علوش: هدفنا بالمفاوضات هو تثبيت وقف إطلاق النار وأغلب الفصائل ستشارك في المفاوضات


كشف رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات أستانة “محمد علوش”، أن هدف المعارضة من الذهاب إلى المفاوضات هو” تثبيت وقف إطلاق النار بالدرجة الأولى، والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة”.

وقال علوش، الذي يتولّى المفاوضات للمرة الثانية بعد أن كان كبير المفاوضين عن المعارضة في مؤتمر جنيف السابق، إنه بتناول هذه الموضوعات وتحقيق تقدم فيها يكونوا قد حققوا إنجازًا كبيرًا يساعد على التقدم والمضي في الحل السياسي.

ونقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية عن علوش: “نحن ذاهبون لأستانة لتثبيت وقف إطلاق النار بشكل جدي، وخاصة المناطق المشتعلة في وادي بردى والغوطة الشرقية وجنوب دمشق، وكافة الجبهات تثبيته أولوية”، موضحًا أنه “إذا تم تثبيت الاتفاقية بتفاصيلها، وصولاً إلى وجود مراقبين لوقف إطلاق النار، سيعلم العالم كله من الذي يخرق هذا الوقف، ومن الذي يقصف المدنيين، ومن الذي يعتدي”.

وأضاف علوش: “الميليشيات الشيعية الداعمة للنظام لا تستجيب لروسيا، ولا تستجيب للنظام، فهم قتلوا اللواء المتقاعد احمد الغضبان لذلك فهم شركاء متشاكسون”.

وكان اللواء الغضبان مسؤول المفاوضات بين النظام وفصائل المعارضة في وادي بردى قد قتل برصاص قناص في الرابع عشر من الشهر الحالي خروجه من منطقة وادي بردى بعد مساعيه للوساطة لإيجاد حل للأزمة هناك.

وتساءل علوش “هل ستتحمل روسيا عبء الضغط على إيران أيضاً؟ وإن ضغطت فهل إيران قادرة على إلجام عصاباتها المسلحة على الأرض؟ هذه الأسئلة سنسمع الإجابة عنها في أستانة” مستدركاً: “إن كانوا غير قادرين وليسوا أهلاً لهذه المسؤولية، لا يمكن متابعة الطريق مع من يقول ولا يفعل، في إشارة إلى روسيا ، مضيفاً: ” نريد قولاً وفعلاً، فالمعارضة التزمت بالهدنة”.

وأوضح علوش “أنه من يقول إن المعركة فقط في الخنادق، فقد حجّم المعركة الكبيرة، نحن مؤمنون أننا أصحاب حق، وما نريده بناء هذا البلد وحريته وكرامته، وبالتالي سنسعى لتحقيق أهدافنا في أي مكان وعبر أي وسيلة، لحقن دماء الشعب السوري” وقال أيضاً: “هذا هدف كبير لنا، ويجب أن نصل إليه وأن لا نترك مجالاً إلا ونسلكه لرفع المعاناة عن هذا الشعب العظيم”.

وأردف: “إن حقن دماء الشعب السوري هو أولوية، لذلك وافقنا على اتفاقية وقف إطلاق النار في 30 كانون الأول في أنقرة، والأشقاء في تركيا ضمنوا المعارضة، وروسيا ضمنت النظام، ولكن النظام إلى الآن لم يلتزم، والسبب في ذلك واضح، هناك شرخ كبير ما بين الداعم الإيراني والروسي للنظام”.

وأشار إلى أن روسيا تسعى، لإظهار نفسها أمام المعارضة على أنها اقتنعت بالحل السياسي، وليس كما كانت بداية عام 2016 في مفاوضات جنيف”، موضحاً أن الخطاب تغير الآن وهناك متغيرات دولية على الساحة وعلى المعارضة أن تستفيد منها لتحقيق مصالح الشعب السوري”.

حول تبيان مواقف الفصائل من الهدنة أوضح علوش أن “الساحة السورية فيها من التنازع الشيء الكثير، لكنه يوجد إجماع على أهداف عامة، وهي واضحة بالنسبة للفصائل ولغيرها، وأعلنها الشعب السوري سابقا، والهدن أمر وارد في الشرع والتاريخ”.

وأضاف “بعض الناس يرى أن الوقت الآن ليس وقت هدن وإنما فتح معارك، وآخرون يرون العكس، وربما نحصّل شيئًا من الأهداف الموضوعة لدينا، حتى نصل إلى أمن واستقرار سوريا، فاجتمعنا في أنقرة وجاء ممثلوا الفصائل، واستمرت الحوارات لستة أيام، والنقاشات كانت صريحة وبناءة، وهناك من وافق على الذهاب وهم الأغلب”.

وفي هذا الصدد أكمل علوش: “حتى الذين تسربت أسماءهم أنهم غير ذاهبين، دخلوا في الوفد وسيذهبون، وبقي فصيل واحد في الغالب سيذهب، وذهابه قوة للساحة وقوة للمفاوضات، ولكن وإن لم يذهب أو يرسل مندوبه الخاص، فهو مؤيد بشكل عام للنتائج التي ستخرج في أستانة، لا سيما تثبيت وقف إطلاق النار”، ومن المفترض أن علوش يقصد بهذا الفصيل “حركة أحرار الشام” التي أعلنت عن رفضها المشاركة وتأييدها للفصائل المشاركة في مفاوضات أستانة.

وقال: “إذا عرفنا أن الهدف من الذهاب إلى أستانة هو تثبيت وقف إطلاق النار بالدرجة الأولى، ثم الحديث عن الإفراج عن المعتقلين والمعتقلات، ولا سيما النساء والأطفال، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، وهو ما ورد في القرارات الدولية، نكون قد حققنا إنجازًا كبيرًا يساعد على التقدم والمضي في الحل السياسي”.

وتعهد علوش بعدم التفريط بدماء الشهداء، أو التخلي عن المعتقلين والمعتقلات، ولا عن فك الحصار عن المناطق المحاصرة قائلاًَ: “لن يكون هناك إلا ما يرضيهم، ولن يكون هناك نوع من التنازل، ولا يمكن أن نسعى إلى الحرب بشكل دائم أو مستمر، نريد حقن دماء السوريين ورفع المعاناة عن الشعب، ونريد عودة اللاجئين والمهجرين من كل الأنحاء، وتركيا تحملت الكثير فلها منا كل التحية والشكر، وبقية الدول كذلك”.



صدى الشام