مرشحا سياسة ترامب الخارجية لا يتفقان معه إطلاقًا


جاء في صحيفة لوس أنجليس تايمز الأمريكية مقال رأي لمراسل الصحيفة لسنوات في منطقة الشرق الأوسط (دويلي ماكمانوس) تحت عنوان: مرشحا سياسة ترامب الخارجية لا يتفقان معه إطلاقًا.

وذكر ماكمانوس أن مرشحي السياسة الخارجية لدونالد ترامب أطلقا "حملة تطمين" الأسبوع الماضي ووعدا الكونغرس بأن الرئيس المقبل لن يكون مخيفًا كما يبدو، فقال الكاتب: "في جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ قام عضوا الوزارة المنتظرة بتهذيب تصريحات رئيسهما القاسية فقد أظهرا بإقدام اختلافًا تامًّا معه، ولم تكن القضايا التي تعرض لها المرشحان بسيطة، فقد تطرقا لمعظم المواقف المثيرة للذعر في سياسة الرجل الخارجية".

وذكر الكاتب أمثلة منها: "كان قد تحدث ترامب عن احتمالات شراكة استراتيجية مع رئيس روسيا فلاديمير بوتين في مكافحة الإرهاب بشكل رئيسي في الشرق الأوسط، لكنّ مرشحيه لوزارة الخارجية ووزارة الدفاع قالا: إن مثل ذلك الاحتمال لن ينجح، فمقارنة بشخصية ترامب الهجومية المتحررة من القيود فقد كان الرجلان هادئين ومتعقلين".

فقد قال المرشح لمنصب الخارجية وهو ريكس تيلرسون المدير التنفيذي السابق لـ "إكسون موبيل": (نحن لا نحمل القيم نفسها)، مسميًا روسيا بـ"الغريم المعادي"، وفي حديثه عن موقف الحزب الديمقراطي قال الكاتب: إنه حتى بعض الديمقراطيين كانوا مسرورين من ذلك، فقد قال السناتور ديك دوربين من ولاية إيلينوي: "إنني في حيرة لأن العديد منهم يبدون عقلانيين"، "حتى أنهم أكثر عقلانية من رئيسهم."

وأشادت السناتور الديمقراطية (إليزابيث وارين) من ولاية ماساتشوستس بموقف ماتيس المرشح لوزارة الدفاع، وأحد جنود مشاة البحرية المتشددين الذي كان يطلق عليه اسم "الكلب المسعور" لضراوته في المعركة، وقالت "نحن نعتمد عليكم".

وأبرز الكاتب مقولة ترامب الأخيرة في تغريدة له يوم الجمعة التي قال فيها: "كل مرشحي وزارتي يبدون جيدين ويقومون بأعمال رائعة, أنا أريدهم أن يكونوا على حقيقتهم ويعبروا عن أفكارهم وليس أفكاري".

وأكد الكاتب أنه عمليًّا, فإن مرشحي ترامب يتصرفون كما لو أن وجهات الرئيس في السياسة الخارجية ما زالت لم تتشكل بعد أو أنها في مهب الريح، كما لو أن التعيينات في حكومة ترامب هي عبارة عن دعوة لمشاركته إحدى معاركه.

فكما هو الحال في أي إدارة, فمن الممكن وجود فرق متنافسة ويبدو أن جلسات الاستماع للمرشحين ماتيس وتيلرسون كانت بمثابة عقد تحالف للقيام بلجم رئيسهما الطائش.

وعن الاتفاق النووي مع إيران تحدث الكاتب عن رأي مرشح وزارة الدفاع ماتيس عندما قال: "لقد وعد ترامب بتمزيق اتفاق أوباما النووي, صحيح أنه ليس اتفاقًا كاملًا لكن علينا أن نتركه كما هو".

ويقول الكاتب: إننا لم نستمع بعد إلى مستشاري السياسة الخارجية لترامب الأكثر قربًا منه والأكثر راديكالية (مايكل فلاين وستيفن بانون) وهما ليسا بحاجة لجلسات استماع, لكنهما أكثر ريبة تجاه الناتو وأكثر حماسًا بشأن روسيا.

فالأمر فيما يبدو يثير ضجيجًا أكثر في السنة الأولى؛ حيث فريق الحكومة الجديد يناقش بالضبط ما يريد ترامب أن يفعله، وهنا تكمن المشكلة مع "حملة تطمين"؛ إذ إنها مجموعة محاولات للانطلاق، فهي لا تبين أين سيستقر رأي ترامب، فموظفو الحكومة غالبًا ما تتم الهيمنة عليهم كما كان حال جون كيري، وكما قال الناطق باسم ترامب: "في نهاية اليوم كل واحد منهم سيسعى لتتبع جدول أعمال ورؤية ترامب".

وختم الكاتب بقوله: "لا يزال من الجيد أن نعلم أنه عندما يقوم ترامب بصياغة قوانين هامة في السياسة الخارجية فإنه سيواجه على أقل تقدير عددًا من المستشارين المتيقظين، وعلى فرض بقيت آراؤهم حبيسة الغرف المغلقة فإن مذكراتهم ستكشف خفايا تستحق القراءة".