منشوراتٌ تحريضيةٌ ومحاولاتٌ لإشعال حربٍ أهليةٍ بين درعا والسويداء


ميلاد عيسى: المصدر

استغلت مجموعات مجهولة، يشتبه ارتباطها بالسلطات الأمنية للنظام، حالة التوتر التي تعيشها المنطقة الفاصلة بين ريفي درعا والسويداء، في محاولة إشعال حربٍ أهليةٍ من خلال منشوراتٍ تحريضيةٍ أكّد ناشطو السويداء أن بصمات النظام واضحةٌ فيها.

وأشار ناشطو شبكة “سويدا خبر” إلى أن منشورات تحرض على الفتنة وزعت فجر السبت في شوارع بلدة عرى، من قبل مجهولين باسم “تنسيقيات أحرار السويداء”، تتضمن تهديدات بالقتل والخطف للأطفال والشبان من النازحين وأبناء العشائر في بلدة عرى.

وتضمن المنشور التحريضي خطاباً شديد اللهجة وتهديدات بالقتل والخطف للأطفال والشبان من النازحين وأبناء العشائر في بلدة عرى القريبة من الحدود الإدارية لمحافظة درعا.

وأكد المصدر أن معظم أهالي بلدة عرى استنكروا هذه المنشورات التحريضية وأقدموا على حرقها، كما أثارت السخرية لدى البعض منهم لعدم وجود ما يسمى “تنسيقيات أحرار السويداء” في الوقت الحالي، واستخدام عبارات تحريضية بعيدة كل البعد عن أخلاق أبناء بلدة عرى خاصة والسويداء عامة بكافة أطيافهم.

وتحدث ناشطو شبكة “السويداء 24” أن أبناء البلدة أبدوا رفضهم “لمحاولات جر المحافظة والبلدة إلى حرب أهلية لن تجر سوى الويلات على كافة الشرائح في السويداء، بحيث أن هذه الحرب هي خسارة للجميع”.

وحمّل آخرون من الأهالي مسؤولية إلقاء هذه المنشورات لعصابات الخطف في محافظتي درعا والسويداء التي ستكون المستفيد اﻷول من اي توتر قد يحصل في المنطقة وستزداد نشاطاتها.

وشهدت المنطقة منذ مطلع الحالي ازدياداً كبيراً في وتيرة عمليات الخطف المتبادل بين درعا والسويداء، وفي معظمها تبدأ باختفاء أحد قاطني محافظة السويداء وطلب فدية من ذويه، فيلجأ ذوي المختطف إلى الميليشيات المقاتلة في السويداء التي تختطف بدورها العشرات من النازحين من درعا، وبالتالي يجبر ذويهم على دفع الفدية المطلوبة لإطلاق سراح الشخص المختطف في البداية.

وتجاوز عدد المختطفين من محافظتي درعا والسويداء خلال الأسبوعين الماضيين 100 مختطف معظمهم من أبناء محافظة درعا، حيث بدأت هذه العمليات رداً على اختطاف شاب من بلدة (عرى) بريف السويداء الغربي.

وقال الناشط خالد القضماني لـ “المصدر” إن أخر العمليات كانت اختطاف الشاب (ولاء شكر) في بلدة (لبين) بريف السويداء الغربي يوم الاحد الماضي 15كانون الثاني/يناير وذلك بعد استدراجه من قبل الخاطفين.

وأشار إلى أن الخاطفين طلبوا فدية مالية قدرها 100 مليون ليرة سورية مقابل إطلاق سراح الشاب المختطف، وقال إنه بالتزامن مع عملية الخطف تم بث مقطع مصور للشاب (عباس زين) وهو من بلدة (عرى) بريف السويداء الغربي كان قد تم خطف مطلع الشهر الجاري من مزرعته غرب بلدة (عرى)، مشيراً إلى أن بثّ المقطع كان بهدف الحصول على فدية مالية من ذوي المختطف، حيث أنه ظهر بالمقطع وهو يتعرض للتعذيب.

ذوو مختطف من آل (الحلبي) بمحافظة السويداء أٌقدموا يوم الثلاثاء الماضي على اقتحام سوق الخضار بمدينة السويداء بهدف اختطاف سائقي سيارات الخضار من محافظة درعا، مما أدى لصدام مسلح داخل السوق تسبب بإصابة الشاب (حسن أبو سرحان).

بدوره قال الناشط سامي الأحمد لـ “المصدر” إن العشرات من أهالي درعا القاطنين في السويداء اختطفوا عقب اختطاف الشباب الثلاثة من محافظة السويداء، وطالب الخاطفون بفدية ماليه من ذوي المخطوفين مقابل أطلاق سراحهم.

وأكد الأحمد أن عمليات الخطف الأخيرة تمت بالتنسيق بين عصابات خطف في محافظتي السويداء و درعا، حيث أن عصابات الخطف بمحافظة السويداء هي من تقوم بعمليات الخطف داخل المحافظة وبعد ذلك يتم تسليم المخطوفين للعصابات بمحافظة درعا لتبدا بعدها عصابات محافظة السويداء بعمليات الخطف المضاد التي يتم فيها طلب مبالغ مالية طائلة تصل لعشرات الملايين.

وكان عدد من الناشطين بمحافظة درعا طالبوا من الفاعليات الثورية بالمحافظة وعلى رأسها محكمة دار العدل في حوران وضع حد لمجموعات الخطف بمحافظة درعا.





المصدر