راديو روزنة تعلن طيّ صفحة “الإضراب”


أعلنت راديو روزنة فكّ الإضراب الذي شهده مكتب المؤسسة في مدينة غازي عينتاب بتركيا، والعودة للعمل ابتداء من يوم الإثنين 16 كانون الثاني 2017

وقالت الإذاعة في بيان صحفي “إن فكّ الإضراب جاء بعد جلسة حوار جدي، شفاف وديمقراطي بين الإدارة و فريق غازي عينتاب”.

وتم الاجتماع بحضور ممثل عن مركز الحريات في رابطة الصحفيين السوريين وممثل عن مجلس أمناء راديو روزنة.

وتابع البيان:” يُسجّل لروزنة أسبقيتها في خلق مناخ ديمقراطي داخل المؤسسة الإعلامية السورية من خلال الاحتجاج والإضراب وحلّه بالطرق والآليات المعمول بها دولياً و القائمة على تغليب منطق الحوار الإيجابي الذي يخدم رسالة المؤسسة في بناء إعلام سوري حر وديمقراطي، كخطوة  لترسيخ حرية التعبير عن الرأي والتي تعتبر مطلباً جوهرياً من مطالب الثورة السورية”.

أسباب

 

وكانت قضية إضراب الفريق الصحافي لمكتب “راديو روزنة” شغلت الوسط الإعلامي بعد قرار اتخذته إدارة الراديو بخفض الرواتب.

وقال الفريق في بيان نشره في العاشر من شهر كانون الثاني الحالي “إن الإعلان عن الإضراب جاء عقب قرار تعسفي من المديرة التنفيذية لينا الشواف، قضى بفصل فريق غازي عنتاب كاملاً، وذلك رداً على عدة مطالب تقدمنا بها بعد قرار مفاجئ بتخفيض رواتبنا”، وتابع: “نُعلمكم أن مطالب الفريق تتعلق بتحسين وضعنا القانوني كصحفيين، وكذلك حصولنا على عقود عمل، وغيرها من الحقوق الأساسية للصحفيين بحسب مواثيق حماية الصحفيين السورية والدولية”.

وأكد الفريق أنه لا يزال ملتزماً بالدوام في مكتب روزنة بمدينة غازي عينتاب قائلاً: “مستمرون بالإضراب حتى تحقيق مطالبنا”.

وعقد الفريق مؤتمراً صحافياً تحدّث فيه بشكلٍ موسّع عن مشاكله في مكتب الراديو في غازي عينتاب.

وتكوّن الفريق من: “مدير الإنتاج أيهم سلمان، ومدير البرامج حسن عارفة، والصحافي ومقدّم البرامج مهدي الناصر، والصحافية ومقدّمة البرامج رويدة كنعان، والصحافية ومقدّمة البرامج زينة إبراهيم، والصحافية ومقدّمة البرامج آلاء صبرا، ومخرج ومهندس الصوت فراس الحموي، ومخرجة ومهندسة الصوت ميرا عبيد، والمحرر الصحافي أحمد ورد، والمحرر الصحافي أحمد غضبان، والمحررة الصحافية هيفين جقلي، والمحرر الصحافي أحمد نذير، والمحرر الصحافي فراس العلي، والمنسق الإداري عمرو فاضل”.

 

 

وخلال المؤتمر الصحفي أشار مدير الإنتاج أيهم سلمان إلى أن: ” الإضراب وسيلة احتجاج مشروعة بكل نظم العمل في العالم”،  وأضاف :”نحن لم نرتكب أي مخالفة أو إساءة لأحد” لافتاً إلى أن علاقة الفريق بالإدارة ودية وأن مشروع الإضراب لم يكن هدفه النيل من أشخاص بعينهم.

وعن أسباب الإضراب أوضح سلمان أن الإدارة أقدمت على تحويل رواتب الموظفين إلى العملة التركية بشكلٍ مفاجئ”، مضيفاً أن الفريق قبلَ بالعمل جزئياً بشكلٍ تطوعي كما هو الحال في بعض المؤسّسات الأخرى.

وأوضح: “أبدينا انزعاجنا من القرار بسبب أثره الرجعي” كاشفاً عن أنه لو تم التشاور مع الفريق قبل القرار لكانت ردّة الفعل مختلفة.

وبيّن سلمان أن فريق مكتب عينتاب البالغ عدده 14 موظفاً قد أجمعوا على توحيد كلمتهم في مواجهة القرار قائلاً: “قد تكون طريقتنا قاسيةً لكننا أعلنّا إضراباً داخلياً وكان خلال البث الخاص بالراديو الذي يتم من العاصمة الفرنسية باريس، ولم يتعرّض الراديو لأي قطع أو مشاكل تقنية بسبب هذا الإضراب”، مشيراً إلى أن الفريق أعلن توقّف كل الأعمال في مكتب عينتاب حتى تحقيق المطالب الخاصة به.

