مع أزمة الكهرباء والغاز..عودة “الفرن البدائي” إلى غزة


شكّلت أزمتا نقص الكهرباء والغاز، في قطاع غزة، فرصة ثمينة للفلسطيني نعيم شُرّاب (40 عاماً)، كي ينفض الغبار عن فرنه البدائي القديم.

وورث شراب فرن الحطب عن والده منذ عشرات السنين، لكنه أغلقه بسبب قلة إقبال السكان عليه.

لكن تفاقم أزمتا انقطاع التيار الكهربائي، ونقص “غاز الطهي”، لساعات طويلة، دفعه إلى إعادة افتتاح الفرن، عملا بالمثل القائل:” رب ضارة نافعة”.

ويستعين شراب، بكميّات من الحطب لإشعال نار الفرن البدائي، من أجل إنضاج الخبز لزبائنه، إضافة إلى طهي كميات من الطعام.

والفرن البدائي، عبارة عن غرفة معزولة حرارياً تستخدم للتسخين أو الخَبز، أو تجفيف مادة ما، وهو أكثر شيوعاً للاستخدام في الطهي.

وبينما كان يقلّب الخبز على نار الفرن المشتعلة، قال شراب لوكالة الأناضول:” أعدت تشغيل فرن والدي المتوقف منذ فترة، والذي يعمل على الحطب، نتيجة نقص الغاز والكهرباء الذي تعاني منه غزة”.

وأضاف:” يلبي الفرن احتياج سكان غزة في طهي الطعام، وفي ذات الوقت، يحقق لي وللأفراد الذين يعملون عندي مصدر رزق”.

ويجني صاحب الفرن نحو 25 دولاراً أمريكياً يومياً، في عمله “المؤقت” بمخبزه البدائي، حسب قوله.

وقال:” لا يمكن لي أن أترك المخبز، أنا متمسك به لمدى الحياة، فالأزمات تعصف بغزة بشكل كبير، سواء حروب أو انقطاع الكهرباء والغاز كما هو الحال في الوقت الحاضر”.

ويشير شراب إلى أن مخبزه “المتواضع”، يشهد كل يوم إقبال المئات من الفلسطينيين.

ويضيف:” الزبائن يزيدون يوما بعد يوم”.

ويتطلب إعداد الطعام داخل الفرن حجزاً مسبقاً قبل يوم على الأقل، وفق قوله.

ولجأت الفلسطينية مروة حسين (48 عاماً)، هي الأخرى، في ظل انقطاع التيار الكهربائي ونفاد غاز الطهي لإعداد خبزها اليومي في فرن الحطب الخاص بـ”شُرّاب”، مقابل مبلغ من المال يقدّر بثلاثة دولارات.

وتقول حسين لوكالة الأناضول:” لجأت إلى المخبز لإعداد الخبز لأسرتي بعد انقطاع التيار الكهربائي، ونفاد غاز الطهي”.

وتضيف:” أعادنا الفرن البدائي للحياة القديمة وزاد من معاناتنا اليومية؛ بسبب الحصار الإسرائيلي”.

ويوافقها الرأي الشاب محمد عوض (29 عاماً)، حين قال:” استمرار أزمة الكهرباء والغاز، أجبرتنا على إرسال الطعام إلى المخبز القديم اليدوي، فلا يوجد بديلاً متاحاً غير ذلك”.

وأضاف للأناضول:” مشكلة المخبز القديم يعمل فترة الصباح فقط ولساعات محددة وهذا لا يكفي لنا”.

وتابع:” الكهرباء والغاز مشكلتان قديمتان يجب الانتهاء منهما بأسرع وقت ممكن”.

ورغم أن إعداد الطعام داخل الفرن له نكهة أفضل، إلا أنه مرهق، مقارنة بالطريقة الحديثة المريحة، وفق عوض.

ويعيش سكان قطاع غزة منذ نحو شهر أزمة خانقة جراء نقص ساعات وصل التيار الكهربائي.

ويعاني قطاع غزة الذي يعيش فيه نحو 1.9 مليون نسمة، منذ 10 سنوات، من أزمة كهرباء حادة، تفاقمت حدتها قبل نحو 3 أسابيع.

ويحتاج قطاع غزة إلى 400 ميغاوات من الكهرباء، لا يتوفر منها إلا 212 ميغاوات، تقدم إسرائيل منها 120 ميغاوات، ومصر 32 ميغاوات وشركة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة 60 ميغاوات، وفق أرقام سلطة الطاقة الفلسطينية.

كما يعاني القطاع من أزمة مماثلة في توفر “غاز الطهي”.

وتقول جمعية “أصحاب محطات الغاز والبترول”، إن قطاع غزة يعاني من عجز في غاز الطهي بنسبة 60%، ما تسبب بأزمة كبيرة، خاصة مع دخول فصل الشتاء”.



صدى الشام