أهالي جرابلس يطالبون بمدينة خالية من السلاح


جيرون

شهدت أطراف مدينة جرابلس اشتباكات متقطعة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين فصائل المعارضة السورية المشاركة في عملية “درع الفرات”، وما قيل إنها مجموعات تهريب، تهرّب البضائع إلى مناطق سيطرة ميليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، على ضفة الفرات الشرقية، وتأتي الاشتباكات التي دارت ليلة الإثنين، في ظل مطالب متكررة من الأهالي لإخلاء المدينة من جميع المظاهر العسكرية المُسلّحة، وتسليم قوى الأمن الداخلي المقرر إنشاؤها في المدينة؛ لتدير الملف الأمني فيها.

وأفاد الناشط أبو سليمان من مدينة جرابلس لـ (جيرون) بأن الاشتباكات لم تسفر عن وقوع ضحايا، وكان هدفها منع المهربين، وخاصة مهربي السلاح، من التهريب باتجاه مناطق سيطرة ميليشيا الوحدات الكردية التي تسيطر على الضفة الشرقية من نهر الفرات، إذ يحاول هؤلاء نقل بضائعهم بزوارق صغيرة إلى ضفة النهر الثانية، وخاصة من منطقة بحيرة سد تشرين التي تقع جنوب المدينة؛ إذ يُعدّ عبور الزوارق البدائية من هذه المنطقة سهلًا، لخلوّها من التيارات المائية القوية.

في حين قال الناشط الإعلامي مراد محلي بأن هناك معلومات -غير مؤكدة- تفيد بأن عمليات التهريب تنفذها عناصر تابعة لبعض فصائل الجيش الحر، وأن دورية تابعة لـ “حركة أحرار الشام” اعترضتهم ومنعهم من التهريب؛ ما تسبب بحدوث الاشتباكات، وهي ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الخلل الأمني، وسط تكرار حوادث إطلاق النار خلال الفترة الماضية، من الفصائل العسكرية المشاركة في عملية “درع الفرات”.

وأكد المحلي بأن حالًا من التململ تبديها شريحة كبيرة من المواطنين الذين ضاقوا ذرعًا من تكرار هذه الحوادث، إضافة إلى استمرار انتشار المظاهر المسلحة داخل المدينة، وبات مطلب تسليم الملف الأمني لقوى أمنية مختصة مطلبًا شعبيًا لأبناء المدينة.

من جانبه اتهم أحد ناشطي المدينة، رفض الكشف عن اسمه، بعض فصائل الجيش الحر المشاركة في عملية “درع الفرات” بارتكاب كثير من الخروقات الأمنية التي حدثت خلال الفترة الماضية، وقال لـ (جيرون): إن ” كثيرًا من الفصائل ترى مسألة تسليم مهمات الأمن لقوى أمن داخلي مدربة، ومدعومة من الحكومة التركية، خطرًا يهدد وجودها في المدينة، لذلك؛ تحاول افتعال بعض الخروقات الأمنية هنا وهناك لتبرير وجودها”.

يُذكر أن المجلس المحلي في مدينة جرابلس يقيم منذ نحو شهر، بالتعاون مع الحكومة التركية، دورات تدريبية في تركيا، لعناصر قوى أمن داخلي، تتألف من ضباط شرطة منشقين، وصف ضباط، وعناصر متطوعين؛ بهدف استلام مهمات ضبط الأمن في المدينة بعد تحريرها، في نهاية آب/ أغسطس الماضي، من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).




المصدر