(لجان فضّ النّزاعات)… تجربة فريدة وصمام أمانٍ للسلم الأهلي في إدلب
22 يناير، 2017
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
كثرت الخلافات والنّزاعات في مناطق خرجت عن سيطرة النظام شمال سوريا، إضافة إلى انتشار الفوضى وانعدام الأمان وضياع الحقوق، وتساهم لجان مدنية خاصّة في ريف إدلب بحل العديد من هذه الخلافات، ومع نهاية العام 2016، انتشرت العديد من هذه اللّجان، وساهمت في حل العديد من الخلافات، وتسمّى (لجان فضّ النّزاعات).
ويتم تشكيل هذه اللّجان من العناصر الفاعلة في المجتمع، من أطباء وحقوقيين، وشرطة حرة ووجهاء، ومن النّشطاء أيضاً ممن تلقّوا تدريبات خاصة على التّعامل مع المشاكل، وكيفية حلها قبل أن تتطوّر إلى استخدام العنف، بالإضافة إلى خضوعهم لدورات خاصة في هذا المجال.
وتأتي أهمية وجود العناصر الفاعلة، من تأثيرها الكبير في المجتمع، في وقت تتعدد فيه المحاكم، وتتنوع تبعيتها وطريقة تعاطيها مع الخلافات والنزاعات، والتي تنشأ بين الأفراد وبين مكونات المجتمع، وأحياناً بين عناصر مسلّحة تنتمي لفصائل عسكرية، وفي مرحلة فوضى وضياع للحقوق، وانتشار عشوائي للسّلاح، وحالات السرقة والخطف العشوائي.
ومجال عمل هذه اللّجان هو فض النزاعات والخلافات بين الأفراد بالطرق السلمية وعدم اللجوء للعنف، وذلك من أجل التخفيف من العنف ومشاكل استخدام السلاح وتبعات ذلك على السلم الأهلي في المناطق والبلدات والقرى والأرياف وفي مخيمات النزوح، وضمن التجمعات السّكنية المزدحمة في المدن، حيث تتنوع العادات والتقاليد.
المحامي “عفيف الحازم”، أحد المشرفين على تشكيل لجان فض النزاعات، وفي حديث لـ “المصدر” قال: “تأخذ لجان فض النزاعات على عاتقها حل العديد من المشاكل قبل أن تتطور، وتؤدي إلى استخدام العنف والسلاح، ونجحت هذه اللجان في العديد من المناطق في احتواء النزاعات وحلها، قبل أن تتطور”.
وعن الفترة التي رافقت ظهور هذه اللجان، قال “الحازم”: “شهدت المنطقة في الفترة السابقة عشرات النزاعات، والتي كانت أسبابها بسيطة، وتطورت إلى استخدام السلاح والقتل، وحدوث الإصابات التي تسببت بعجر دائم للمصابين، مما يؤثر بشكل سلبي على المجتمع ويؤثر على السلم الأهلي”.
وساهمت لجان فض النزاعات في حل العديد من المشاكل في ريف إدلب الجنوبي، وهي تعمل بالتّعاون مع مخافر الشرطة الحرة، وبعض المحاكم في تلك التجمعات، وتم حل العديد من الخلافات والنّزاعات عن طريقها.
تجارب مختلفة يلجأ إليها صنّاع القرار في المناطق السورية، التي خرجت عن سيطرة النظام، من أجل تأمين نوع من الأمان وتحقيق العدل، بعد أن أصبحت قضية السّوريين في ملاعب (الدّومينو) الدوليّة.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]