هل تمتلك أمريكا بنك اغتيالات لضرب فتح الشام؟.. الغارات الأخيرة تعيد للأذهان اتفاق موسكو وواشنطن لـتصفيتها

23 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
5 minutes

جاء عام 2017 ببداية دموية على جبهة “فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، مع استهداف عشرات القياديين فيها بضربات جوية مدروسة ودقيقة من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، والتي تبنت تلك الغارات، وآخرها ضربة استهدفت معكسراً للجبهة في إدلب أودت بحياة 100 مقاتل، بحسب ما أكده مسؤول أمريكي لرويتز يوم الجمعة الفائت.

وذكرت صحيفة “الحياة”، اليوم الإثنين، أن الولايات المتحدة وبعد عمل استخباراتي طويل، تمكنت من جمع “بنك أهداف” لضرب “فتح الشام”، ترافق مع قرار سياسي صدر من واشنطن بهذا الخصوص، وتنسيق بين الجيشين الأمريكي والروسي، ويعيد هذا التنسيق إلى الأذهان الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في يوليو/ تموز 2016.

وقال مسؤول غربي للصحيفة – لم تذكر اسمه –  أن “أجهزة الاستخبارات الأمريكية اشتغلت في الأشهر الأخيرة على جمع معلومات عن قياديين في فتح الشام”، مضيفاً: “استندت المعطيات إلى مراقبة هواتف قادة التنظيم وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ومخبرين على الأرض، إضافة إلى تبادل معلومات مع دول إقليمية وغربية، بحيث أصبحت خريطة التنظيم واضحة تماماً أمام الجانب الأميركي” على حد قوله.

وتشير الصحيفة إلى أن “وزارة الدفاع الأميركية حصلت على قرار سياسي من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لبدء شن العمليات واستهداف قياديين في فتح الشام بعدما كانت العمليات في العام الماضي تركز على تنظيم خراسان المحسوب على  القاعدة”.

تنسيق مشترك

ويبدو أن روسيا وأمريكا دخلتا جدياً في عمليات تنسيق مشتركة لتوجيه ضربات لـ”فتح الشام”، باعتبارها عدواً مشتركاً للجانبين، سيما وأنهما اتفقا في العام الماضي على أن أحد أوجه التنسيق المشترك بينهما توجيه الضربات إلى “النصرة”.

في يوليو/ تموز 2016 وبعد محادثات مكوكية بين وزيري خارجية أمريكا السابق جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، جرى التوصل إلى اتفاق بين الطرفين هدفه الأساسي ضرب “النصرة” وتنظيم “الدولة الإسلامية”.

الاتفاق الذي نشرت “السورية نت” آنذاك نصه كاملاً، كان قد تضمن تشكيل غرفة عمليات مشتركة روسية – أمريكية في العاصمة الأردنية عمان، وأطلقت عليها اسم “مجموعة التنفيذ المشتركة” (JIG).

وحول البند المتعلق باستهداف “النصرة” (قبل أن تغير اسمها لفتح الشام وتعلن عن فك ارتباطها بالقاعدة)، نص الاتفاق الروسي – الأمريكي على أن يتبادل الطرفان المعلومات، وأن ينسقا استهداف “النصرة”.

ودعا الاتفاق “إلى تطوير الحملات المشتركة لاستهداف النصرة”، وأشار أنه على الطرفين التنسيق حيال الأهداف التي طُرحت، وأنه ما أن يتم التوصل لقرار حول الأهداف، على المشاركين تنسيق اقتراحاتهم حول كيفية التعامل مع هذه الأهداف.

كما دعا الاتفاق إلى تقديم معلومات حول الأهداف للتعامل معها بأسلوب يتم تطويره وتحديده من قبل المشاركين، وكان المقصود بـ الأهداف القابلة للتعامل معها (بحسب نص الاتفاق) تلك الأهداف التي تم “فحصها” والتي تملك روسيا وأمريكا حولها معلومات استخبارية داعمة دقيقة، وهو ما يشير إلى أن الضربات الحالية الأمريكية ضد “فتح الشام” لا يمكن أن تخلو من تنسيق مع الروس، لا سيما إذا ما أخذ بالاعتبار مراعاة قواعد الاشتباك بين البلدين، اللذين تحوم طائراتهما في السماء السورية وتسيطر على أجوائها.

ويسمح الاتفاق للطرفين باستخدام مصادر استطلاع ومراقبة واستخبارات إضافية لدعم فحص الأهداف المحتملة وفق أولوياتهم.

ومع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فإن روسيا تشعر إلى حد ما بالراحة، خصوصاً وأن بوتين وترامب أشادا ببعضهما، ناهيك عما وجه لروسيا من اتهامات حول ضلوعها بقرصنة الانتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح ترامب، والتي من خلالها صار الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة.

وتشير المعطيات الحالية إلى أن الدول الغربية وخصوصاً الفاعل في الملف السوري، باتت أكثر تشدداً في نظرتها لـ “فتح الشام” على أنها “وجه آخر” لـ”تنظيم الدولة”، وآخر مؤشرات هذه المعطيات، التأكيد في مؤتمر أستانا الذي بدأ، اليوم الأحد، أن من ضمن الأهداف فصل “فصائل المعارضة عن فتح الشام”، وهو ما يشير إليه محللون بقولهم إن الضربات العنيفة على “فتح الشام” بمثابة رسائل أولية أكثر جدية من سابقاتها، لإجبار بقية فصائل المعارضة عن الابتعاد عنها، وإلا فالمصير سيكون متشابهاً، على حد اعتقادهم.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]