‘حسن برو: الآستانة (دعوات) على مقاس الرعاة (كُردياً)’
19 يناير، 2017
حسن برو: المصدر
تم أمس دعوة المجلس الوطني الكردي إلى مؤتمر آستانة وقد وجهت الدعوة بحسب أعضاء من قيادته لكل من الاستاذ ابراهيم برو( رئيس المجلس ) والدكتور عبد الحكيم بشار نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ، وأعتبر فؤاد عليكو بأن ذلك هو نجاح دبلوماسي رائع في تمثيل الشعب الكُردي في المحافل الدولية .
الرأي الكُردي المنقسم : من المعروف بأن الأحزاب الكردية منقسمة فيما بينها على أرض الواقع بين ثلاث قوى ( حركة المجتمع الديمقراطي و مجلس الوطني الكردي والتحالف الوطني الكردي) .. و إلا أن تلك القوى تتفاوت تواجدها في المناطق الكردية الثلاثة ( عفرين وكوباني والجزيرة) فهي تنقسم إلى طرفي صراع بين محورين لهم فعالية ( قنديل وهولير ) بينما يتأرجح طرف ثالث بينهما يتقاطع مع كل من الطرفين في بعض المواقف ويفترق في بعضها الأخر .
إذاً مثلما أن الأرض السورية مباحة من قبل كل الأطراف الاقليمية والدولية فأن المنطقة الكردية مباحة أيضاً للأطراف الكردية والكردستانية على أساس وجود صراع الأقطاب ….ولكن الفرق بين الكُرد والمناطق الأخرى يظهر من خلال وجود قوة عسكرية وحيدة تمثلها على الأقل في الوقت الحالي بينما في باقي المناطق السورية تتعدد القوى العسكرية وحتى السياسية بحسب الداعمين لها وتتعدد وتتقاتل بحسب الظروف والمتغيرات المحلية والاقليمية والداعمين لها .
المجلس والتمثيل الكردي ” إن حضور مجلس الوطني الكُردي في مؤتمر الآستانة هو خطوة جيدة من حيث المبدأ على ان يكون بعيداً عن الأجندة الحزبية الضيقة ، ويحاول التثميل الكردي بقدر الامكان ويتناسى صراعهُ مع حركة المجتمع الديمقراطي .
وتأتي دعوة المجلس لعدة أسباب أولها بأن تركية هي من الدول الراعية لمؤتمرالآستانة وعلى خلاف مع حركة المجتمع الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية وثانياً: المجلس الوطني الكردي هو جزء من الائتلاف الوطني المعارض والحكومة المؤقتة التابعة لها والتي تعتبر تركيا أكبر وأهم داعميه ثالثاً: يعتبر المجلس الوطني الكردي جزء من التحالف الغير معلن ضد حزب الاتحاد الديمقراطي ومنظومة حزب العمال الكردستاني مع كلاً من حزب الديمقراطي الكردستاني العراقي وتركيا .
وهذا لا يعني بأن المجلس الوطني الكردي هو الذي يمثل الكُرد السوريين وهو في أضعف حالاته بسبب الانقسامات المتواجدة فيه تنظيمياً وسياسياً إضافة إلى ضعف الاداء الجماهيري على الأرض ووقوعه وعدم قدرته في الدفاع عن رؤيته ضمن اطر المعارضة السورية ومؤتمراتها وحتى في تهجم بعض شخصيات المعارضة المؤتلفة معها على الكُرد .
إذاً يبقى التمثيل الكردي ناقصاً مهما كان حضوره محصوراً في حضور طرف دون أخر أو عدم اتفاق عدم قدرتهم على مرجعية واحدة موحدة تمثلهم في المؤتمرات والمحافل الدولية .
وقد علق فؤاد عليكو عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي على ذلك “بأن حضور المجلس الوطني الكردي هو كشخصية اعتبارية مستقلة وليس كجزء من الائتلاف الوطني المعارض ” نؤكداُ في الوقت نفسه بأن ” المعارضة السورية رفضت رفضاً قاطعاً حضور PYD كمعارضة إلى جانبه وأكد بأن مؤتمر الآستانة ” لتطبيق وقف اطلاق النار والتاكيد عبى القرارات الدولية للحل السياسي ومن ثم الانتقال الى جنيف مرة اخرى” .
بينما قال نصر الدين إبراهيم سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي ( البارتي ) بأن تم تأجيل دعوة حركة المجتمع الديمقراطي والتحالف الوطني الكردي إلى جولات أخرى .
أعرب إبراهيم عن اعتقاده ” بان الموقف التركي المتشدد كان وراء عدم حضور قوات وبالتالي منع حضور التحالف الكردي وتف دم هذا من جهة ومن جهة اخرى قوات قوات سورية الديمقراطية غير معنية بوقف اطلاق النار بعد صفقة حلب -جرابلس ا لامرالي ادى هذا الموقف ” .
