ابنة (رستم غزالي) تقاضي قادة الشبيحة في بلدتها لتبرئة والدها


مضر الزعبي: المصدر

مات الرجل وبقي اسمه عالقا بأذهان السوريين، مات الرجل وبقي الثأر متقداً في نفوس سكان بلدة (قرفا) مسقط رأس اللواء في جهاز المخابرات السورية (رستم غزالي)، هذا الاسم الذي يتهمونه بتغييب قرابة المئة شاب من أبناء البلدة في الأعوام الأربعة الأولى من الثورة السورية، لتتولى اليوم ابنته ملاحقة هذا الملف، لكشف خيوط اختفاء أبناء بلدتها.

مصدر خاص من بلدة (قرفا) مسقط رأس اللواء غزالي قال لـ “المصدر” إن ابنته المحامية “دارين رستم غزالي” رفعت دعوى قضائية ضد قادة مجموعة اللجان الشعبية في بلدة قرفا على خلفية اختفاء ما يقارب من مئة شاب من بلدة (قرفا) في قضية ما بات يعرف بالسيارة الخفية التي كانت تشرف على عمليات الخطف في البلدة، وأشار المصدر أنه مطلع الشهر الحالي تم اعتقال اثنين من أبرز قادة اللجان الشعبية في البلدة وهم “محمد ابراهيم غزالي” المعروف بـ “أبي الخير” وهو شقيق رئيس مجموعة اللجان السابق (اسماعيل إبراهيم غزالي) الذي قتل عقب مقتل اللواء الغزالي بتفجير سيارته بالعاصمة دمشق من قبل قوات النظام.

وأضاف المصدر أن المعتقل الثاني هو ابن رئيس اللجان الأسبق (معن أسماعيل غزالي).

المصدر أشار إلى أن رفع القضية من قبل ابنة الغزالي يأتي على خلفية اتهام أبناء البلدة له بالوقوف خلف عمليات الخطف والاعتقال التي كانت تجري في البلدة وتستهدف النخب فيها حيث أن من ضمن المختفين أحد أهم القضاة في سوريا وهو القاضي (طالب الدنيفات) مستشار محكمة النقض في سوريا، مردفاً أن الهدف هو لصق التهمة بقادة ميلشيا اللجان الشعبية في البلدة عوضاً عن عائلة غزالي.

وتخضع بلدة (قرفا) في الوقت الحالي لسيطرة قوات النظام بقيادة العقيد (فواز غزالي) وهو ضابط من أبناء البلدة كان على خلاف مع قادة ميلشيا اللجان الشعبية الذين هاجموا منزله إبان سيطرتهم على البلدة وقاموا بسرقة منزله ومصاغ زوجته.

في المقابل، لم تسجل البلدة منذ تاريخ مقتل الغزالي قبل نحو عامين أي عملية اعتقال أو اختطاف، وهي سياسة جديدة متبعة من قبل قوات النظام تهدف إلى بسط نفوذها  في البلدة بأقل قدر من المشاكل.

وأكد المصدر الذي تحدث من البلدة، أنه وعقب اعتقال قادة ميلشيا اللجان من قبل قوات النظام انتقل عناصر الميلشيا إلى ميلشيا (الحرس الثوري) بقيادة المدعو (بدران الكايد) ومهمة القتال خارج محافظة درعا ولا صلاحية لهم ضمن بلدة (قرفا).

وكان الأهالي في البلدة يتهمون شقيق اللواء الغزالي (برهان غزالي) بالوقوف خلف ملف السيارة الخفية التي كانت تتولى مهمة عمليات الخطف، إلى أن تمت تصفيته على يد قوات النظام مطلع شهر تموز/يوليو من العام 2015، أي بعد ثلاثة أشهر من وفاة اللواء غزالي، التي ما زالت ظروفها غامضة.

نهاية غزالي بالسيانيد

وما يزال الغموض يلف قضية اللواء البارز في قوات النظام منذ الإعلان عن وفاته أواخر نيسان/أبريل من العام 2015، حيث أعلن النظام حينها أنه توفي بمرض عضال، وفي الوقت نفسه لم يقم له النظام أي مراسم تشييع تليق برئيس إدارة الأمن السياسي السابق.

وفي المقابل كشفت تقارير أمنية بريطانية صدرت في ذلك الوقت أن غزالي تعرض للضرب على يد أحد مرافقي ضابطٍ كبيرٍ بأمر من اللواء علي مملوك مباشرة، الذي ضربه بالأحذية في الشارع، ونقل على إثرها إلى المستشفى، حيث خضع لسلسلة من الحقنات المؤثرة على القلب في سريره ما جعله يدخل في غيبوبة اعتقد خلالها محاولو قتله أنه لن يخرج منها سالماً.

وأضاف التقرير الذي نشرته صحيفة (السياسة) الكويتية في 30 نيسان 2015، أن غزالي صحا فجأة في السابع عشر من الشهر نفسه، واتصل بواسطة أحد موظفيه الذي كان يلازمه في المستشفى بمكتب سعد الحريري في بيروت طالباً ظهوره على شاشة “المستقبل” كي “يعلن عن أمر ما لا نعرف ما هو”، كما أعلن الحريري من واشنطن حينها.

وشككت الأوساط الأمنية بأنه “كانت في نية غزالة التطرق في مقابلته التلفزيونية إلى قتلة رفيق الحريري ودور بشار الاسد وأقرب المقربين منه في الجريمة، إذا كان مازال في مستشفاه في أيدي استخبارات النظام وفي متناولها، إلا أن أحد أفراد عائلة غزالة أكد للاستخبارات الغربية في ما بعد أنه بعد اجراء الاتصال الهاتفي من خارج مبنى المستشفى، تم اعتقال مرافقه وهو برتبة رائد وجرت تصفيته فوراً، فيما تم حقن غزالة بالقوة في سريره بمادة السيانيد القاتلة.





المصدر