الأمن السياسي يختطف فتاةً مسيحيةً في حلب


محمد أمين ميرة: المصدر

“مرحبا بكم في شيكاغو”، هكذا وصفت وسائل الإعلام الموالية أحياء حلب (المحتلة) التي تكررت فيها جرائم الخطف والقتل والتنكيل بالمدنيين من نساء وأطفال.

آخر تلك الحوادث، كانت اختطاف لفتاة بعمر 14 عاماً من داخل منزلها في حي السليمانية الأحد (15 كانون الثاني/يناير)، بالرغم من وجود ذويها داخل المنزل، فيما اختطف مجهولون إمام مسجد الرشيد في حي الإذاعة عقب صلاة العشاء، بالرغم من تواجد حواجز تابعة لقوات النظام في المنطقة.

صفحاتٌ إخبارية وقنواتٌ شبه رسمية موالية سرعان ما بدأت ببث الروايات المتناقضة، ونسب الانتهاكات للشبيحة بصفة منفصلة عن النظام وأجهزته الأمنية، ما اعتبره ناشطون تزويراً في الوقائع وتحريفاً لحقيقة ما يحصل.

وحسبما أكدت “رنا. ن” لالمصدر، وهي إحدى القاطنات في الحي ذي الغالبية المسيحية، فإنّ خطف الطفلة تالا نخلة تم في تمام الساعة الواحدة ظهراً في شارع مأكولات سابا بحي السليمانية.

وأضافت رنا أنّ سيارة تحمل أربعة ملثمين قال أهالي الحي إنهم يتبعون لفرع الأمن السياسي، وفق سيارتهم التي داهمت المنطقة، وصعدوا إلى أحد المباني لتسمع أصوات عراك داخل منزل عائلة نخلة قبل أن يخطفوها ويسرقوا بعضاً من ممتلكات عائلاتها.

وفي غضون ذلك، بدأت صفحات الموالين وإعلامهم شبه الرسمي والخاص يتخبط في الروايات، لتضبط أجهزة المخابرات ذلك برواية مفادها أنّ الفتاة في علاقة غرامية مع الخاطف “إلياس” وأن الأفرع الأمنية تحقق في الحادثة.

وأضافت الرواية النهائية لإعلام النظام بأنّ السيارة لم تكن واضحة الملامح ولا تحمل نمرة بالرغم من تأكيد رنا لـ “المصدر” أن السيارات تابعة لفرع الأمن السياسي لتوجهها إلى الفرع مباشرة بعد ارتكاب الاختطاف.

وحول ما قاله الإعلام الموالي أكدت رنا أنّ النظام وميليشياته الشيعية هي المصدر الأول للفظائع المرتكبة، مشيرة إلى أنّ التذرع بالشبيحة على مدار سنوات طويلة بات أمراً مثيراً للسخرية، حيث بات الجميع يدرك أن اللجان الشعبية المنتشرة في المدينة هي اليد اليمنى لنظام الأسد وأفرعه الأمنية.

ورصدت “المصدر” تعليقات تلفت إلى أن النظام وروسيا أطلقتا يد الشبيحة في أحياء حلب، مقابل السيطرة على المدينة، ومنها ما ذكره حكم عساف تعليقا على الحادثة: “هي الزبالة هي يلي حررت حلب كلها من المسلحين ولو مو هالزبالة كانت حلب راحت كلها للمسلحين وكانت معباية قذائف بكل مكان ولا تنسوا لما كانت تروح منطقة بحلب تجي هالزبالة يلي عم يحكي عليها سيادتو لترجع المنطقة يلي راحت”.

كذلك سخر مؤيد عصفاري من رواية النظام التي أكدت أن الاختطاف كان برضى الفتاة وعشقها للشاب، وعلق قائلاً: “وخطف إمام الجامع بالإذاعة كمان عشق وغرام؟ استحوا بقا عيب تتاجروا بأعراض الناس حتى تغطوا على شوية أوباش بدل ما تسلطوا الضوء عليهن لحتى يتحاسبوا”.

]