الشتاء يجدد أوجاع السوريين في لبنان


جيرون

مع كل شتاء تتضاعف معاناة اللاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانية، فالمنخفضات الجوية التي تترافق -عادة- مع انخفاض حاد في درجات الحرارة، تفاقم معاناتهم في ظل انعدام إمدادات التدفئة.

تضم البلدة الحدودية 113 مخيمًا، تسكنها نحو خمسة آلاف عائلة سورية، تعيش جميعها أوضاعًا صعبة من جراء انهمار الأمطار والثلوج، وهبوب الرياح القوية التي تقتلع كثيرًا من الخيام، في وقت تتدنى فيه درجات الحرارة إلى ما يقارب الصفر.

وفي الوقت الذي يحتاج فيه سكان المخيم إلى لجان طوارئ خلال فصل الشتاء، نجد أن القائمين على الأعمال الإغاثية في المخيم لا يغيّرون وتيرة أدائهم البطيء، ولا يراعون قساوة الطقس، فينقضي نصف فصل الشتاء وأهالي المخيم بلا (شوادر عازلة).

وعن تلك المعاناة قال الناشط المدني محمد حمود لـ (جيرون): إن خيمًا كثيرة سقطت فوق رؤوس ساكنيها لغزارة الأمطار وشدة العواصف، ولعدم وجود شوادر عازلة أيضًا. علاوة على تشكّل المستنقعات بين الخيام؛ بسبب انخفاض المنطقة التي توجد فيها المخيمات”.

من جهتها أشارت مصادر طبية في عرسال إلى “انتشار مرض الجرب؛ نتيجة الأوضاع السيئة التي يعيشها أهالي المخيم في فصل الشتاء، حيث الوحول الممزوجة بالنفايات ومياه الصرف الصحي تطوّق الخيام والممرات المؤدية إليها، إضافة إلى عدم انتظام الاستحمام، لقلة المياه”، ولا سيما بعد أن خفّضت “مفوضية اللاجئين” كمية المياه المخصصة للأفراد من 27 ليترًا للفرد في اليوم إلى 18 ليترًا.

يضطر الأهالي إلى استخدام مياه غير صالحة في الطهي؛ ما يزيد من انتشار الأمراض، وسط نقص في الإمكانات الطبية داخل المخيم، وصعوبة مغادرته للاستطباب خارجه، فضلًا عن مصاريف التنقل والعلاج.

عندما سأل أحد سكان المخيم موظفة في “الأمم المتحدة” عن سبب حرمان بعض العائلات من تعويضات مادة المازوت، التي تبلغ قيمتها 200 دولار أميركي لكل أسرة، أجابت بأن هناك آليات تقنين ومعايير جديدة، يجري من خلالها اختيار العوائل الأكثر حاجة، وعلّق حمود: “عن أي معايير تتحدث، أغلب الأسر هنا لا تملك قوت يومها، فكيف للأمم المتحدة أن تصنّف وتميّز مستحقي أجور التدفئة من سواهم”.

وأضاف أن “العواصف التي ضربت مخيمات عرسال العام الماضي، أسهمت في تسليط الضوء إعلاميًا على الأوضاع الصعبة للسكان؛ ما ساهم في زيادة المساعدات، إلا أن المخيمات هذا العام تعاني من شحّ في جميع مستلزمات التدفئة (الفرش، الحرامات والمحروقات)”.

وكانت إدارة أحد المخيمات في عرسال أعلنت عن وفاة ثلاثة أطفال ورجل مسن، بسبب البرد نهاية الشهر الماضي، خلال منخفض ساد المنطقة، واستمر نحو 15 يومًا.

يرى حمود أن هناك إجراءات مجحفة تتخذها الأمم المتحدة بحق قاطني المخيم، أهمها صعوبة الحصول على بدل ضائع عن “الكرت الأحمر” الذي تُمنح الإغاثة بموجبه؛ إذ تمنح “مفوضية اللاجئين” مواعيد بعيدة للحصول على البدل، وقد منحت مواعيد بعضها يحين في نهاية عام 2018.




المصدر