تعرف على أحداث الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي خلال مائة عام
22 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
عقب وعود الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب” خلال حملته الانتخابية، حول نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، تصدر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، الأجندة العالمية مجدداً، لا سيما أنّ الاسرائيليين أعلنوا القدس المعروفة بأنها عاصمة فلسطين، عاصمة أبدية لهم منذ عام 1980.
ومنذ انسحاب الإمبراطورية العثمانية من الساحة الدولية، وبدء الانتداب البريطاني في منطقة الشرق الأوسط، بدأت أهمية القدس تزداد بشكل مستمر لدى المسلمين والعالم الإسلامي.
وخلال العهد العثماني كانت القدس التي تعتبر جزءاً من الأراضي الفلسطينية، المدينة التي يؤدّي فيها منتسبو الديانات السماوية الثلاثة لواجباتهم الدينية بكل أريحية وحرية تامة.
وتعرضت مدينة القدس لموجة من الهجرة اليهودية المكثفة منذ الاحتلال البريطاني في عام 1917، حيث توافدت قوافل اليهود إليها من كل حدب وصوب.
وفي عام 1917، أعلن وزير الخارجية البريطاني “آرثر بلفور”، عن قرار سمح بموجبه لليهود ببناء دولة فوق أراضي فلسطين والقدس التي تعتبر مدينة مقدسة لدى منتسبي الأديان السماوية الثلاثة (الإسلام، والمسيحية، واليهود).
وشهدت مدينة القدس في عام 1920، ثورة شعبية عارمة، واشتبك حينها عرب فلسطين مع الجيش البريطاني الذي لجأ إلى العنف من أجل إخماد تلك الثورة الشعبية.
ومنذ ذلك الحين بدأ عدد اليهود بالتزايد في الأراضي الفلسطينية، وفي عام 1929، شهدت المدينة المقدسة اشتباكات بين المسلمين واليهود، بسبب خلاف حصل حول كيفية الوصول إلى حائط البراق، وفقد على إثرها 243 شخصاً حياتهم من العرب واليهود.
ووصل الحال بالمسلمين في القدس في ظل الانتداب البريطاني إلى مستوى التهديد الوجودي، وعلى إثر ذلك دعا مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني إلى عقد مؤتمر إسلامي عام في القدس سنة 1931، شارك فيه 153 ممثلاً عن الدول الإسلامية.
وكان الهدف من المؤتمر إثارة اهتمام الرأي العام الإسلامي بقضية فلسطين وتأليف جبهة إسلامية قوية في مواجهة الصهيونية العالمية وانحياز الدول الغربية وعصبة الأمم، وعلى رأسها بريطانيا.
وبحسب المادة 181 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن المجتمع الدولي مدينة القدس منطقة دولية، وذلك ضمن إطار خطة تقاسم الأراضي الفلسطينية، ونتيجة لذلك شهدت القدس مظاهرات عارمة في عام 1947، بدعوة من اللجنة العربية العليا.
وفي 14 مايو/أيار عام 1948 أعلن المجلس القومي اليهودي تأسيس الدولة الإسرائيلية فوق الأراضي الفلسطينية.
وعقب إعلان الدولة الإسرائيلية، بدأت الصراعات بين الدول العربية وإسرائيل التي لم تلتزم بخطة تقاسم فلسطين وعملت على عكس ذلك وسعت لتوسيع نطاقها فوق الأراضي الفلسطينية.
ومنذ ذلك الحين والقدس الغربية دخلت تحت إدارة إسرائيل، بينما بقية القدس الشرقية تحت إدارة المسلمين.
وبعد أن أعلنت إسرائيل في عام 1949 القدس الغربية عاصمة لها، نقلت مقر البرلمان (الكنيست) من تل أبيب إلى القدس الغربية، وعقدت الجلسة الأولى في 14 فبراير/شباط عام 1949.
وعقب إعلان الدولة الاسرائيلية في عام 1948، أشرف على إدارة القدس خلال الفترة الممتدة من 1948 إلى 1967، كل من إسرائيل والأردن.
وتعرضت القدس الشرقية التي كانت تُدار من قِبل الأردن للاحتلال الاسرائيلي بعد حرب الستة أيام التي جرت في عام 1967، وقام اليهود المتطرفون حينها بالاعتداء على المقدسات الإسلامية الموجودة في القدس.
وفي عام 1969، أضرم “دنيس ميشال روبن” متعصب يهودي من أصول استرالية، النار في مسجد القبلة الذي أنشأ بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب سنة 636 ميلادي، ما أدى إلى حرق الحائط الجنوبي ومنبر صلاح الدين الأيوبي بالكامل.
ويعدّ أنور السادات الرئيس المصري السابق، أول زعيم عربي اعترف بدولة إسرائيل، وذلك خلال الزيارة الرسمية التي أجراها إلى إسرائيل والقدس في عام 1977.
وعقب زيارة السادات إلى إسرائيل بسنتين، وقعت القاهرة وتل أبيب اتفاقية سلام برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وسميت باتفاقية “كامب ديفيد”.
ولم يمض وقت طويل على اتفاقية “كامب ديفيد” للسلام بين مصر وإسرائيل، حتّى قامت الأخيرة في عام 1980، بإعلان القدس بشرقها وغربها عاصمة لها.
ولم يعترف مجلس الأمن الدولي بالقرار الإسرائيلي، وطالب بإلغائه مباشرةً، وذلك عبر القرار رقم 478 الصادر في هذا الخصوص. بدورها أعلنت إسرائيل عدم التزامها بقرار مجلس الأمن الدولي، واستمرت في احتلالها للقدس.
وقامت السلطات الإسرائيلية في 25 سبتمبر/أيلول عام 1996، بحفر نفق للوصول إلى حائط البراق الواقع غربي المسجد، الأمر الذي أثار غضب الفلسطينيين الذي ثاروا ضدّ هذا الإجراء، وحصلت نتيجة ذلك مواجهات بين الطرفين أسفرت عن مقتل 63 فلسطينياً وجرح ألف و600 آخرين.
وفي عام 2000، وبرعاية الولايات المتحدة الأمريكية، اجتمع الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي مجدداً في قمة “كامب ديفيد” جديدة، للتباحث حول وضع القدس، غير أنّ القمة لم تسفر عن نتيجة.
ومع انقضاء شهرين فقط على قمة “كامب ديفيد” الجديدة، اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “أريائيل شارون” مع مئات من حراسه، حرم المسجد الأقصى، الأمر الذي أثار غضب الفلسطينيين، وكانت هذه الخطوة، بمثابة الفتيل الذي أشعل الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استمرت لأعوام.
وبدأت السلطات الإسرائيلية منذ عام 2003، بإدخال المستوطنين اليهود إلى حرم المسجد الأقصى، وتحديد عمر معين للفلسطينيين الراغبين بدخول المسجد.
ويدّعي عدد من المنظمات اليهودية والساسة المتطرفين في إسرائيل، وجود معبد لهم تحت مسجد الأقصى، ويطالبون بفتح المسجد لليهود من أجل أداء عباداتهم فيه.
وأعلنت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة في 18 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، أنّ اليهود لا علاقة لهم بالمسجد الأقصى.
وجدد المجتمع الدولي في 23 ديسمبر/كانون أول الماضي اعتبار الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، بأنها محتلة وذلك في قرار مجلس الأمن 2334.
[sociallocker] [/sociallocker]