النظام يتقدم في حزرما ويخسر في حرستا
18 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
جيرون
تمكنت قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها، أمس الثلاثاء، من التقدم على محاور جبهة حزرما في الغوطة الشرقية المحاصرة، بعد مواجهات عنيفة مع مقاتلي المعارضة المسلحة. يأتي تقدم قوات النظام على المحور المذكور، بعد معارك شرسة ومتواصلة منذ نحو خمسة أشهر، استخدم فيها الأول كافة أنواع الأسلحة، مستفيدًا من دعم سلاح الجو الروسي. في الوقت الذي تأكدت فيه الانباء عن قيام قوات المعارضة، بتفجير نفق قرب أحد مواقع النظام بحرستا كبّد الأخير خسائر بشرية كبيرة.
وبحسب ناشطين من المنطقة، فإن قوات النظام، تحاول منذ أشهر اقتحام الغوطة الشرقية عبر العديد من المحاور، أبرزها جبهات المرج (حزرما، الميدعاني، البحارية، المحمدية) وجبهة أوتوستراد حمص – دمشق الدولي من جهة مدينة دوما.
أوضح ناشطون أن المدافعين صدوا محاولات القوات المهاجمة خلال الأشهر الماضية، وكبدوها خسائر فادحة في العتاد الأرواح، لا فتين إلى أن التقدم مساء أمس جاء نتيجة سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها النظام والتي أجبرت مقاتلي المعارضة على التراجع، مشيرين إلى أن المعارك في هذه المنطقة تتسم بالكرّ والفرّ، وغالبًا ما تستعيد فصائل المعارضة جميع النقاط التي خسرتها بعد ساعات أو أيام.
من جهةٍ أخرى اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي (فيلق الرحمن) وقوات النظام، على أطراف حي جوبر شرق العاصمة دمشق، إثر محاولة الثانية التقدم واقتحام تحصينات الأول، وأكدت مصادر من الفيلق، أن مقاتليه صدو الهجوم بعد اشتباكات عنيفة على محاور طيبة ومعمل كراش، موضحة أن النظام رد بقصف عنيف على محاور الاشتباك والأحياء السكنية داخل الحي.
بالمقابل أفاد ناشطون من مدينة حرستا المجاورة أن كتيبة الهندسة في لواء (فجر الأمة) فجرت نفقًا لقوات النظام بالقرب من “إدارة المركبات”، أحد أبرز مقرات النظام الأمنية والعسكرية في الغوطة الشرقية، مؤكدين أن الانفجار أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 15 عنصرًا من قوات النظام بينهم ضابط برتبة عميد يدعى (بلال بلال)، مشيرين إلى أنه أعقب الانفجار اشتباكات وقصف عنيف على محاور المنطقة.
إنسانيا يعاني أكثر من ربع مليون إنسان داخل بلدات ومدن الغوطة الشرقية، أوضاعًا إنسانية صعبة للغاية، في ظل استمرار الحصار منذ أكثر من 4 سنوات، سيما مع دخول فصل الشتاء وعدم توافر مواد التدفئة أو ارتفاع أسعارها في حال توافرها، إلى جانب شح شديد في حليب الأطفال والأدوية والمواد الطبية، الأمر الذي دفع قبل أيام الهيئات الطبية داخل الغوطة، لتوجيه نداءات إلى المنظمات الإنسانية لتحمّل مسؤولياتها، بعد نفاد كميات الأدوية المخصصة لمرض السل، ما يهدد بكارثة حقيقة في حال عدم تدارك النقص وفق ما يؤكده ناشطو المنطقة.
يذكر أن قوات النظام السوري وميليشياتها الرديفة، صعّدت منذ نحو سبعة أشهر، عملياتها العسكرية ضد معاقل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، في مسعى للتضيق على المقاتلين، وإجبارهم للدخول في مفاوضات، تشبه إلى حد بعيد ما حدث في داريا وغيرها من مناطق ريف دمشق، وهو ما أعلنه علي حيدر “وزير مصالحة النظام” قبل أيام حين قال “المسامحات ستنتهي في الغوطة الشرقية”.
[sociallocker] [/sociallocker]