بريطانيا تبحث عن مقاربة جديدة مع روسيا حول اﻷسد وتنظيم الدولة وإيران


أكّد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أمس الخميس، أن حكومة بلاده "منفتحة" بشأن جدول زمني لتخلي بشار الأسد وفق ترتيب مع روسيا يتيح تعزيز محاربة تنظيم الدولة وتقليص النفوذ اﻹيراني في سوريا.

وطالبت بريطانيا بشكل قاطع منذ بداية الثورة السورية برحيل اﻷسد، مؤكدةً أنه مجرم حرب، وانتقدت التدخل العسكري الروسي في سوريا، ووصفت حاملة الطائرات الروسية التي رست قبالة شواطئ سوريا لقصفها بـ"سفينة العار"، ورغم أن بريطانيا اقتصرت على التنديد الكلامي، فإن جونسون سجّل بتصريحه أمس تراجعًا واضحًا في الموقف البريطاني.

من جهتها حذرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الولايات المتحدة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن رغبته بالتقارب معه.

وقالت ماي أمام المشرعين الجمهوريين في فيلادلفيا بالولايات المتحدة "عندما نتحدث عن روسيا، فمن الحكمة أن نتخذ مثالا الرئيس (رونالد) ريغان الذي، خلال مفاوضاته مع نظيره الروسي ميخائيل غورباتشوف، اعتاد على اتباع قاعدة ثق ولكن تحقق" وأضافت "مع الرئيس بوتين، نصيحتي هي تعاون ولكن بحذر".

وقال جونسون للجنة العلاقات الدولية بمجلس اللوردات البريطاني: "لا توجد خيارات جيدة هنا (في سوريا)، لقد ظللنا نُصِرّ لفترة طويلة على شعار ينادي بضرورة رحيل الأسد ولم نتمكن في أية مرحلة من المراحل من تحقيق ذلك".

وأضاف جونسون: "إذا كان هناك إمكانية لترتيبٍ مع الروس يسمح للأسد بالتحرك صوب الخروج ويقلص في نفس الوقت نفوذ الإيرانيين في المنطقة بالتخلص من الأسد ويسمح لنا بالانضمام مع الروس في مهاجمة تنظيم الدولة واجتثاثه من على وجه الأرض... فربما يكون ذلك سبيلًا للمضي قدمًا".

واعتبر جونسون أن ثمة حاجة "للواقعية بشأن الطريقة التي تغير بها المشهد وللتفكير من جديد"، مشيرًا إلى أن من المتصور أن الأسد قد يترشح لانتخابات مستقبلية، وأضاف "وجهة نظرنا هي أن الأسد يجب أن يرحل وهو موقفنا منذ فترة طويلة، لكننا منفتحون بشأن كيفية حدوث ذلك والجدول الزمني لحدوثه".

وتابع: إن إدارة ترامب يجب أن تدرك أن أيّ اتفاق مع روسيا بشأن إنهاء الصراع السوري سيشمل أيضًا "تسوية مع إيران"، متسائلًا عما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تدرك تمامًا حجم النفوذ الإيراني في سوريا وقيمة الاتفاق النووي الذي أُبرم بين طهران والقوى العالمية الكبرى.

وترفض الدول اﻷوروبية بقاء اﻷسد في السلطة لمسؤوليته عن مقتل مئات اﻵلاف وتشريد الملايين من السوريين، إلا أنها لا تتخذ إجراءات فعلية ضده.

وتحدّث ترامب عن تصعيد اﻹجراءات ضد إيران والتقارب مع روسيا، وهو ما يريد بعض القادة الغربيين التعامل معه.