بعد زيارة وفدٍ وزاريٍ متخمٍ بالوعود… حلب بلا مياه


رزق العبي: المصدر

تعيش الأحياء التي سيطرت عليها قوات النظام في حلب الشرقية، (أيام وردية)، عبر وسائل الإعلام، فمع كل ساعة، تظهر وعود جديدة ممتلئة بالتطمينات بإعادة الحياة إلى ربوع الأحياء التي لا يبدو أنها صالحة للعيش أساساً.

وترافقت تلك الوعود، مع زيارة وفدٍ وزاري للمدينة عدده 16 وزيراً على رأسهم رئيس حكومة النظام “عماد خميس”، الذي أطلق كل يوم وعلى مدى أسبوع وعوده بإعادة المدينة الصناعية، والإعمار، مع تركيزه على محاربة الفساد، مؤكداً على ضرورة عودة المدنيين إلى بيوتهم.

إلا أن الواقع يبدو مختلفاً تماماً، حيث أكد الناشطون القادمون من هناك، إلى ريف إدلب الجنوبي، أن الأحياء مدمرة بنسبة 80 في المئة، في ظل انقطاع خطوط الكهرباء والمياه، وغيرها من الخدمات.

كما تُظهر الصور القادمة من هناك، حجم الدمار الذي تشهده المباني السكنية، والحالة السيئة التي تعيشها الطرقات والشوارع الرئيسية والفرعية، نتيجة القصف الذي تعرضت له تلك الأحياء على مدى الأشهر الماضية.

وقالت “أم خالد”، التي تتواصل مع أحد أقاربها هناك، إن المناطق الشرقية لا تزال مناطق عسكرية، تنتشر فيها دوريات روسية وأخرى تابعة لميليشيات من إيران واللجان الشعبية، وهم يضايقون المدنيين هناك، دون معرفة السبب، ولا يمكن حتى اليوم أن يصل أحد إلى بيته ومعرفة وضع ممتلكاتهم هناك.

وترافق ذلك، مع انتشار صورٍ لعدد من الجنود الروس في شوارع حلب، وسط دمار كبير، ويقتصر ظهور حلب عبر وسائل إعلام النظام على القسم القديم من المدينة.

وتعاني مناطق حلب الشرقية من انقطاع تام للمياه، والكهرباء، وهو عكس ما يتحدث عنه إعلام النظام، الذي يعد كل يوم بإيجاد حلّ لهذه المشاكل، خصوصاً مع استضافة قناة “سما” الموالية لأحد العرّافين، الذي تحدّث عن أن حلب ستشهد أوضاعاً معيشية جيدة جداً، خلال الربع الأول من السنة، ما دفع الموالين لتصديق تلك الشائعات التي يروّج لها النظام بكثرة هذه الأيام.

وقوبلت تلك الحملة الإعلامية، بسخرية لدى آخرين، مؤكدين أنهم اعتادوا على إبر المخدّر، وبثّ الوعود والتطمينات.

وقال “أبو أحمد”، أحد أهالي حلب الشرقية، وهو نازح إلى ريف إدلب، “تعودنا أن يأتي النظام بمثل هذه الوعود، فهو نفسه يعد بالقضاء على (الإرهاب) منذ خمس سنوات، لكنه يفشل في كل مرة، لأنه هو الإرهاب نفسه”.

وفي المقابل، تنتشر في تلك الأحياء، بعض اللجان التي تبيع علب المياه والأغذية بأسعار عالية جداً، إلا أن تلك المواد تشهد إقبالاً من الذين بقوا هناك، نظراً لعدم توفّر بديل عنها.

وقالت “أم حسين”، من سكان حلب الشرقية، “إن الأحياء الغربية لحلب، ينظرون لنا بازدراء، وهو أمر متوقّع، فكل مناطق النظام تعتبر المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة مناطق مثيرة للشغب، وهم وحدهم أصحاب الأرض، علماً أن الكثير من الأحياء الغربية فيها أناس جدد ليسوا من حلب”.

ومن جانبها، نقلت وكالة أنباء النظام “سانا” عن مدير مؤسسة المياه في حلب قوله إن المياه مقطوعة عن مدينة حلب جراء أعطال في خطوط نقل الطاقة الكهربائية المغذية لمحطات معالجة المياه.

وأوضحت الوكالة أن محطات المعالجة على نهر الفرات وفي منطقة “الخفسة” شرق مدينة حلب بنحو 90 كم، توقفت عن ضخ المياه جراء عطل في خطوط نقل الكهرباء المغذية للمحطات.

ويشار إلى أن مياه الفرات التي تتم معالجها في محطات الخفسة المصدر الرئيسي للمياه في مدينة حلب إلى جانب العديد من الآبار الارتوازية المنتشرة في المدينة.





المصدر