ريف حماة الجنوبي يموت عطشاً وسط غياب المنظمات


خالد عبد الرحمن: المصدر

تعاني منطقة ريف حماة الجنوبي وخاصة بلدات طلف وحربنفسة والقرى المحيطة بهما، من شحٍّ كبيرٍ في المياه بسبب الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي وعجز المجالس المحلية عن شغيل المضخات لارتفاع كلفة الوقود، وفي ظل ظروف الحصار المفروض على المنطقة اضطر السكان إلى استخدام آبار المياه السطحية التي لا تخلوا من الأوبئة والأمراض.

وتعتبر مشكلة المياه في حربنفسة (على سبيل الذكر لا الحصر) مشكلة قديمة جديدة، على اعتبارها منطقة كبيرة نسبياً مقارنة بالقرى المجاورة وتحوي أعداداً كبيرة من النازحين، فوجود بئرين ارتوازيين قبل العام 2011 لم يكن يكفي حاجة الناس وبعد الحملة العسكرية على المنطقة وتدمير شبكة الكهرباء وخروجها عن الخدمة، تضاعفت المشكلة وانقطعت مياه الشرب عن منازل السكان.

الناشط عبيدة أبو خزيمة مراسل مركز حماة الاعلامي قال لـ”المصدر” إنه يوجد في بلدة حربنفسة بئرين ارتوازيين مخصصين لتأمين مياه الشرب لأهالي البلدة كلاهما معطلة وخارجة عن العمل الأول مدمر و بحاجة صيانة و الثاني سليم ولكنه بحاجة إلى وقود من اجل التشغيل و ولم تتكفل أي جهة أو منظمة بتأمينه.

وأضاف أبو خزيمة أن المجلس المحلي في حربنفسة يعاني من عدم وجود الإمكانية المالية لتشغيل المحرك على اعتبار أن محرك الديزل يحتاج الى 20 ليتر مازوت في الساعة، ويصل سعر الليتر في المناطق المحاصرة إلى 500 ليرة سورية، إن توفر، ولإرواء الأحياء تحتاج البلدة إلى تشغيل المضخة من ست الى ثماني ساعات يومياً، مع تقسيم الأحياء إلى ثلاثة أقسام بشكلٍ تصل فيه المياه إلى المنازل مرة كل ثلاثة أيام، ولكن غياب الجهات الداعمة حال دون تنفيذ ذلك.

وأردف أن ضعف الإمكانيات المقدمة من مجلس محافظة حماة الحرة والتهميش الكبير الذي يشهده ريف حماة الجنوبي من قبل مجلس المحافظة ونقص المياه كان له الدور كبير في عدم عودة الأهالي إلى البلدة المهجر قسم من أهلها منذ أكثر من عام.

ويطالب أهالي المنطقة بشكلٍ دائمٍ من المنظمات الإنسانية بإعادة النظر في الوضع الإغاثي بريف حماة المحرر، وإقامة المشاريع التي تنقذ أطفالهم من الأمراض التي تتسبب بها المياه الملوثة المستخرجة من الآبار السطحية.

ونوه ابو خزيمة أن أزمة المياه خلفت آثاراً سلبيةً أخرى على سكان البلدة، ودفعت العديد من العائلات التي تسكنها إلى النزوح إلى مناطق أخرى، ومن آثارها أيضاً انتشار الأمراض بشكل كبير، فقد سجلت النقاط الطبية والمركز الطبي في البلدة العديد من حالات التسمم بسبب المياه والالتهابات المعوية والجرب والتهاب الكبد الوبائي )المعروف بمرض اليرقان) الذي انتشر بشكل كبير وخصوصاً بين الأطفال.

أما بلدة طلف المجاورة، فهي تعاني هي الأخرى ما تعانيه جارتها حربنفسة وأشار ابو خزيمة أن مشكلتها تتلخص معاناتها بقلة ساعات تشغيل البئر الوحيد في القرية و ذلك كون الكهرباء تأتي ساعتين في النهار فقط و في كثير من الاحيان لا تشغل البئر مما يسبب نقصٌ كبير في المياه و ايضاً لا يوجد أي جهة رسمية تدعم الابار بالديزل للتشغيل لساعاتٍ اضافيةٍ ويعتمد الكثير من الاهالي على الصهاريج للتزود بالمياه حيث يبلغ تكلفة الخزان الواحد (800 ليرة سورية) أو يتم الاعتماد على الابار السطحية دون الرجوع الى قابليتها للشرب ام لا.

ويعاني ريف حماة الجنوبي من حصار مطبق حيث تتواجد العديد من القرى الموالية المتاخمة له كقرى قرمص والتاعونة والتي شكلت حصاراً خانقاً للريف الجنوبي منذ تحريره منذ حوالي الأربع أعوام.





المصدر