“الدفاع الوطني” لتهريب شباب حماة إلى “المحررة”


رامي نصار

تُضيّق قوات النظام خناقها على شباب مدينة حماة، سيما بعد وصول قوائم بأسماء مطلوبين جدد لخدمة الاحتياط، وأمام التدقيق الذي تمارسه حواجز النظام على المطلوبين، لم يجد هؤلاء مهربًا من السَوْق إلى جبهات النظام، سوى اللجوء إلى الشبيحة لتهريبهم من المدينة إلى حدود المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

وقال الناشط جواد الحموي، من داخل حماة، لـ (جيرون)، إن “قوائم جديدة وصلت من وزارة الدفاع، إلى شعبة تجنيد مدينة حماة، فيها نحو عشرة آلاف اسم، مطلوبين لخدمة الاحتياط في جيش النظام، وقد تم تعميم أسمائهم على مخاتير الأحياء لتبليغهم”، مؤكدًا أن من “لم يلتحق بعد خمسة عشر يومًا من تبليغه يُعمم اسمه على جميع حواجز النظام داخل المدينة وخارجها”.

أوضح أن قوائم الأسماء الأخيرة، زادت من ظاهرة “الترفيق”، التي تعني أن يدفع الشاب المطلوب للاحتياط، مبلغًا لا يقل عن خمسمئة ألف ليرة سورية، (ما يعادل ألف دولار أميركي)، إلى عناصر ما يسمى (الدفاع الوطني) لقاء مرافقته إلى آخر حاجز لقوات النظام في حماة، ليصل بعدها إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في ادلب.

سيف الدين العمر، البالغ من العمر سبعة وثلاثين عامًا روى لـ (جيرون) عن رحلة خروجه من حماة، بعد أن أبلغه: “مختار الحي الذي أقطن فيه أن علي الالتحاق بخدمة الاحتياط، بعد خمسة عشر يومًا، فما كان أمامي إلا أن أخرج من المدينة تاركًا ورائي زوجتي الحامل وطفلين بدون معيل”.

خرج العمر من حماة، مقابل مبلغ 450 ألف ليرة “دفعته لأحد عناصر (شبّيحة الدِّفاع الوطني)، ومكثت في مدينة إدلب، وأفكر الآن كيف سأخرج زوجتي وأطفالي”، مشيراً إلى “أنه غير قادر على العيش في مناطق سيطرة المعارضة نظرًا للقصف المستمر ولخوفي على عائلتي”.

وأشار إلى أن دخول تركيا، هو أحد الخيارات المتاحة أمامه، بعد أن تخرج عائلته من حماة، “إلا أن المهربين على الحدود طلبوا مبالغ هائلة، فتهريب الشخص الواحد إلى مدينة أنطاكية التركية، يُكلف 400 دولارًا”.

تسيطر قوات النظام على مدينة حماة منذ اندلاع الثورة في عام 2011، ويقطنها أكثر من مليوني نسمة، نصفهم نازحون، وتعاني المدينة من انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 20 ساعة يوميًا، فضلًا عن أزمات خدمية أخرى كانقطاع المياه والمحروقات وغيرها، وسط التشديد الأمني وكثرة الحواجز داخل المدينة.




المصدر