آمال ضئيلة جداً بنجاح مباحثات أستانا بين المعارضة ونظام الأسد.. لهذه الأسباب لن يكون الاتفاق سهلاً


مراد القوتلي - خاص السورية نت

بدأت اليوم الإثنين مباحثات في العاصمة الكازاخية أستانا، بين وفدي  المعارضة السورية، ونظام بشار الأسد، برعاية تركية روسية إيرانية، وسط آمال ضئيلة في النجاح بالتوصل إلى اتفاق بين الطرفين، يقضي بالدرجة الأولى في تثبيت وقف إطلاق النار.

وثمة أسباب تشير إلى أن المحادثات الجارية لن تختلف عن سابقتها التي انتهت بالفشل، فالأساس في هذه المحادثات إنعاش اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه تركيا وروسيا نهاية ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، والذي تعرض لمئات الخروقات من قبل النظام وحلفائه، وفق ما وثقته الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وفي الوقت الذي كان فيه وفد النظام والمعارضة يلقيان كلمتهما في قاعة المؤتمر بأستانا، كانت قوات النظام تواصل عمليات قصفها، وهجومها بشكل خاص على وادي بردى، محاولة مع ميليشيا "حزب الله" اللبناني الإرهابي اقتحام المنطقة، سيما وأن المعارضة تحدثت قبل ذهابها إلى أستانا في أن تطبيق وتثبيت وقف إطلاق النار في منطقة الوادي على قائمة أولوياتها.

في ذات الوقت، بدا أن نظام الأسد يحضر المباحثات الحالية ليس بغرض التوصل لاتفاق، لكونه مرغماً بفعل الضغط الروسي عليه على حضورها، وهو ما أشار إليه ممثل وفد النظام بشار الجعفري، عندما قال في مؤتمر صحفي، اليوم الإثنين، إنه لم يكن للنظام دور في التجهيز لمباحثات أستانا، وأنه حضر لكونه تلقى دعوة للوجود هناك.

ولم يتخلى نظام الأسد عن خطابه التصعيدي، فعلى الرغم من جلوس وفده مع وفد المعارضة على طاولة واحدة، تعمد الجعفري وصف وفد المعارضة بـ"الإرهابية"، رغم أن المشاورات الأخيرة التي جرت بين روسيا والمعارضة، سحبت من النظام ورقة وصف معارضيه بـ"الإرهابيين".

وشدد نظام الأسد قبل إرسال وفده إلى أستانا، على أن هدف المباحثات هناك إعادة "المعارضة إلى حضن الوطن ورميها للسلاح"، واليوم أكد الجعفري على ذلك بقوله إن "الهدف من القدوم إلى أستانا عودة المعارضة إلى حضن الوطن".

في المقابل، أبدت المعارضة السورية تمسكها الواضح، بأن العملية السياسية في سوريا لن تتضمن بقاء الأسد في السلطة، وقال محمد علوش رئيس وفد المعارضة في كلمته الافتتاحية بمؤتمر أستانا، إن "العملية السياسية تبدأ برحيل الأسد وطغمته الحاكمة".

دور الميليشيات

ويبدو واضحاً أن الأسباب التي أدت لفشل الاتفاق التركي - الروسي حول وقف إطلاق  النار في سوريا، لا تزال حاضرة، وعليه فإن عدم حلها قبل الذهاب إلى أستانا سيبقى يفضي لذات النتيجة.

وكان دور الميليشيات الداعمة للنظام وخصوصاً المدعومة من إيران، سبباً للخلاف بين تركيا وإيران، وهما الدولتان الموقعتان مع روسيا على ما عُرف بـ"إعلان موسكو". إذ دعت أنقرة طهران إلى ضبط نظام الأسد والميليشيات المدعومة من قبلها للحفاظ على وقف إطلاق النار، وهو ما ردت عليه إيران بتصريح للمستشار الأول للمرشد علي خامنئي، والذي قال في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي إنه "برغم اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، فإن حزب الله لن يخرج من هذا البلد".

ولعبت الميليشيات الإيرانية دوراً كبيراً في تعطيل الاتفاق التركي - الروسي، فيما بدا أنه وجه من أوجه التنافس الإيراني الروسي في سوريا على النفوذ.

الضامنان يقران بصعوبة المحادثات

وبدا أن لدى تركيا - الطرف الضامن للمعارضة السورية-، وروسيا - الطرف الضامن لنظام الأسد - تصور واضح حول صعوبة التوصل إلى حل في أستانا.

واليوم الإثنين، قال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي إنه "لا ينبغي توقع التوصل إلى حل للصراع السوري خلال يوم أو يومين من محادثات السلام المنعقدة بمدينة أستانا".

وأضاف في مؤتمر صحفي بأنقرة بعد اجتماع للحكومة التركية "هناك أطراف على الطاولة في أستانة تتصارع منذ ست سنوات. لا يمكن توقع التوصل لحل في يوم أو يومين"، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.

وكانت روسيا قد اتهمت صراحة إيران، بدورها في تعقيد المحادثات بأستانا قبل بدأها بساعات، وقال المتحدث باسم الكرملين، دمتري بيسكوف، أن موسكو "ترحب بدور أمريكي في المباحثات، إلا أن طهران تعقد الأمر".

وأكد بيسكون على أنه من غير المرجح التوصل إلى اتفاق خلال محادثات أستانا، "بسبب كثرة  الأطراف المشاركة في صياغة التسوية"، على حد قوله.

مواصلة القتال

وتهدد الانتهاكات المستمرة للنظام وحلفائه أي اتفاق لوقف إطلاق قد يجري التوصل إليه في سوريا، ومن المتوقع أن تستمر العمليات العسكرية والمواجهات بين النظام والمعارضة بعد أستانا، إذ أبدت المعارضة استعدادها الكامل للالتزام بوقف إطلاق النار، لكنها تحدثت صراحة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي حيال هجمات النظام المستمرة.

ويرى نظام بشار الأسد أن توقف العمليات القتالية في سوريا، أمر ليس في صالحه، فإسكات المدافع يعني الخوض جدياً في عملية سياسية، ستفضي بالنهاية إلى التطرق لمصيره في السلطة وهو ما لا يرغب به.

وفي هذا السياق، كانت "السورية نت" قد ذكرت تفاصيل عن اجتماعات المعارضة مع مسؤولين أتراك قبل الذهاب إلى أستانا، وقال مصدر مطلع على ما جرى في الاجتماعات، أن أحد المسؤولين الأتراك قال لممثلي المعارضة، إن "بشار الأسد في العناية المشددة، والدم الذي يتغذى عليه هو الحرب، فإذا استطعنا أن نوقف الحرب، انتهى النظام".




المصدر