وكشف أن الإدارة ردّت على مطالب الموظفين بأنها أرسلت إليهم قراراً فحواه أن “كل من توقّف عن عمله هو بحكم المفصول”، لافتاً إلى أن الفريق اعتبر هذا القرار تهديداً بفصل كادر غازي عينتاب الذي يشكّل 60% من طاقم الراديو ويتولّى المسؤولية عن 70% من المحتوى الذي تنتجه.

وتحدّث عن احتجاجاتٍ سابقة للفريق بسببِ قراراتٍ أخرى غير مادية، غير أن هذه التراكمات دفعتهم لاتخاذ خطوة الإضراب كونها الأكثر تأثيراَ على الإدارة حسب تعبيره.

وأردف سلمان أن رد الإدارة ترافق مع نشرها إعلاناً على صفحات الراديو تطلب فيه موظفين، علماً أنها ليست بحاجة إلى موظفين حالياً، وقال: “اعتبرنا أن هذا الإعلان هو نية واضحة لاستبدال من أصرَّ على الإضراب من الفريق، لذلك قرّرنا الاستمرار بالإضراب جميعاً، وقرّرنا نشر الإضراب على مواقع التواصل الاجتماعي.

وختم بأنه “لم يعد مقبولاً بعد كلِ ما جرى في سوريا أن يتم اتخاذ قرار تعسّفي من الإدارة بحكم أنها في مركز قوة، معتبراً أن هذه الخطوة هي “بداية لمرحلة جديدة في الإعلام السوري البديل”.

 

 

جلسات تفاوضية

 وأعلن عدد من الصحافيين والنشطاء الصحفيين السوريين تضامنهم مع فريق العمل. في وقت نشرت فيه إدارة روزنة توضيحاً ضمن بيانٍ رسمي على موقع الإذاعة.

واعتبرت الإدارة: “أن الإضراب هو حق مشروع ومؤشر على الروح الديمقراطية في المؤسسة” مشيرةً إلى أنه بالمقابل فإن الحق بالإضراب يخضع لضوابط زمنية وإجرائية لضمانه من جهة وضمان عدم الإضرار بالمؤسسة من جهة أخرى، وستسعى لتنظيمه في المستقبل بالاسناد إلى قانون الدولة التركية”.

ونوّهت الإدارة إلى أنها لم تقم بفصل أي من العاملين، ومما يؤكد ذلك، قيامهم بالإضراب” لافتةً إلى أن المفصول لا يمكن أن يقوم بالإضراب منطقياً.

وأضافت:” إثر التخفيض الحاصل في موازنة المؤسسة من قبل الجهات الداعمة، كما مجمل المؤسسات الإعلامية من قبل، فقد اضطرت الإدارة إلى التكيّف مع هذا التغيير مع الإصرار على الحفاظ على كافة أعضاء الفريق دون الاستغناء عن أي فرد، لذلك تم تحديد الرواتب بالليرة التركية ملتزمين بقاعدة صرف الراتب بعملة دولة عمل الموظفين”.

وبيّنت الإدارة أنها تسعى مع مجلس الأمناء للتوصل الى حل مناسب للمؤسسة أولاً ولكافة العاملين فيها، والذين أشاروا في مؤتمرهم الصحفي إلى تمسكهم بها وبتجربتها.

وذكرت الإدارة أنها “تعتبر بأن الحوار قادر على التوصل إلى تنفيذ بعض من المطالب وشرح صعوبة أو استحالة تنفيذ بعضها الآخر” مجدّدةً تمسكها بالحوار والتفاعل الإيجابي والاحترام المتبادل، وأنها تسعى لإيجاد حلول مرضية وقانونية لجميع الأطراف، مشيرةً إلى أنه سيتم الانطلاق مباشرة بجلسات تفاوضية.

وتبث إذاعة روزنة برامجها من العاصمة الفرنسية باريس عبر الانترنت، ومن مكتبٍ آخر في مدينة غازي عينتاب التركية.

وتعرّف الإذاعة عن نفسها بأنها “مستقلة غير مرتبطة بأجندات سياسية أو دينية وتناقش في برامجها القضايا السورية و تحرص على استعراض وجهات النظر المختلفة، وتطمح أن تكون صوتاً يدعم القيم الديمقراطية في سوريا، ويشجع على تكريس مفاهيم المواطنة والعدالة”.



صدى الشام