جامع حلب الكبير… دنسه الرّوم والتتار وشاركهم (بشار الأسد) وحلفاءه في تدميره

23 يناير، 2017

محمد أمين ميرة: المصدر

الجامع الأموي في حلب، أو الجامع الكبير كما يحب أن يسميه الحلبيين، عاصر سلالة المحتلين والغزاة من الروم والتتار إلى آل الأسد وحلفائه من الميليشيات الأجنبية الشيعية والطائفية والقوات الروسية وآخرها الوفود الشيشانية التي أعطت الضوء الأخضر والفتاوى بتدمير الجامع وقصفه وحصار الأهالي وتهجيرهم.

لم ينس أهالي حلب مأساة الجامع الأموي التي خلفها الروم في عام 962 للميلاد، حين أحرقه “نقفور فوكاس” ملك الروم عندما احتل المدينة القديمة بالكامل بعد حصار طويل، ليقدم فيها على النهب والحرق سبعة أيام كاملة، ليرممه سيف الدولة الحمداني. 

وأعاد بناءه بعد ذلك السلطان نور الدين زنكي وزاد في مساحته، وفي سنة 1259 للميلاد استولى التتار بقيادة هولاكو على حلب، وأحرقوا حائط الجامع القبلي، فأعيد بناؤه في عهد الملك الظاهر بيبرس، وعقد الجمالون على القبلية والغربية وعمل له سقف متقن سنة عام 1280للميلاد، ليحرقه التتار مرة أخرى ويرمم مجددا عام 1285.

أكبر وأقدم المساجد في مدينة حلب سيطر عليه الثوار في العاشر من تشرين الأول عام 2012، بعد قيام النظام وشبيحته مراراً بانتهاك حرمته واقتحامه بأحذيتهم والسماح بالاختلاط وممارسة الرذيلة فيه تحت ستار استقبال النازحين والهاربين من جحيم الحرب.

لكن قوات النظام استخدمت بعد ذلك نيرانها الجوية والمدفعية ونجحت باستعادة المسجد عام 2013 بعد قصفها إياه بمختلف أنواع الأسلحة وتدمير مئذنته والتسبب باشتعال حريق أدى لأضرار فادحة في المصلى والرواقين الشمالي والجنوبي، وأتى الحريق وقتها على المكتبة الوقفية في الجامع التي تحوي مئات المخطوطات والكتب الأثرية النادرة.

وفي عام 2016 وبعد حصار خانق لأهالي حلب المحررة، تمكنت قوات النظام من تنفيذ خطة روسية بتهجير أهالي حلب والاستيلاء على المدينة بالكامل، ليتوافد المحتلون إليه ويدعون إقامة الصلاة فيه، ويصورون لقطات الدمار التي سببتها نيرانهم.

بدورها عرضت فضائية “روسيا اليوم”، لقطات مصورة، لزيارة هي الأولى من نوعها لوفد شيشاني، إلى مدينة حلب القديمة، ومن ضمنها جامع حلب الكبير، الأمر الذي وصفه المدرّس حسان جبران في حديثه لـ “المصدر” بالتشويش والتضليل وخداع الناس السذّج، وفق تعبيره.

يضيف جبران أن هذا الأسلوب تتبعه جميع الأنظمة المستبدة لا سيما في سوريا، التي استقدم النظام إليها جميع أنواع المحتلين من عرب وعجم وفرس وسود وبيض.

وروى المدرس الحلبي لـ “المصدر” قصة انتهاكات النظام واعتدائه على التظاهرات السلمية وتحديداً في ذكرى الثورة الثانية بالخامس عشر من آذار لعام 2012، حين قامت “قطعان الشبيحة وعناصر الأفرع الأمنية” باقتحام الجامع وإطلاق الشتائم وسب الذات الإلهية فضلاً عن ضرب النساء والرجال بشكل عشوائي.

وكانت المنظمة الدولية للثقافة والعلوم والتعليم، أكدت تضرر نحو 60% من حلب القديمة ودمار 30% بشكل كامل منها نتيجة قصف النظام وحلفائه لها أثناء عملية سيطرتهم عليها بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمحرمة دوليا.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]