‘“رابطة المهندسين السوريين” قوننة الوجود العلمي في تركيا’
20 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
جيرون
تعترض عمل المهندسين السوريين في تركيا الذين تُقدّر أعدادهم بنحو 4 آلاف مهندس صعوبات عديدة، في مقدمتها عدم اعتراف الحكومة التركية بشهاداتهم، ما يدفعهم إلى مزاولة أعمال بعيدة عن اختصاصهم، وأحيانًا لا تليق بمستواهم العملي.
وفي سعيهم إلى إيجاد آليات تخفّف من معاناتهم وتقونن أوضاعهم العلمية في تركيا، أسست مجموعة من المهندسين “رابطة المهندسين السوريين في تركيا”، ضمّت -منذ تأسيسها أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2016- أكثر من 600 منتسب ومنتسبة.
حول الرابطة وتأسيسها وأهدافها، قال المسؤول الإعلامي فيها، المهندس فراس ديبة لـ (جيرون): إن الرابطة “تجمّع اجتماعي ذو شخصية اعتبارية مستقلة، يسعى إلى توحيد جهد المهندسين تحت مظلة قانونية، وترسيخ وقوننة أوضاعهم، وتمثيلهم أمام الجهات الرسمية التركية، في سبيل إيجاد حلول لمشكلاتهم، وأهمها تعديل شهاداتهم، ما يمنحهم الحقّ بمزاولة المهنة”.
تقبل الرابطة في عضويتها طلاب الهندسة وخريجي المعاهد الهندسية، مبتعدة عن الشكل النقابي، الذي لا يسمح إلا بتنسيب مهندسين، لإتاحة تبادل الخبرات، وإفادة كل العاملين في هذا القطاع، الذين ظُلموا في تركيا ولم يُمنحوا المكانة التي يستحقونها بعد تحصيل علمي عال.
وعن الصعوبات التي تعترض عمل الرابطة، قال ديبة: إن “هناك صعوبة في الوصول إلى كل المهندسين، في كل الولايات التركية وضمّهم إلى الرابطة، وأخرى في آلية تعديل شهادات المهندسين في تركيا، إذ يقتضي التعديل الحصول على أوراق رسمية من هيئات النظام، وهناك قسم كبير من المهندسين المقيمين في تركيا، لا يستطيعون جلبها؛ لأنهم معارضين ومطلوبين أمنيًا، وهو ما تسعى الرابطة إلى تعديله، وثمة صعوبات أيضًا تتمثّل في تفشي ظاهرة تقديم شهادات هندسة مزوّرة إلى الجانب التركي، بغية الحصول على الجنسية، وتهدف الرابطة من خلال تعاونها مع الهيئات التركية، إلى إيجاد تقنيات لكشف التزوير، ومنح الجنسية لمستحقيها الفعليين”.
من جهته قال رئيس اللجنة التأسيسية للرابطة، سعيد نحاس، لـ (جيرون): “يوجد في تركيا نقابة المهندسين السوريين الأحرار، وهي بمنزلة المكتب المركزي للنقابات الفرعية في سورية، وتُعنى بشؤون المهندسين في سورية، بينما تسعى الرابطة لتنظيم شؤون المهندسين في تركيا، وتتّسم بمرونة لا تتحلّى بها النقابة، إذ بإمكان كل العاملين في حقل الهندسة الانتساب إليها، ونقوم بالتواصل مع المسؤولين الأتراك لحل إشكالية تعديل الشهادات”، مشيرًا إلى التفاعل الإيجابي من الجانب التركي مع الرابطة وأعمالها، مشيرًا إلى البيروقراطية وتعدّد مراكز القرار لدى أغلب الجهات الرسمية التركية.
يعدّ نحاس أن “تنظيم السوريين لأنفسهم ضمن أجسام مهنية، يُسهّل التواصل مع السلطات الرسمية في الدول التي يقيمون فيها”، مؤكدًا أن الدولة التركية بدأت بتسهيل أمور الأطباء والمعلمين، إلا أن شؤون المهندسين لم يُتطرّق لها بعد، ضمن ما أسماه “ترتيب أولويات الجانب التركي”، مشيرًا إلى حجم المعاناة التي تواجه المهندسين في تركيا، واضطرارهم للخوض في أعمال بدنية شاقة، وهو ما تسعى الرابطة إلى الحدّ منه أو إنهائه إن أمكن.
[sociallocker] [/sociallocker]