on
ترامب في أول 100 يوم من حكمه.. تعرف على الوعود التي تعهد بتنفيذها خلال هذه الفترة
الجمعة الماضية، بدأ العد التنازلي للوعد الذي قطعه الرئيس دونالد ترامب على الشعب الأمريكي بأن يقوم بإنجاز أهم وعوده في أول 100 يوم من ولايته.
إلا أن الرئيس الجديد للبلاد لم يضع وقتاً، فليلة توليه مهام منصبه، قام بالتوقيع على مجموعة تعليمات إلى الوزارات والمؤسسات التنفيذية بفعل كل ما يلزم من أجل إيقاف الأعباء المادية المترتبة عن تطبيق قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة المعروف باسم "أوباماكير"، الذي يعتبر من أبرز إنجازات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في خطوة أولى باتجاه إلغائها تنفيذاً لأولى وأهم وعوده لناخبيه في المئة يوم الأولى من تسلمه قيادة البلاد.
"أوباما كير"
خطوة الساكن الجديد للبيت الأبيض، تتماشى مع مطالب الجمهوريين الذين كان أعضائهم في الكونغرس الأمريكي قد بدأوا بدعوة لجانه المختصة إلى إيجاد بديل للقانون من أجل إلغاء "أوباماكير".
وكان الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس الأمريكي، قد قاموا بأكثر من 60 محاولة لإلغاء القانون عبر 6 سنوات من حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما دون أن يفلحوا في ذلك.
إلغاء هذا القانون قد يترك ما بين 20-30 مليون مشترك دون الرعاية الصحية بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليفها المادية.
وعقب تراجع نسب شعبيته أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، أطلق المرشح الجمهوري (في ذلك الوقت) للإنتخابات الرئاسية لعام 2016 دونالد ترامب وثيقة دعاها "عقد دونالد ترمب وبين الناخب الأمريكي"، تضمنت ما دعاه "خطة للعمل في أول 100 من أجل جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
الخطة التي أوصلت ترمب إلى سدة الرئاسة شملت: ملء فراغ المحكمة الاتحادية العليا الذي حرم الجمهوريين، الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من تحقيقه بعد وفاة القاضي ذي الميول الجمهورية انطوانين سكاليا، والذي وعد الرئيس الأمريكي الجديد بفعله بالاختيار من قائمة أعدها وتحوي أسماء 20 قاضياً في أقرب فرصة ممكنة.
ومن المتوقع أن يقوم الرئيس الحالي للبلاد بتعيين قاضيين إضافيين في المحكمة العليا بسبب مرض اثنين من قضاتها الطاعنين في السن.
المكسيك والمهاجرين
وبالإضافة لهذا، تضمنت الخطة، أشهر وعود ترامب وأحد أكثرها إثارة للجدل في بناء جدار عالٍ يفصل بين الولايات المتحدة والمكسيك في خطوة لمنع المهاجرين غير الشرعيين الذين يقدمون من الحدود الجنوبية للبلاد.
ويعد العمال اللاتينيون، بالأخص الذين يقدمون بشكل غير شرعي من المكسيك، إلى الولايات المتحدة عبر حدودها الجنوبية، أحد مصادر الأيدي العاملة المهمة للشركات الأمريكية التي تفضلهم بسبب قلة الأجور التي يتقاضوها مقارنة بما يتقاضاها المواطنون الامريكيون لأداء العمل نفسه.
وتقدر وزارة الأمن الوطني الأمريكية أعداد المهاجرين غير الشرعيين قرابة 11 مليون شخص، كان دونالد ترمب تعهد بإعادتهم إلى بلدانهم من أجل "منح العاطلين من الأمريكيين فرصة الوظائف ذات الدخل الجيد" بحسب خطة المئة يوم التي أعلنها في اكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر قد أعلن اليوم السبت أن ترامب قد تحدث مع الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نيتو "وتحدثا عن زيارة تتعلق بالتجارة والهجرة والأمن ستحدث يوم 31 (من الشهر الجاري)"، دون تحديد أي من الرئيسين سيزور الآخر نهاية كانون الثاني الجاري، حيث يتوقع مراقبون مناقشة قضية تمويل الجدار الحدودي الفاصل بين البلدين التي وعد ترمب بجعل المكسيك دفع ثمنه.
