النظام يلتف على وادي بردى باتفاق تهدئة جديد


خالد محمد

توصل النظام السوري، وقوات المعارضة في وادي بردى إلى اتفاق تهدئةٍ جديد، أمس (الخميس)، يقضي بوقف إطلاق النار بين الطرفين، وذلك بعد مرور شهر تقريبًا على الحملة العسكرية، التي تشنها قوات النظام والمليشيا الموالية لها على قرى الوادي.

تضمن الاتفاق المبرم بين الجانبين، وقف الأعمال العسكرية كافة، بما فيها أعمال القصف الجوي والبري لمنطقة وادي بردى، بالتزامن مع دخول ورش الإصلاح إلى منشأة نبع عين الفيجة، كما أعطى الاتفاق، حسب مصادر محلية، مهلةً تمتد من 48، إلى 72 ساعة، لخروج جميع مقاتلي المعارضة غير الراغبين بتسوية أوضاعهم الأمنية مع النظام إلى إدلب شمال سورية.

ونوهت المصادر ذاتها، إلى أن عمليات الإجلاء تشمل ترحيل المقاتلين من أبناء وادي بردى، وجرود رنكوس، وآخرين في برج بلودان إلى إدلب، أما النظام السوري فتعهد بعودة الأهالي إلى بلدات إفرة وهريرة وبسيمة وعين الخضرة، علمًا أن قواته ما تزال متواجدة في الوقت الراهن في قريتي بسيمة وعين الخضرة، إذ لن يُسمح للمدنيين بالعودة إليها، إلا عقب تثبيت النظام نقاطه العسكرية، ثم الخروج من المنطقة.

بدوره أكد رياض زيدان، أحد القاطنين في وادي بردى، على دخول وفدٍ يتألف من العميد في الحرس الجمهوري قيس الفروة، ومحافظ ريف دمشق علاء ابراهيم، ومبعوث من قبل السفارة الألمانية في دمشق، في وقتٍ مبكر من يوم أمس إلى المنطقة.

وأوضح زيدان، في حديثه لـ(جيرون): أن الوفد “اجتمع مع ممثلين مدنيين وعسكريين عن المنطقة، وتم الاتفاق على عدة بنود أهمها: وقف إطلاق النار ووقف العملية العسكرية على قرى المنطقة منذ الساعة الثالثة عصر أمس (الخميس) وتسوية أوضاع المقاتلين الراغبين بالبقاء، شريطة أن يسافروا خارج المنطقة خلال مدة ستة أشهر، بالإضافة إلى تسجيل قوائم بأسماء الرافضين للتسوية ليتم ترحيلهم إلى مدينة إدلب، تحت إشراف أممي وبرعاية الصليب الأحمر الدولي”.

في المقابل، نصّ الاتفاق على خروج قوات النظام السوري، والمليشيات التابعة لها من قرية بسيمة، خلال فترة وجيزة، إلا أنه منح الحق لقوات النظام بالبقاء ضمن النقاط التي وصلت إليها في الآونة الأخيرة في قرية عين الفيجة.

تفتقد منطقة وادي بردى، التي تضم 14 قرية، تسيطر المعارضة على تسعة منها، لأدنى التجهيزات والمستلزمات الطبية، لا سيما الأدوية الخاصة بمرضى القلب والسكري والضغط والشرايين، وتعاني كذلك نقصًا كبيرًا في مادة حليب الأطفال، جراء منع دخولها من قبل حواجز النظام السوري وميليشيا (حزب الله) التي أنشأها الطرفان في محيط المنطقة.

تتشابه بنود الاتفاق بصيغته الحالية، إلى حدٍ كبير، مع الاتفاقات التي توصل إليها النظام السوري على مدار الأشهر الماضية في أنحاء متفرقة من ريف دمشق، بينما لم يشمل الاتفاق السابق الذي تم التوصل إليه في 13كانون الثاني/ يناير الجاري، أي بنودٍ تقتضي بتهجير أبناء المنطقة ونازحيها إلى ادلب.

تأتي أهمية منطقة وادي بردى، من كونها تحوي نبع عين الفيجة، الذي يغذي دمشق وريفها، بمياه الشرب، وسجلّت المنطقة خروقاتٍ يومية من قبل قوات النظام، لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل له في 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بضمانة تركية- روسية، فيما أدت البراميل المتفجرة، التي ألقاها طيران النظام المروحي، على نبع عين الفيجة، إلى خروجه عن الخدمة بالكامل، ما خلق أزمة مياه حادة في العاصمة دمشق.




المصدر