منظمة إنسانية تدق ناقوس الخطر .. آلاف الأطفال اللاجئين في أوروبا بلا رعاية

28 يناير، 2017

وصل عشرات الآلاف من الأطفال اللاجئين إلى أوروبا بسبب أزمة المهاجرين التي بلغت أوجها في 2015. ويجهل مصير الآلاف منهم، ما دفع بعدة منظمات إنسانية إلى دق ناقوس الخطر.

ودعت الفيدرالية الدولية الأوروبية للأطفال المفقودين والمستغلين جنسياً إلى حملة للفت انتباه المسؤولين الحكوميين الأوروبيين إلى الظاهرة.

وقالت الفيدرالية إن 10 آلاف طفل دخلوا إلى أوروبا إثر فرارهم من مناطق النزاع، لا يعرف مصيرهم في القارة العجوز، مشيرة إلى أنهم يرفضون التوجه إلى مراكز الإيواء، وعزت ذلك إلى تخوفهم في أغلب الحالات من التعقيدات الإدارية.

وأوضحت الفيدرالية، التي تضم 30 منظمة موزعة عبر 26 بلداً أوروبياً، أن هؤلاء الأطفال يتهربون من المصالح الأمنية والاجتماعية في أوروبا، ويفضلون في الكثير من الحالات خوض رحلة البحث لوحدهم عن عائلاتهم، معتبرة أن العديد منهم يعاملون كـ”سجناء”.

“ميمون بريسون”، وهو مدير المنظمة الألمانية “تحول 180 درجة” التي تهتم بالأعمال الاجتماعية، قال إنه صادف الكثير من الأطفال اللاجئين في عمله اليومي، بينها حالة طفل في 14 من العمر، دخل عبر إسبانيا، وتجول عبر فرنسا وسويسرا، ثم ألمانيا لسنوات، وأكد مواجهة هؤلاء الأطفال عدة مشاكل داخل مراكز الإيواء.

وأطلقت الفيدرالية الأوروبية للأطفال المفقودين حملة على المستوى الأوروبي، دعت فيها الأوروبيين إلى لفت انتباه الوزراء المكلفين بشؤون الأطفال في حكوماتهم إلى وضعية هؤلاء الأطفال، بإعادة نشر صور بهذا الخصوص، وضعتها الفيدرالية رهن إشارة الجميع، على مواقع التواصل الاجتماعي مع الإشارة إلى اسم الوزير المشرف على القطاع.

وترى الفيدرالية أن أغلبية الدول الأوروبية “لم تتخذ التدابير اللازمة التي تضمن احترام حقوق هؤلاء الأطفال، وتوفر لهم الحماية الضرورية”، كما أنها ترجع اعتمادهم على أنفسهم دون اللجوء للمصالح الأمنية والإدارية في أوروبا، لكون الحكومات الأوروبية “لا تقدم بديلاً لوضعهم”.

ويعتبر “بريسون” أن ذلك يرجع إلى كون جميع الدول الأوروبية، لا تتوفر على نفس الإمكانيات الاقتصادية التي تسمح بمواجهة الإشكالات الاجتماعية بأكبر فعالية وبدرجة متساوية، ما يفرز تفاوت بينها في محاولة احتواء المشكلة.

وتعتمد بعض الدول الأوروبية بينها ألمانيا على الجمعيات والخواص في تدبير ملف رعاية الأطفال، وتضخ لهذا الهدف أموالاً كبيرة، إلا أن “مراقبة القطاع تظل دون المستوى”، يقول “بريسون”، ويدعو في الوقت نفسه إلى تشديدها.

ولا يخفي الناشط الألماني أن ضغط أزمة المهاجرين خاصة في 2015 فتح الباب لتشغيل الكثير من الألمان في مراكز استقبال اللاجئين ودور تربية الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، دون أن يخضعوا لتدريب متكامل يراعي حاجيات هؤلاء الأطفال واللاجئين عموماً.

ويلفت “بريسون” إلى أن دخول الأطفال إلى أوروبا قادمين من مناطق أخرى تكون في حالات كثيرة بإيعاز من أوليائهم، مفسراً الأمر بكون الآباء يسعون من خلال ذلك لضمان طريقة سهلة لدخول أوروبا، حيث تسمح القوانين الألمانية بالتحاق الأسر بأطفالها، ووصف هذا النوع من الممارسات بـ”غير المسؤولة”.

وانتقدت “كيرستي ماكنيل”، المسؤولة في منظمة “أنقذوا الأطفال” في تصريح سابق لها، ما أسمته “عدم وجود الإرادة السياسية لمنح اللجوء أو لم شمل الأسر والأطفال مع ذويهم”.

وتفيد بعض الأرقام أنه في 2015 وصل إلى أوروبا أكثر من 89 ألف طفل غير مرافقين بأحد أوليائهم، وأتوا إلى القارة العجوز لوحدهم.

وتفيد “فيدرالية الأطفال المفقودين” أن 30 بالمئة من الذين يبحثون عن حماية في أوروبا هم من الأطفال.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]