حماة..أساليب بدائية للمحافظة على الحياة

microsyria.com هدير العاصي

عقب تردي الأوضاع الاقتصادية، والغلاء الكبير بالأسعار في سوريا، لجأ أهالي ريف حماة ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية للعودة للحياة والأساليب البدائية، والاستعانة بروث الحيوانات الذي يعرف باسم “الجلة” من أجل التدفئة بالإضافة للحصول على الاحتياجات الأساسية اليومية الضرورية لتأمين الغاز من أجل الطبخ.

أكرم العلي، أحد أهالي ريف حماة، قال لـ “هيومن فويس”: الغلاء الكبير في أسعار المازوت والبنزين والغاز، وعدم قدرة معظم الناس لشرائها، جعلهم يستخدمون روث الحيوانات كمادة بديلة وتصميمها من أجل استخدامها كمادة للتدفئة بالإضافة لاستخدامها من أجل الطبخ، وغيرها من الاحتياجات الضرورية.

حيث يتم وضع روث حيوانات الأغنام والأبقار ويضاف إليه كمية من “التبن” أي قصب القمح الجاف، ومن ثم تصنيعها كمكعبات وتجفيفها من عن طريق أشعة الشمس، وذلك في فصل الصيف، ويتم الاستفادة منها في فصل الشتاء.

وأوضح “أبو خزامة الحموي” أحد العاملين في مجال تربية الحيوانات بأن الإقبال أصبح كبيراً على شراء روث الحيوانات، وانتشرت المحال التجارية التي تبيع روث الحيوانات، كونه أصبح البديل عن مواد التدفئة، كالحطب الذي وصل سعره إل ما يقارب 70 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 135 دولار أمريكي.

بينما وصل سعر المازوت المكرر إلى 300 ليرة سورية، وهي أسعار غالية جداً بالنسبة إلى أهالي ريف حماة، الذين لم يكونوا من ذوي رؤوس الأموال، قبيل الثورة السورية أيضاً

يضيف “أبو خزامه”، بانه على الرغم من الضرر الذي يخلفه احتراق روث الحيوانات بعد أن يتحول إلى غاز الميثان وهو معروف بأنه مضر في جهاز التنفس، إلا أن الناس يعتمدون عليه كبديل للمازوت والحطب، نظرا للإمكانيات المحدودة منذ اندلاع الثورة السورية ودخولها في العام السابع

من جهته أوضح “أبو أحمد” أحد العاملين في تصنيع روث الحيوانات، بأنه تم مؤخراً اكتشاف طريقة جديدة لاستخراج الغاز عن طريق “الجلة” حيث يتم حفر بئر وتعبئته بالروث ويضاف له كمية من الماء، ومن ثم إغلاق فتحة البئر بشكل محكم، بعد أن يمدد خرطوم من داخلة، ليصل إلى المطبخ، حيث تحدث تفاعلات كيميائية تؤدي إلى خروج الغاز من الخرطوم ويتم بعد ذلك الطهي عن طريقه والحصول على النار للتدفئة

بعد مضي العديد من السنوات التي أهمل فيها استخدام “الجلة” عاد معظم أهالي الريف في كافة المحافظات السورية، لاستخدامه، والسبب هو اشتهارهم بتربية الحيوانات، بالإضافة إلى اعتمادهم على الزراعة، وهذا ما خفف على الناس الحصار الذي فرضته قوات النظام بسبب الحصار والقصف، ومنع وصول معظم المواد الغذائية لتلك المناطق.