الاستقطاب يحتدّ في الشمال و”الأحرار” مظلة الجميع


جيرون

رحبت “حركة أحرار الشام” بانضمام كبرى فصائل المعارضة السورية في الشمال السوري إلى صفوفها، ردًا على بيانات الفصائل التي أصدرتها تباعًا، الخميس، وأعلنت من خلالها انضمامها للأحرار، وذلك على خلفية الهجمة الشرسة التي تشنها (جبهة فتح الشام) على معظم فصائل المعارضة السورية في الشمال، بذريعة المشاركة في مفاوضات آستانا؛ ما دفع هذه الفصائل إلى إعلان النفير العام لوقف هذه الهجمة الشرسة.

وأعلنت الحركة في بيانها أمس الخميس، أنها ترحب وتقبل انضمام “إخوانها” في “ألوية صقور الشام” و”جيش الإسلام” (قطاع إدلب) و”كتائب ثوار الشام” و”الجبهة الشامية” (قطاع حلب الغربي) وجيش المجاهدين وتجمع فاستقم كما أمرت، وغيرها من الكتائب والسرايا.

وأكدت الحركة -أيضًا- أنها “مستمرة في قتال النظام وأعوانه”، وأنها في الوقت ذاته تعلن أن “أي اعتداء على أحد أبناء الحركة المنضمين إليها أو مقراتها، هو بمنزلة إعلان قتال” لن تتوانى الحركة عن “التصدي له، وإيقافه مهما تطلب من قوة”.

من جهة أخرى أعلنت حركة “نور الدين الزنكي” في بيان لها يوم الأربعاء، عن حيادها تجاه المعارك الدائرة بين “جبهة فتح الشام”، وبقية فصائل المعارضة السورية، وذلك؛ ردًا على التهم التي وجهت لها من فصائل المعارضة، بالانحياز لـ “جبهة فتح الشام”، ومنعها بعض التعزيزات والأرتال التي أُرسلت من الفصائل لإيقاف هجوم الجبهة.

ووصفت الحركة في بيانها القتال الدائر بأنه “استنزاف للقوى العسكرية الثورية، وأنه يصب في مصلحة النظام”، كما استنكرت ما أسمتها بالإشاعات التي قالت بأن الحركة آزرت طرفًا معينًا، أو قطعت طريقًا، أو منعت مؤازرة، واصفة تلك “الإشاعات هي صب النار على الزيت”.

حول التطورات الأخيرة في الشمال السوري، قال الصحافي السوري فراس ديبة، لـ (جيرون): إن “الصراع في الشمال السوري بات صراعًا بين قطبي الأحرار والجبهة، ولن يهدأ الشمال السوري حتى تجري تصفية أحد الطرفين، إذ بات الصدام مطلبًا دوليًا، وانتصار أحد المشروعين هو الذي سيُحدّد السياسة الدولية في التعامل مع الشمال السوري”.

من جهة أخرى يرى كثير من المراقبين أن ما يحدث في الشمال السوري هو فخ جديد لفصائل المعارضة، بغية دفعها منفردة لقتال (جبهة فتح الشام) المصنفة دوليًا منظمة إرهابية، من دون ضمانات دولية حول مستقبل الحل السياسي في سورية، وهو ما ينذر بأخطار كبيرة في المستقبل، قد لا تقل عن تلك التي تسبب بها دفع المعارضة السورية للصدام المسلح بدون غطاء دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وما نتج عنه من مضاعفات كارثية على مجمل الثورة السورية عسكريًا وسياسيًا، كما أن تجربة الصحوات في العراق، والآثار المدمرة لعدم التزام الولايات المتحدة الأميركية بوعودها، تجاه العملية السياسية، وما نتج عنه من سيطرة القوى الموالية لإيران على المشهد السياسي العراقي ما زالت ماثلة أمام الجميع.

ميدانيًا سيطرت “جبهة فتح الشام”، أمس الأول (الأربعاء)، على السجن المركزي في مدينة إدلب، وكانت تسيطر عليه (ألوية صقور الشام)؛ ما أدى لفرار أكثر من 400 سجين، في حين استطاعت الجبهة السيطرة على مستودعات السلاح التابعة لكل من “جيش المجاهدين”، و”الجبهة الشامية”، فيما استطاعت الفصائل التقدم في معرة النعمان، وجبل الزاوية، وسط حالة من الاستنكار الشعبي لما تقوم به “جبهة فتح الشام” من استهداف للفصائل العسكرية.

يذكر أن “أبو عمار العمر”، القائد العام لـ “حركة أحرار الشام”، وأبو عيسى الشيخ، القائد العام لـ “ألوية صقور الشام” أعلنا -في وقت سابق- النفير العام ضد ما أطلقا عليه بغي “جبهة فتح الشام” على بقية الفصائل المعارضة، وخاصة بعد محاصرة واقتحام مقرات “جيش المجاهدين”، و”الجبهة الشامية” في إدلب، وريف حلب الغربي.




المصدر