السلام، الحنين، الحب، ونبذ العنف. كلمات خاصة توصف حالة الفنان وعلاقته بمجتمعه.

غرفة سيما أتيم
كان أنسب مكان لتصوير فيديو الموسيقي للفنانة سيما أتيم هو غرفة نومها الشخصية، حيث تطورت من مرحلة المراهقة حتى البلوغ، وقضت العديد من الوقت في التأمل لوحدها وكتبت أغلب مقاطعها الموسيقية. وتقول سيما للـ DW “إنه شرف لي أن احظي بالتقدير وأن أكون على منصة واحدة ضمن مجموعة من الفنانين الرائعين في هذا المشروع”.
المغنية والشاعرة الغنائية سيما أتيم المقيمة في بيروت ومؤسسة مشروع (سير) الذي أسس قبل ثلاثة سنوات، تضيف “عرفتني هذه التجربة على العديد من الفنانين من الشرق الأوسط. كما كانت حافزاً لي وتجربة مؤثرة في مشواري الموسيقي، اكتسبت منها خبرة موسيقية لا تنسى”.
وسيلة جديدة للإنتشار
تصوير الفيديوهات الموسيقية تتم في مدن عربية متنوعة، بينما تتم مرحلة الإنتاج الأخيرة في هامبورغ بألمانيا، وبعدها توضع الفيديوهات الموسيقية على الانترنت، حيث تصبح متاحة للجميع. ويمكن للجميع مشاهدتها والاستمتاع بها من جديد في أي وقت.
يحصل الجمهور على فرصة التعرف على الموسيقييين بشكل أقرب، وتتاح للموسيقيين أنفسهم فرصة التعرف على بعضهم البعض. فالفيديوهات الموسيقية مصورة بطريقة تجعل المشاهد وكأنه في خضم حفل موسيقى مباشر.
حتى ألان تم تسجيل 30 فيديوكليب لفنانين وفرق موسيقية مختلفة من عدة دول عربية. ويقول قطامش لـ DW :”يهدف المشروع إلى بنهاية عام 2017 إلى إنتاج 60 أغنية مصورة، والمشروع طويل الأمد، إذ ستكون جميع الفيديوهات على الانترنت، وبالتالي تتجدد قيمتها الفنية مع مرور الزمن”.
حفلات جماهيرية
لا تنتهي مسودة مشروع (غرفة الموسيقى) برفع الفيديوهات على الانترنت، بل يتم تنظيم حفلات موسيقية جماهيرية مباشرة، منها الحفل الموسيقي الذي أقيم في مدينة رام الله، بمشاركة بعض الفنانين والفرق الموسيقية المنتسبة للمشروع من فلسطين.
إضافة إلى مجموعة من حفلات موسيقية عامة بمشاركة موسيقيين عرب وألمان في هامبورغ، وذلك ضمن سلسلة الحفلات الموسيقية الصيفية السنوية بالمدينة. ويرى أحمد قطامش بأن هذه المشاركات تمنح المنتسبين الجدد إلى المشهد الغنائي-الموسيقي، إضافة إلى الفنانين المعروفين، منصة للوصول بأعمالهم إلى جمهور جديد والتشبيك بصور أكبر.



صدى الشام