قضية جيش المجاهدين وفتح الشام تشغل الرأي العام


حذَّر قياديون في جيش المجاهدين ونشطاء ثوريون من احتمالية مهاجمة "جبهة فتح الشام" لمعاقل جيش المجاهدين الأساسية في ريف حلب الغربي، المعقل الأساسي للجيش، مؤكدين وصول تعزيزات لجبهة فتح الشام من قطاع البادية وريف إدلب واحتشادها بالقرب من معاقل جيش المجاهدين، بالتزامن مع إرسال فصائل "تحالف الردع" المكون من 8 فصائل أبرزها: حركة أحرار الشام الإسلامية وصقور الشام تعزيزات إلى ريف حلب الغربي لمنع الهجوم في حال حصل.

وأكد النقيب أمين ملحيس، قائد غرفة عمليات الراشدين التابع لجيش المجاهدين، في تصريحات لشبكة أنهم يتوقعون هجومًا لقوات الأسد على جبهة "الراشدين" منذ عدة أيام ورفعوا الجاهزية الكاملة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن "جبهة فتح الشام" أبلغت بعض قادة الكتائب التابعة للجيش أنها اتخذت قرار مهاجمته من أجل حله، وهم يتعاملون مع هذه المعلومات بشكل جدي ومستعدون للدفاع عن أنفسهم، دون أن يبادروا هم لأي هجوم، في حين لم تجب مصادر إعلامية في فتح الشام تم التواصل معها لسؤالها عن صحة تلك الأنباء.

وقال النقيب أمين في تغريدات له على تويتر: "لا عدو لنا إلا ميليشيات إيران الرافضية وأذقناهم وما زلنا نذيقهم بأسنا، ولمن تسول له نفسه البغي علينا سنضعه في خندق هذه الميليشيات وسنذيقه ما أذقناهم".

وحذَّر القيادي الآخر في الجيش النقيب أحمد عبدالقادر جبهة فتح الشام قائلًا: "وإن حدث اعتداؤكم على مقراتنا سنصنفكم في خندق إيران، وسنذيقكم ما أذقناها طوال ثلاثة أعوام".

وأكدت مصادر مقربة جدًّا من أعضاء شورى "فتح الشام" أبو أحمد زكور وحمزة سندة، اللذين أعلنا خروجهما من الجبهة أمس الأول، أن سبب الخروج الأول للعضوين هو رفض القيام بمثل هذه العمليات ضد الفصائل الثورية، مؤكدين أن "الساحة" باتت لا تسمح بمثل هذه الأخطاء، كما أشارت المصادر إلى أن الهدف الحالي لـ"فتح الشام" الفصائل المنتشرة في الشمال السوري والتي حضرت مؤتمر أستانة، معتبرين أن هذه الخطوة ضرورية؛ تجنبًا لتحالف هذه الفصائل ضدها.

وأطلق نشطاء وسم "جيش المجاهدين جيشنا"، تضامنوا فيه مع "جيش المجاهدين" وذكَّروا بمعارك الجيش ضد النظام السوري، وبأهم عملياته وهجماته الصاروخية، وأبرز أسماء قياداته الذين قضوا في تلك المعارك.

وقال الباحث الشرعي والسياسي "ماهر علوش" في تغريدات له في الوسم: "إن التحرك لقتال جيش المجاهدين في ظل المخاطر التي تحدق بالجهاد الشامي لا يمكن تفسيره إلا في سياق التبعية للخارج... على الذين يتحدثون عن تنازل المجاهدين في مؤتمر، أن يدركوا أن جيش المجاهدين شارك في قصف النظام عسكريًّا وسياسيًّا".

وعلق القيادي السابق بجبهة فتح الشام "علي العرجاني" على الحدث قائلًا: "من يتهم جيش المجاهدين بشيء عليه أن يقيم الحجة الشرعية، وينطلق من خلال فتيا صحيحة من مرجعيات شرعية معتبرة متفق عليها مقبولة في الساحة".

وخاطب القيادي السابق في فتح الشام "صالح الحموي" الملقب بأس الصراع في الشام جنود الجبهة قائلًا: "يا شرعيي وقادة وجنود فتح الشام الشخص الذي نقل لكم أن الفصائل وقَّعت في الأستانة على قتالكم هو شيطان مخابراتي، يا جنود فتح الشام شرعييكم وقادتكم يغرونكم ويكذبون عليكم ليستحلوا دم فصيل بنقل كاذب وتوهمات وهواجس نفسية".

وفي تغريدة للناشط المعروف في ريف حلب الغربي أبو مجاهد الحلبي قال: "جيش المجاهدين يعني 1200 شهيد يعني يوسف زوعة وأبو علي الحوراني وعشرات القادة الذين استشهدوا في طريق الحرية والجهاد".

وبث نشطاء صورًا ومقاطع فيديو للعشرات من المدنيين خرجوا في مظاهرات ليلية داخل مدينة الأتارب وما حولها بريف حلب الغربي؛ تحسبًا لأي تطورات ميدانية، وأكد النشطاء أن المتظاهرين ينوون الوقوف في وجه أي تقدم باتجاه مقرات "جيش المجاهدين".

وكان الناطق الإعلامي لوفد المعارضة والفصائل العسكرية السورية في مؤتمر أستانة "أسامة أبو زيد" أكد في مؤتمر صحافي عقب انتهاء الجلسة الافتتاحية، اليوم الاثنين، أنهم رفضوا الحديث عن مصير "فتح الشام" في سوريا قبل إقرار مبدأ عام للتعامل مع أكثر من 60 ميليشيا أجنبية تدعمها إيران وتساند النظام السوري.

 

مظاهرات في الأتارب