الكهرباء في الجزيرة السورية… ليست آخر الإخفاقات


لؤي أحمد

“دفعتُ حتى الآن ومنذ أقلّ من سنة ما يزيد على 200 ألف ليرة سورية ثمن إصلاح الأجهزة والأدوات الكهربائية في منزلي، بسبب اضطراب جهد التيار الكهربائي في مدينة القامشلي، فهو على الدوام أقل من 220 فولت”، وأضاف علي فرحان لــ (جيرون)، وهو يشتكي من انقطاع التيار الكهربائي الذي يستمر لأكثر من 20 ساعة يوميًا، إن: “معظم الناس في مدينة القامشلي، يلجؤون ومنذ أربع سنوات تقريبًا، إلى تأمين حاجتهم من الكهرباء، عن طريق تشغيل مولدات خاصة، على الرغم من مشكلاتها المستمرة، وعلى الرغم من تكلفة تشغيلها أيضًا”.

خصصت جهات صناعية في مدن الجزيرة السورية، بعد الاتفاق مع ما يسمى “الإدارة الذاتية” بتخصيص مولدات ذات استطاعة كهربائية عالية؛ لتغذية المنازل بالطاقة، تبدأ بالعمل من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى منتصف الليل، بموجب رسم شهري للاشتراك يصل إلى 1200 ليرة سورية للأمبير الواحد.

لا يخفي المواطنون استياءهم من استغلال أصحاب المولدات الخاصة لهم، عبر التلاعب بالأمبيرات، أو حتى التلاعب بالأسعار أحيانًا، دون أن تحرك “الإدارة الذاتية” ساكنًا، أو تحاسب المقصرين.

شهدت مدينة عامودا، 30 كيلو متر غربي القامشلي، مشروعًا خُصصت بموجبه مولدات كهربائية ضخمة، تمدّ جميع منازل المدينة بـ 10 أمبيرات لكل منها في فترة المساء، وبسعر 4 آلاف ليرة سورية شهريًّا. لكن لم يكلل هذا المشروع بالنجاح، بسبب الأعطال اليومية.

وقال عيسى رمضان من مدينة عامودا، لــ (جيرون): إن “مشكلة الكهرباء لاتزال قائمة، على الرغم من الوعود الكثيرة للهيئات المختصة بإيجاد حل، ولكن يبدو أن (الإدارة الذاتية) وهيئاتها غير قادرة على إيجاد الحلول الملائمة، فقد ألغت المولدات الخاصة بالأحياء لتستبدلها بمولدة ضخمة، على أمل أن تغذي المدينة بالكامل، لكن المولدة العامة تتعرض لكثير من الأعطال، وتتوقف أحيانًا لساعات طويلة، ولك أن تتخيل حجم الخسائر التي تتعرض لها مصالح الناس من جراء انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة”.

ذكرت فاطمة أحمد، (الرئيسة المشتركة) لمؤسسة الكهرباء التابعة لـما يسمى “الإدارة الذاتية” في مدينة القامشلي أن “المصدر الرئيس لكهرباء المدينة، هو عنفات التوليد الخمس، الموجودة في مديرية النفط بالرميلان، وتستجر الغاز اللازم لها من حقل السويدية”، مشيرة إلى أن الإنتاج الحالي “متواضع، لا يتعدى 70 ميغا واط يوميًا، يصل منها إلى مدينة القامشلي نحو 10 ميغا واط فقط، في حين تستجر المطاحن والمستشفيات ومطار القامشلي، الذي يسيطر عليه النظام السوري الكمية الباقية”. مشيرة إلى أن الإنتاج الحالي ينحصر في ثلاث عنفات فقط، وأن العنفتين الباقيتين خرجتا من الخدمة؛ لقدمِهما ولعدم وجود قطع صيانة لهما”.

وعزت سبب الانقطاع المستمرّ للتيار الكهربائي: “إلى الاعتماد على مصدر تغذية واحد فقط، وهذا المصدر لا يكفي لإمداد كامل المدينة”.

أثّر الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي سلبًا على الجانب الاقتصادي في البلد، فكثير من أصحاب المعامل الصغيرة والمحالّ التجارية الضخمة المعتمدة على التيار الكهربائي اضطرّت إلى إيقاف عملها؛ بسبب غلاء أسعار المولدات الخاصة، ما يؤثر -في المحصلة- في الأرباح، كما أن كثيرًا من الفاعليات الاقتصادية آثرت الهجرة من المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا “الإدارة الذاتية” لهذا السبب.




المصدر