التجارة مع العالم
الخطة المئوية شملت كذلك إعادة تقييم الاتفاقيات التجارية مع دول العالم و "تضييق الخناق على الشركات التي ترسل الوظائف إلى الخارج"، وهو أمر قد أخذ على عاتقه تنفيذه قبل أن يتسلم حتى مقاليد الرئاسة عندما بدأ بتوعد الشركات الكبرى بفرض ما يدعوه "ضرائب باهظة" عليها، إذا ما واصلت نقل مصانعها إلى خارج البلاد.
وتوعد ترامب خلال حملته الإنتخابية بإلغاء اتفاقيتي التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا" التي رفعت الرسوم الضريبية عن البضائع المستوردة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وبحسب المتحدث باسم البيت الأبيض فإن ترامب، قد اتفق مع رئيس الوزراء الكندي جستين ترودو على ترتيبات لإجراء لقاء بين الزعيمين خلال اليومين القادمين "لتقوية العلاقات بين البلدين.
هذا ومن المتوقع أن يقوم ترامب في لقائه مع نظيره المكسيكي ورئيس الوزراء الكندي بإعادة التفاوض مع "نافتا". وإلى جانب ذلك، تعهد ترامب بإلغاء اتفاقية اتفاق الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادئ، وهي اتفاقية أخرى للتجارة الذي وقعت عليه 11 دولة هن أستراليا وبروناي وكندا وتشيلي وماليزيا والمكسيك ونيوزلندا وبيرو والولايات المتحدة وسنغافورة وفييتنام.
وتعهد ترامب في خطته أن يقوم في اليوم الأول من ولايته "بالقضاء على الفساد والتواطؤ مع المصالح الخاصة" للسياسيين عن طريق عدة إجراءات من بينها تقديم مقترح إلى الكونغرس الأمريكي لوضع حد لعدد المرات والسنوات التي يمكن لعضو الكونغرس الترشح خلالها، وإيقاف التعيينات في الحكومة الفيدرالية، وتعطيل جميع الأوامر التنفيذية "الضارة" للرئيس السابق باراك أوباما، عن طريق إلغاء أمرين تنفيذيين سابقين مع كل أمر تنفيذي يصدره ترمب.
وإضافة لما سبق، وعد ترامب برفع جميع القيود التي تمنع استخراج الفحم والصخر الزيتي والنفط والغاز الطبيعي بهدف إيجاد المزيد من الوظائف لكثير من العمال الأمريكيين الذين خسروا وظائفهم بسبب غلق المناجم جراء قوانين الحفاظ على البيئة ومكافحة التغيرات المناخية.
الصين
كذلك أكد ترامب على أنه سيقوم بإلغاء الأوامر التنفيذية المتعلقة بوضع القيود على حيازة وشراء السلاح، وأصدر أوامر لرئيس هيئة أركان الجيش الامريكي بدعم "خطة شاملة لحماية البنى التحتية الحيوية الأمريكية من الهجمات الإلكترونية وكل أنواع الهجمات الأخرى".
فيما شمل وعده الأخير، وصم الصين "بالتلاعب بالعملة"، وهي عقوبة ترمي لمعاقبة الدول التي تنفق 2 بالمئة من إنتاجها المحلي السنوي على شراء الدولار بهدف رفع سعره، وهو أمر لم يتم إثباته ضد الصين.
الخطة المئوية لترامب شملت كذلك إيقاف برامج التغييرات المناخية للأمم المتحدة واستخدام هذه الأموال لإصلاح الداخل الأمريكي، وقطع التمويل عن مدن الملاذ وهي المدن التي تعهدت بقبول اللاجئين السوريين بعد أن أعلنت 30 ولاية أمريكية عن رفضها إيوائهم.
ترامب وعد كذلك في مذكرته المئوية بالتخلص من "أكثر مليوني لاجئ غير شرعي مجرم" إلى الدول التي قدموا منها، أو إيقاف منح سمات الدخول إلى الولايات المتحدة، عن الدول التي ترفض استقبالهم.
مشروع ترامب المعادي للهجرة، شمل كذلك إيقاف قبول المهاجرين مؤقتاً من "مناطق بؤر الإرهاب، حيث لا يمكن ضمان تطبيق تدقيق للخلفيات".