بركة السماء تُنعش سوق المواشي في إدلب

18 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017

3 minutes

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

شهدت أسعار المواشي في ريف إدلب هذا العام ارتفاعاً قياسياً مقارنة مع ما سبقه من السنوات، وانتعشت أسواقها مع الهطولات المطرية التي شهدتها المنطقة هذا الشتاء، فتوفّر الكلأ يعني بالنتيجة توفّر عذاءٍ رخيصٍ للمواشي، فيقلّ العرض في أسواقها.

الملفت هذا العام كمان ارتفاع أسعار المواشي بنسبةٍ كبيرة وصلت إلى 300 في المئة في بعض الأسواق مقارنةً مع أسعارها قبل أشهرٍ فقط. ووصل سعر رأس الغنم (العواس) الواحد إلى أكثر من 150 دولاراً لرأس الماشية من الأغنام الأنثى، أما ثمن الأنثى من الأغنام التي ولدت خروفاً ذكراً، فقد يزيد سعرها على 200 دولار، ويشبه هذا  إلى حد كبير سعر رأس الماعز، أما سعر رأس البقر، من النوع الهولندي الهجين، فقد يصل إلى ألفي دولار.

ويتحدّد سعر الماشية تبعاً لكميات الهطولات المطرية، والتي تؤدي بدورها إلى نمو الزروع بشكل جيد في الأراضي الزراعية، و نمو الأعشاب في مناطق المراعي وينعكس هذا بشكل أساسي، على غذاء الماشية، وبالتالي على صحتها، وولاداتها ووفرة لحومها وحليبها، ولبنها وصوفها أيضاً.

ويقول “أبو سلطان” صاحب أكبر قطيع أغنام في الريف الجنوبي لإدلب إن “السّبب في ارتفاع أسعار الماشية بشكل رئيس يعود إلى كمية هطولات الأمطار هذا العام، حيث نمت الزروع بشكل جيد، وبعد أن كانت الأغنام حبيسة الحظائر، أصبحت ترعى في المراعي، والتي نمت فيها أنواع عديدة من الأعشاب”.

وأضاف “أبو سلطان” الذي التقته “المصدر” في إدلب أن نمو الأعشاب في البراري وأطراف الوديان، يؤدي إلى زيادة مساحة المراعي ووفرة غذاء المواشي، وبالتالي تكون كلفة تربية المواشي أقل.

وتشير الإحصائيات إلى أن الثروة الغنمية في سوريا تراجعت بشكلٍ كبيرٍ مع سنوات الجفاف التي مرّت على سوريا وقلة مساحة المراعي، وأيضاً مع خروج أعداداً كبيرة من رؤوس الماشية عن طريق التهريب إلى الدول المجاورة. ويضاف على كل ذلك اشتداد القصف من الطيران الروسي وطيران النظام على معظم المناطق السورية ونزوح أعداداً كبيرة من مربيّ الماشية إلى خارج البلاد.

على الرغم من ارتفاع أسعار المواشي، إلا أن لهذا أثر إيجابي على المدنيين، حيث تتوفر اللحوم والألبان بكثرة مع زيادة أعداد الولادات في العام الواحد لرأس الماشية مع توفر الغذاء والدفء.

وعلى الرغم من مشاهد السواد في عموم سوريا، إلّا أن موسم هطول الأمطار والثلوج والتي غطّت معظم المناطق السورية، أعطت السّوريين نوعاً من التفاؤل ويقولون عن هذا العام إنه “سنة خير” آملين أن يكون خاتمة أحزانهم.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]