قوات الأسد تتقدم نحو الباب.. وارتفاع وتيرة الصراع على المدينة الاستراتيجية لـ"تنظيم الدولة"


براء الحسن - خاص السورية نت

تتواصل المعارك العنيفة في المناطق المحيطة بمدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقيّ، وفي حين أن اللافت هو تقدم قوات النظام والميليشيات الموالية له على محور المدينة؛ ما زاد الضغوط على مقاتلي "درع الفرات" المرابطين على تخوم الباب المدينة الاستراتيجية منذ نحو شهرين، في مسعى منهم لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها.

وتعد قوات "درع الفرات" وميليشيات "الحماية الكردية" هي الأقرب إلى مدينة الباب، في حين لا تزال قوات النظام الأبعد عنها.

أسباب التقدم

الدكتور "أبو بدر" ابن مدينة الباب وقائد قطاع ريف حلب الشمالي في "أحرار الشام" المشاركة في معارك "درع الفرات"، أوضح لـ"السورية نت أن "قوات النظام استغلت القتال الحالي بين مقاتلي  درع الفرات وتنظيم  الدولة الإسلامية الذي ركز قوته في معارك الدرع، تاركاً جبهات النظام شبه فارغة، حيث شنت قوات النظام في الأيام الأخيرة عدة هجمات على مراكز تابعة للتنظيم في الجهتين الجنوبية والغربية لمدينة الباب وسيطرت عليها".

وأكد مصدرعسكريّ في "درع الفرات" لـ"السورية نت" أنّ قوات النظام سيطرت في الـ 22 من الشهر الحاليّ على قريتي صوران الباب وأم ميّال في ريف مدينة الباب، وفي اليوم التالي سيطرت على بلدة رسم العالم وحقل الشرطة بعد انسحاب عناصر التنظيم، لتتمكن من رصد محيط جامعة المأمون  بشكل كامل، وتقوم بعدها بالهجوم على قرية المدينونة والجامعة الواقعة على أوتستراد  حلب – الرقة في ريف الباب، وسط إعلان وسائل أنباء موالية للنظام بأنّ الحملة ستستهدف مدينتي دير حافر ومسكنة في ريف حلب الشرقيّ.

كما أفاد المصدر بأنّ قوات النظام تقدمت غرب مدينة الباب وسيطرت على قريتي الدرعية وخان حفيرة الواقعتان شمال منطقة مران، لتقترب قوات النظام من المدينة أكثر، حيث لم يعد يفصلها عن المدينة سوى أقلّ من عشرة كيلومترات.

من جانبه نفى الدكتور "أبو بدر" لـ"السورية نت" الأنباء التي راجت حول نية النظام السوري السيطرة على مدينة الباب مؤكداً بأنه "أقرب للمستحيل" على حد وصفه، مؤكداً بأنّ مدينة الباب حالياً محاصرة من قبل قوات "درع الفرات" من الجهات الغربية والشمالية والشرقيّة، حيث يرصد مقاتليه عناصر التنظيم داخل المدينة بالعين المجرّدة، ومؤكداً استمرار تحضيرات "درع الفرات" للسيطرة على المدينة، مبيناً بأنّ الجهة الجنوبية للمدينة مفتوحة أمام فرار مقاتلي التنظيم نحو مدينة دير حافر ومن ثم الرقّة".

ونفى "أبو بدر" أيضاً أن يكون للمحادثات التي عقدت في مؤتمر أستانا في العاصمة الكازاخية بين المعارضة والنظام يومي 23 و24 يناير/ كانون الثاني الجاري دور بتحويل النظام جهة هجومه نحو ريف مدينة الباب، مبيناً أنّ الهجوم سببه ضعف جبهات التنظيم في المنطقة المحاذية لقوات النظام. 

العملية تباطئت

وفي سؤال لـ"السورية نت" حول أنباء راجت عن توقف "درع الفرات" أجاب المسؤول قائلاً: "العملية تباطأت قليلاً بسبب ظروف جغرافية حيث أن مدينة الباب مدينة كبيرة، وتعادل مساحة منطقة الباب مساحة الموصل تقريباً، إضافة إلى أخطاء وقع بها المقاتلون خلال محاولات السيطرة على المدينة في المرات الماضية من حيث قلة التنسيق، كما كان للعوامل الجوية من أمطار ونحوه دور في إعاقة تقدم المدرعات، ونعمل على دراسة متأنية لتلافي الأخطاء السابقة بهدف دخول المدينة بأخفّ الأضرار".

وأضاف: "المعارك مستمرة، ولكن وتيرتها خفّت قياساً بما بدأت به من تقدم كبير في وقت قياسي وهذا أمر طبيعيّ خلال الحروب".

وفي السياق نفسه أكد المصدر العسكريّ بأنّ مقاتلي "الدرع" استعادوا السيطرة على قبر وتلة المقري، إضافة إلى وادي الجوع شرق المدينة بعد معارك مع التنظيم، لتصبح الفصائل على أعتاب بلدة بزاعة، كما سيطروا مساء أمس على قرية السفلانية، مؤكداً بأنّ كافة الخيارات مطروحة أمام مقاتلي "الدرع".

ولفت إلى أنه من المرجح تغيير استراتيجية الهجوم على المدينة من الهجوم المباشر إلى الحصار، في محاولة منها زيادة الضغط على مقاتلي التنظيم في المدينة ذات التحصين الكبير.

الوصول لمنبج

وأشار "أبو بدر" إلى أنّ الهدف القادم لمعركة "درع الفرات" هو إكمال السيطرة على الريف الشرقيّ لمدينة حلب من خلال السيطرة على مدينتي الباب ومنبج الخاضعة لسيطرة ميليشيات "الحماية الكردية"، وعدم إعطاء "تنظيم الدولة" فرصة لتسليم مدينة الباب لمقاتلي الميليشيات الكردية، لمنعهم من حلمهم في وصل مناطق سيطرتهم في الشرق بمناطق سيطرتهم بالغرب في عفرين وغيرها وهو ما تسعى إليه بالتعاون مع دول إقليمية.

وتتصارع أربع قوى للسيطرة على الباب هي: قوات المعارضة ممثلة بـ "درع الفرات" وبدعم تركي، وقوات النظام وميليشيات أجنبية موالية له، وتنظيم "الدولة الإسلامية"، وميليشيات "الحماية الكردية"؟

وتمكن مقاتلو "درع الفرات" من السيطرة على عدة مدن استراتيجية من أيدي مقاتلي التنظيم أبرزها مدينة جرابلس إضافة إلى عشرات البلدات والقرى الواقعة غرب نهر الفرات، منذ بدء العملية في أغسطس/ آب الماضي.

وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، أمس الثلاثاء، إن تركيا لم تنفذ "درع الفرات" من أجل تسليم المناطق التي يتم تطهيرها من "تنظيم الدولة" إلى نظام بشار الأسد.

واتهم قورتولموش قوات التحالف الدولي بعدم تقديم الدعم الكافي للعمليات التركية في الباب، مؤكداً أنه لا يوجد لديه مشكلة في الحديث عن ذلك الأمر بصراحة.




المصدر