ردود دولية غاضبة لتدمير تنظيم “الدولة” آثار جديدة

هيومن فويس

أثار تدمير تنظيم “الدولة” لآثار جديدة في مدينة تدمر السورية ردود فعل دولية غاضبة، فصنفته الأمم المتحدة بـ”جريمة حرب” ووصفته موسكو بـ “المأساة الحقيقية”.

بعد أكثر من شهر على استيلائه مجددا على مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا، عمد تنظيم “الدولة” إلى تدمير “التترابيلون” الأثري، وهو عبارة عن 16 عمودا، كما ألحق أضرارا كبيرة بواجهة المسرح الروماني.

وقالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” إيرينا بوكوفا “هذا التدمير المتعمد جريمة حرب جديدة. إنها خسارة كبيرة للشعب السوري وللإنسانية”.

 وأضافت “هذه الضربة الجديدة الموجهة إلى التراث الثقافي (…) تثبت مدى استهداف التطهير الثقافي الذي يقوم به المتطرفون للحياة البشرية والمعالم التاريخية من أجل حرمان الشعب السوري من ماضيه ومن مستقبله”،وأكدت أن “حماية التراث لا تنفصل عن حماية الحياة البشرية”.

ماذا تبقى من آثار تدمر؟

قال مدير عام الآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم ” لـ “فرانس برس”: دمر تنظيم الدولة كما تلقينا من أخبار منذ عشرة أيام التترابيلون الأثري وهو عبارة عن 166 عمودا”، وأضاف “كما أظهرت صور أقمار اصطناعية (…) أضرارا لحقت في واجهة المسرح الروماني”.

وبدا من خلال صور الأقمار الاصطناعية وكأن الدمار طال الجزء الأكبر من واجهة المسرح الروماني. وهو الذي طالما استضاف مناسبات موسيقية ومسرحية، ويعد من أبرز المعالم السياحية في سوريا، إذ ظهرت صوره في العديد من الحملات الترويجية والبطاقات البريدية.

ويعود تاريخ مدينة تدمر المعروفة بـ”لؤلؤة الصحراء” إلى أكثر من ألفي سنة، وتشتهر تدمر التي تقع في قلب بادية الشام وتلقب أيضا بـ”عروس البادية” بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها، وأعرب عبد الكريم عن خوفه من المستقبل طالما بقي تنظيم “الدولة” في المدينة. وصرح “قلنا منذ اليوم الأول أن هناك سيناريو مرعبا ينتظرنا”، مضيفا “عشنا الرعب في المرحلة الأولى، ولم أتوقع أن تحتل المدينة مرة ثانية”.

وأضاف “معركة تدمر ثقافية وليست سياسية (…) لا أفهم كيف قبل المجتمع الدولي والأطراف المعنية بالأزمة السورية أن تسقط تدمر”.

دمار كامل

وتعتبر سوريا مخزن كنوز أثرية من ثقافات مختلفة تتراوح بين المساكن والأسواق من عصور ما قبل التاريخ، وصولا إلى الآثار اليونانية والرومانية والحصون الصليبية.

وإن كان لتنظيم “الدولة” دور كبير في تدمير جزء من هذا التراث، فإن المعارك التي شهدتها سوريا ألحقت الدمار أيضا بالكثير من المواقع الأثرية، وأبرزها المدينة القديمة في حلب، وشكلت المدينة القديمة في حلب منذ العام 2012 خط تماس للمعارك.

وأعلنت اليونسكو الجمعة أن “الدمار الكامل” طال 30 في المئة من المدينة القديمة جراء المعارك، فيما لحقت “أضرار بالغة” بما تبقى منها، وأرسلت اليونسكو بعثة إلى حلب بين 16 و19 كانون الثاني/يناير، تبين خلالها “الضرر البالغ” الذي لحق بالقلعة الصليبية وبالجامع الأموي الذي انهارت مئذنته العائدة إلى القرن 11.