تخريج الدفعة الأولى من معهد التكنولوجيا الزراعية في درعا


مضر الزعبي: المصدر

أٌقام معهد التكنولوجيا الزراعية في محافظة درعا يوم أمس الإثنين 23 كانون الثاني/يناير، حفلاً لتخريج الدفعة الأولى من طلاب المعهد، الذي تم افتتاحه في العام 2015، وشارك في الحفل مجموعة من ممثلي الفاعليات الثورية في المحافظة وعدد من مسؤولي الحكومة المؤقتة في الداخل السوري.

وتميز المعهد بكادره التدريسي المؤهل والمكون من اثنين من حملة شهادة الدكتوراه في الزراعة، وثلاثة من حملة شهادة الماجستير، بالإضافة لتركيزه على المواد العملية بعيداً عن المواد النظرية.

وقال مدير المعهد الدكتور “أحمد ناصير” لـ “المصدر”، إن عدد طلاب الدفعة الأولى كان 340 طالباً وطالبة، تخرج منهم 237 طالباً وطالبة، وتم منح الطلاب شهادات مصدقة من الخارجية الهولندية، ومنظمة (سبارك) المهتمة بالعملية التعليمية، ومصدقة من الحكومة المؤقتة، وإدارة المعهد، لتكون أقوى شهادة بعد الثانوية تصدر في المناطق المحررة، وهي الشهادة الأولى في هذا المستوى، على حد قوله.

وأضاف بأن أهمية الخطوة تنبع من كون معهد التكنولوجيا الزراعية كان أول مؤسسة في المنطقة الجنوبية ما بعد الثانوية، وقد انطلق مع معهد التمريض في 1 أيلول/سبتمبر عام 2015، بنظام تعليم الطوارئ، وهو نظام متبع في عدد من الدول، وهو تقسيم السنة الدراسية إلى أجزاء، لكل جزء شهادته، بحيث إذا نقطع الطالب عن الدراسة لا يخسر كامل العام الدراسي، بل يعود إلى مرحلة توقفه.

وعن المناهج، قال الدكتور “ناصير” إن المنهاج لك يكن تقليدياً، بل ركز الكادر على خطوط عريضة للتدريس، مثلاً (تكنلوجيا محاصيل ـ مكافحة حشرات ـ خضار ـ فاكهة)، ومهمة الكادر كانت تجهيز المقرات والتدريس المقسم إلى جزأين، جزء نظري وآخر عملي خارج المعهد، يتمثل بجولات حقلية، وقد سعى الكادر إلى تحريج جيل عملي.

وأشار إلى أن المعهد يعمل على التوسع من خلال فتح شعبة جديدة في ريف محافظة القنيطرة، سيبدأ العمل بها بداية الشهر القادم، بالإضافة لعدد من المشاريع الصغيرة للخريجين في مجال زراعة الأغراس وإنتاج الأسماك والدواجن، ومشروع (بيت بلاستيكي) كمشروع إنتاجي للمعهد.

ومن جهته، قال نائب وزير المالية في الحكومة المؤقتة الدكتور “عبد الحكيم المصري” لـ “المصدر”: “كان العمل مستمراً منذ زمن بعيد لوضع لبنة تعليمية تجمع حملة الشهادة الثانوية، لتكون أساساً لانطلاق غيرها، وفعلاً تم افتتاح عدة معاهد ومنها المعهد التكنولوجي الزراعي، وتخرج من الطلاب الذين أصبح لديهم خبرة جيدة بالعمل الزراعي، وكما نعلم إن أراضي محافظتي درعا والقنيطرة زراعية، وبهذا يكون المعهد قد رفد المنطقة بكوادر مهنية في مجال الزراعة، يمكنها استغلال الأرض بالشكل الأمثل، وتعويض الزراعات التي دمرها طاغوت سوريا وعملائه”.

وأشار إلى أن “هذا يدل على أننا شعب يحب الحياة والعلم مهما كانت الظروف، فتخريج الطلاب من المعهد في ظل القصف المستمر والفقر والحاجة إنما يشبه الزهرة التي تطلع من قلب الحجر، وأتمنى للخريجين النجاح والتوفيق ومستقبلاً زاهرا”.

وأضاف بأن هناك مساحات كبيرة دون زراعة، وزراعات تلفت نتيجة عدم قدرة الفلاح من متابعتها بسبب القصف المستمر، فهي بحاجة إلى خبراء يعملون على زراعتها وإعادة تأهيلها، مؤكداً أن “هؤلاء الطلاب سيكون لهم دور كبير في ذلك، بما فيها تأهيل المشاتل القائمة، وتأسيس مشاتل جديدة، وإدخال زراعات جديدة للمنطقة”.

وعن دور الحكومة المؤقتة، قال الدكتور “المصري”: “تضع الحكومة كل جهودها لتطوير التعليم العالي في المنطقة لاستيعاب الطلاب في المعاهد والكليات، حيث تم افتتاح 4 كليات هذا العام، وسيتم الاستمرار بزيادة الاختصاصات لاستمرار عملية التعليم وإنقاذ الطلاب من التجهيل الذي تسعى إليه إيران وأجيرها ليبقوا مستغلين لشعبنا، كما تسعى الحكومة إلى افتتاح كليات ومعاهد جديدة العام القادم، وتطوير العملية التعليمية، بحيث يتم تخريج الطلاب بكفاءة جيدة”، وأكد أن “افتتاح المعاهد والجامعات يساهم في عدم التفكير بالهجرة وترك الأرض وهي قضية مهمة”.





المصدر