النظام يستبق آستانا بتصعيد غير مسبوق في ريف دمشق


جيرون

تواصل قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها عمليات التصعيد العسكري ضد معاقل قوات المعارضة في الغوطة الشرقية المحاصرة، على الرغم من سريان وقف إطلاق النار برعاية روسية- تركية، والتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر آستانا الأسبوع المقبل.

وأكد ناشطون من داخل الغوطة أن قوات النظام والميليشيات المساندة لها سيطرت مساء أمس الخميس على بلدة البحارية في قطاع المرج؛ ما يهدد بقطع طرق الإمداد والمواصلات بين قرى وبلدات المنطقة (حزرما، القاسمية، النشابية وغيرها). موضحين أن تقدم النظام ومن يسانده من الميليشيات، جاء بعد معارك شرسة تواصلت الأربعاء والخميس الفائتين، استخدمت فيها الأخيرة جميع الأسلحة، ما أجبر المدافعين على التراجع والانسحاب.

وقد شهدت الأربعاء أشرس هجمات النظام على محاور وجبهات الغوطة الشرقية، وأوضح ناشطون، أن قوات النظام وميليشياتها الرديفة مدعومةً بغطاء صاروخي ومدفعي حاولت اقتحام المنطقة من أربعة محاور، هي محور المرج (حزرما البحارية)، ومحور حرستا، ومحور (جسرين المحمدية)، ومحور حي جوبر، شرقي العاصمة دمشق، إلى جانب محاولاتها على جبهات طريق دمشق- حمص الدولية، من جهة مدينة دوما، وانتهت تلك الهجمة بالسيطرة على البحارية.

من جانبها أكدّت مصادر عسكرية من “جيش الإسلام” أن مقاتلي الجيش والفصائل الأخرى، صدّوا على مدى الأشهر الماضية محاولات النظام اقتحام الغوطة الشرقية، مشيرة إلى أن الأخير خسر أكثر من 17 عنصرًا خلال اشتباكات (الأربعاء) على محور طريق دمشق-حمص من جهة مدينة دوما، لافتةً إلى أن النظام أحرز تقدمًا محدودًا على جبهات المرج قبل أيام.

إضافة إلى ذلك؛ أعرب ناشطون من المنطقة عن مخاوفهم من أن يتحول اتفاق وقف إطلاق النار، ومؤتمر آستانا إلى غطاء دولي للنظام وحلفائه؛ لإكمال مخططاتهم في ما يخص سياسة التغيير الديمغرافي والتهجير القسري، ضد ما تبقى من معاقل للثورة في محيط العاصمة، مشددين على أن الحملة المتواصلة على وادي بردى (المستمرة على الرغم من الهدنة) والغوطة، تؤكد أن هناك تفاهمات دولية إقليمية للإجهاز على الثورة في دمشق وريفها، وجعل العاصمة “آمنة”، تمهيدًا لأي مفاوضات سياسة مزمعة، وفق تعبيرهم.

تواردت أنباء من عدة مصادر عن دخول وفد للنظام، بصحبة مبعوث من السفارة الألمانية، أمس الأول الخميس إلى الوادي، لبدء محادثات لإنهاء العمليات العسكرية ودخول ورشات الصيانة لإصلاح الأعطال في نبع الفيجة، وإبرام تسوية تنتهي بخروج المدافعين، وعودة النظام ومؤسساته للسيطرة على المنطقة.

وعلى الرغم من إعلان النظام عبر وسائل إعلامه، أن اتفاق التهدئة دخل حيز التنفيذ من الساعة الثالثة مساء الخميس، إلا أن ناشطين من الوادي، أكدوا أنه ما إن خرج الوفد حتى عاودت قوات النظام قصفها المنطقة؛ لتغطية قواتها البرية التي تحاول اقتحام بلدة عين الفيجة.

يصرّ النظام و”حزب الله” على اقتحام الوادي والسيطرة عليه، ليس لإحكام السيطرة على نبع الماء، بل يتعداه إلى تغييرات جيوسياسية ترتبط بمخططات النظام وحلفائه، ولا سيما طهران، بربط طرق الإمداد والمواصلات بين معاقل الحزب في لبنان مرورًا بالقلمون والمنطقة الوسطى؛ وصولًا إلى الساحل، إلى جانب معلومات عن وجود منشأة نووية في جبال وجرود الوادي، أنشأها الكوريون الشماليون قبل سنوات، ويخشى الأسد ومن يسانده أن تقع تحت سيطرة قوات المعارضة. وفق مصادر من المنطقة.

يُذكر أن قوات النظام السوري، ومن يساندها من الميليشيات صعّدت منذ أشهر عملياتها العسكرية ضد الغوطة الشرقية الخارجة من سيطرة النظام، قبل أن تشن حملة عسكرية شاملة منذ نحو شهر على منطقة وادي بردى غرب دمشق، في محاولة للسيطرة التامة على العاصمة ومحيطها، وإحداث تغييرات ديمغرافية كبرى، كانت قد بدأت في آب/ أغسطس من العام الماضي في درايا، من ريف العاصمة الغربي.




المصدر