ماذا ردت المعارضة على مقترح روسيا لدستور جديد لسوريا؟.. 3 أمور تحدد استمرارها بالعملية السياسية
26 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
[ad_1]
مراد القوتلي – خاص السورية نت
قالت روسيا عقب انتهاء مباحثات أستانا التي عقدت في العاصمة الكازاخية يومي 23 و24 يناير/ كانون الثاني الجاري، إنها قدمت لوفد المعارضة السورية مسودة تقترح فيها دستوراً جديداً لروسيا دون الكشف عن تفاصيله.
رئيس المكتب السياسي في تجمع “فاستقم” – الذي شارك بمفاوضات أستانا – الدكتور زكريا ملاحفجي، أوضح في تصريح خاص لـ”السورية نت” أن الوفد الروسي في أستانا سلم رئيس وفد المعارضة محمد علوش نسخة من مشروع الدستور، لكن علوش أكد عدم نية المعارضة مناقشة المشروع، مؤكداً أن الحديث في أستانا عن تثبيت وقف إطلاق النار فقط.
وليست هذه المرة الأولى التي تحاول روسيا تمرير مشروعها لتقديم دستور جديد لسوريا، ففي مايو/ أيار الماضي نُشرت نسخة لما قيل حينها إنه مشروع روسي لنص دستور جديد في سوريا، وسبق ذلك اتفاق روسي – أمريكي في مارس/ آذار 2016 على وضع دستور جديد لسوريا.
وفي هذا السياق، أكد ملاحفجي لـ”السورية نت” أن المعارضة وبغض النظر عما يحتويه مشروع الدستور الروسي فإنه ليس في دائرة اهتمامها بالمطلق، مشدداً على أن الهدف الرئيسي الحالي تثبيت وقف إطلاق النار.
وتصر المعارضة السورية على أن تثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات، والإفراج عن المعتقلين، 3 أمور أساسية بدونها لن تكون حاضرة في جنيف، وهو ما أكده ملاحفجي بقوله إذا “تحققت هذه الأمور سيتم الانتقال للحديث عن عملية سياسية ومرحلة انتقالية، أما إذا لم تتحقق فكل شيء ليس له أهمية ولا اعتبار”.
واليوم الخميس، نشرت وكالة “سبوتنيك” الروسية ما قالت إنها مسودة روسية لدستور سوري جديد، ضم بنوداً مثيرة كإمكانية تغيير حدود الدولة السورية عبر الاستفتاء، ومنح البرلمان صلاحيات تنحية الرئيس، واعتماد اللغتين العربية والكردية أساسيتين.
ولا تنظر المعارضة السورية إلى أن الموقف الروسي الحالي من الملف السوري يحمل بوادر إيجابية، وبحسب ملاحفجي فإنه “بالإمكان الاعتبار أن الموقف الروسي متطور قليلاً لكن ليس مختلفاً عن السابق”.
وأضاف: “على سبيل المثال يتكلم الروس عن معارضة وقوى عسكرية يسمونها باسمها الجيش السوري الحر، ويعلمون أنها لا علاقة لها بالتطرف وهي مناهضة لهذا الفكر، فضلاً عن أن موسكو جلست مع هذه القوى وتوصلت معها لهدنة”، وشدد على أن ذلك لا يعني وجود تغير إيجابي ملموس على الأرض، منوها إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال شائكاً حتى الآن.
اجتماع موسكو غداً
وفيما تحاول روسيا إدارة الدفة بشكل كامل في سوريا، سيما بعد عقد مؤتمر أستانا، فإن وزير خارجيتها سيرغي لافروف أعلن أمس عن أنه سيلتقي غداً الجمعة بـ معارضين سوريين في موسكو، ومن بين الحاضرين منصات القاهرة، وموسكو، ومدعوين من “هيئة التنسيق الوطني”، وممثل “الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير” قدري جميل، ورئيسة “حركة المجتمع التعددي” رندا قسيس.
وفي هذا السياق، أكد ملاحفجي لـ”السورية نت أن الدعوات لم توجه بعد إلى فصائل المعارضة التي حضرت أستانا، وكذلك الائتلاف السوري، والهيئة العليا للتفاوض.
ويبدو أن روسيا عادت لمساعيها القديمة في تمييع وفد المعارضة السورية خصوصاً إذا ما تقرر عقد محادثات جنيف في فبراير/ شباط الماضي، عبر ضم شخصيات إشكالية تختلف أولوياتها ورؤيتها للحل في سوريا، عن فصائل المعارضة السورية والقوى السياسية البارزة.
وقال ملاحفجي إن موسكو تريد دعوة هذه الكيانات وإشراكهم في مفاوضات جنيف من أجل إضعاف وفد المعارضة، موضحاً ذلك بقوله أنه عندما تجد روسيا قوى سياسية وعسكرية منسجمة وأهدافها واضحة ولديها خطوط حمراء، فإنها ستزج معها آخرين مختلفين بالأفكار والمواقف وذلك لتمييع أشياء كثيرة خلال التفاوض.
ولفت رئيس المكتب السياسي لتجمع “فاستقم” أن الشارع السوري بالعموم يؤيد فصائل المعارضة والقوى السياسية الموجودة، في حين يتحسس من بقية الأطراف الأخرى كالجهات التي دعتهم موسكو لحضور اجتماعات موسكو غداً الجمعة “لأنهم لا يعبرون عن روح الشعب”، وفقاً لملاحفجي.
هجوم “فتح الشام”
ويبدو أن حرارة مباحثات أستانا انتقلت إلى الشمال السوري، وفجرت معها اقتتالاً كبيراً بين جبهة “فتح الشام” وكبرى فصائل المعارضة، وخصوصاً تلك التي شاركت في المباحثات.
وأعلنت جبهة “فتح الشام” في بياناتها رفضها لمباحثات أستانا، ويشير معارضون إلى أن أحد أسباب الهجمة الواسعة للجبهة على فصائل المعارضة هي مشاركة الأخيرة في المؤتمر، لما اعتبرته الجبهة “مؤامرة عليها”، رغم أن فصائل المعارضة رفضت مرارا ًوضع الجبهة على قوائم الإرهاب، حسبما يقول معارضون.
واعتبر ملاحفجي في تصريحه لـ”السورية نت” أن هجوم “فتح الشام” على مواقع المعارضة أمر متوقع، وقال إن الجبهة عندما “ترى الأمور سارية نحو الحل فهي ترى بأن هذا الأمر لا يناسبها”.
وأشار ملاحفجي إلى وجود مساع لحل الخلافات الجارية، وأنها لو فشلت فمن الممكن أن تتنامى المواجهات بين الأطراف.
وأعلنت اليوم الخميس، “ألوية صقور الشام”، و”جيش الإسلام – قطاع إدلب”، و”جيش المجاهدين”، و”تجمع فاستقم كما أمرت”، و”الجبهة الشامية – قطاع ريف حلب الغربي”، انضمامها إلى حركة “أحرار الشام” الإسلامية، كما انضمت لها أمس “كتائب ثوار الشام”، في مسعى للتصدي للهجوم الواسع الذي تشنه “فتح الشام” على فصائل المعارضة.
وتعهدت “أحرار الشام” في بيان أصدرته، الخميس، أنها ستعتبر أي اعتداء على الفصائل المنضمة لها بمثابة إعلان قتال “لن تتوانى الحركة في التصدي له وإيقافه مهما تطلب من قوة”، وفق تعبير البيان.
[ad_1] [ad_2] [sociallocker] [/sociallocker]