بينما أصدرت غالبية الأحزاب الكردية ماعدا حزب الديمقراطي التقدمي وأحزاب المجلس الوطني الكردي بياناً حول مؤتمر الآستانة جاء فيه “نحن القوى الموقعة على هذا البيان، ومنذ بدء الأزمة السورية أكدنا على ضرورة الحل السياسي المبني على معالجة الأسباب العميقة والبنيوية للأزمة والانطلاق منها نحو بناء سوريا المستقبل وفق الإرادة الحرة لأبنائها، ونبذنا دائماً الخيارات الأمنية والعسكرية المدمرة لسوريا ولشعبها، وأبدينا استعدادنا الدائم للمشاركة الفعّالة في أي مسعىً حقيقي وجدي لإنهاء الأزمة عبر حوار سوري سوري برعاية دولية ووفق قرارات الشرعية الأممية ذات الصلة. إلا أن المحاولات والمساعي السابقة للمفاوضات جميعها لم تؤدي إلى أي نجاح يذكر، لعدم تعبيرها عن الإرادة السورية ومصالح الشعب السوري ولعدم مشاركة الممثلين الحقيقيين لهذه الإرادة”.
وقال البيان بأنه “وفي الوقت المستقطع الذي تمليه ظروف الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تبدو الأزمة السورية وكأنها تأخذ منحىً آخر في محاولة من القوى المؤثرة في الأزمة لتغيير الواقع العسكري الميداني وبالتالي التوازنات السياسية القائمة، فبعد الاتفاقات الروسية التركية الإيرانية المعلنة منها وغير المعلنة وبالتناغم مع النظام السوري، تم الاحتلال التركي لأجزاء كبيرة وهامة من الأراضي السورية في جرابلس وشهبا ومنطقة الباب أعقبه سيطرة النظام على شرقي حلب، بحيث بات واضحاً بأن التغيرات العسكرية على الأرض تدفع المحور نفسه لخلق تغييرات على الخارطة السياسية بهدف وضع الشعب السوري وكذلك الإدارة الامريكية القادمة أمام أمر واقع جديد للانطلاق منه نحو تقاسم المصالح في سوريا والمنطقة”.
وأعتبر البيان بأنه يجري ” سباق مع الزمن لعقد مؤتمر حوار ومفاوضات حول الأزمة السورية في استانا عاصمة كازاخستان، برعاية روسية تركية إيرانية، في أجواء ضبابية وغامضة لم يتبين من تحضيراته وترتيباته الشيء الكثير على الرغم من أنه لم يعد يفصلنا عن موعد انعقاده إلا بضعة أيام، مما يخلق هواجس جدية بأنه سيكون حلقة أخرى من الحلقات الفاشلة لمفاوضات حل الأزمة السورية، خاصة وأن أحد رعاة هذا المؤتمر هو في نفس الوقت أحد رعاة وداعمي الإرهاب وأحد الأطراف الرئيسية الأكثر سلبية في الأزمة السورية ولا يمكن أن يكون راعياً صالحا للحل فيها، وهو بعد أن ساوم على رأس الفصائل المسلحة في شرقي حلب والشمال السوري يريد أن يساوم على إبعاد أهم وأكبر القوى المواجهة للإرهاب في سوريا وصاحبة المشروع الحقيقي للحل الديمقراطي للأزمة السورية”.
وأكد البيان على القناعة التامة ” بأن الحوار الديمقراطي السوري السوري هو أساس الحل في سوريا، نؤكد بأن أي مصادرة للإرادة السورية الحقيقية ستبوء بالفشل، ولن نكون ملزمين بنتائج أي حوار أو مفاوضات لا نشارك فيها، كما أن تحريك بعض العناصر والجهات الداخلية المرتبطة بالقوى المعادية لتجربتنا ومشروعنا للحل كطابور خامس، لن تنفع رعاتها ولن تشكل أية قيمة سياسية، وأية محاولة لتزييف تمثيل المكونات المجتمعية والكيانات السياسية ستبقى فارغة من أي مضمون ولن تمثل إلا شخوصها”.
وانهى القوى والأحزاب البيان بالقول “نحن واثقون من أنفسنا، ونمتلك الامكانية والإرادة الكافية في الاستمرار في انجاح مشروعنا الفيدرالي الديمقراطي لشمال سوريا والتأسيس لبناء سوريا دولة فيدرالية ديمقراطية. وسنبقى منفتحين دائماً للقيام بدورنا للمساهمة وانجاح أية مفاوضات وأي حوار سوري سوري مبدأي، جاد يبحث عن الحل السياسي الحقيقي للأزمة السورية”.
أما الأحزاب والقوى الموقعة على البيان كانت “أحزاب حركة المجتمع الديمقراطي وأحزاب التحالف الوطني الكردي في سوريا وأحزاب تجمع الديمقراطيين واليساريين الكرد والهيئة الوطنية العربية والحزب الديمقراطي الكردي السوري”.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه دائماً بالنسبة للكُردي هل يخسر الكُرد على طاولة السياسة ما كسبه في المعركة .
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]