وقفة احتجاجية نسوية لوقف الاقتتال بين فصائل الشمال


جيرون

نظّمت مجموعة نساء (حرائر الأتارب)، وقفة في مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، أمس الأول (الخميس)، احتجاجًا على القتال الدائر بين فصائل المعارضة، دعون خلالها فصائل الشمال إلى وقف الاقتتال الناشب بينهم، والتذكير بأهداف الثورة، و”قتال العدو المشترك”.

وقالت أم علاء، إحدى المشاركات في الوقفة لـ (جيرون): “نوجّه رسالة لجميع الفصائل ونرجو منهم وقف الاقتتال، لأن عدونا واضح ومشترك، وهو نظام الأسد”.

من جهتها قالت فدوى خطاب، مديرة جمعية (شركاء) التي تُعنى بأطفال الشهداء، وواحدة من المشاركات في الوقفة، لـ (جيرون): “كان عدد المشاركات قليل نسبيًا، إلا أن أي فاعلية نسائية في الوقت الراهن مبادرة جيدة وينبغي تشجيعها وتحفيزها”، وأرجعت أسباب قلة الأعداد المشاركة لقلة التنظيم والتخطيط، موضحةً أن غياب المرأة في الداخل السوري عن النشاطات المدنية “أثّر سلبًا عليها وعلى صورتها بوصفها شريكة في الثورة وفي اتخاذ القرار”.

وشارك في الوقفة نحو 20 سيدة، حاولن من خلالها إيصال صوتهن إلى جميع الفصائل المتحاربة، وقالت خطاب: “من ضمن الشعارات واللافتات التي رفعناها تحييد المدنيين الذين لا ذنب لهم في ما يحصل من نزاعات سياسية بغطاء عسكري، كما يصعب علينا نحن الأمهات رؤية أبنائنا بعضهم يقتل بعضًا”.

و”حرائر الأتارب” مجموعة نسائية حديثة النشأة، تنشط في مدينة الأتارب، وتسعى للتوسّع ولإنشاء مركز لها، تُعنى بشؤون المرأة وتستحضر طيف صوتها في الساحة السورية.

وانحسرت مشاركة المرأة السورية في معظم النشاط والفاعليات المدنية، بعد تحوّل الثورة إلى العسكرة، وبعد تتالي المصائب والخيبات عليها، إلا أنها، وبحسب الخطاب، “لا تزال قوية، وتدرك أنها على مفرق طرق بالغ الأهمية، وعليها أن تختار بين أن تكون أو لا تكون، كما وتمتلك القوة والطاقة لتفصل بين المآسي والنكبات التي حلّت بها، وبين تعدد أدوارها وأهمية وجودها في كل القطاعات التي أنتجتها الثورة”، عادّةً عدم قدرة المرأة على الخوض في العسكرة لا يقلّل من قدرتها على تغيير مسار هذه العسكرة، وخصوصًا إذا كانت لا تصبّ في مصلحة الثورة.

حول هذه الوقفة قالت الاختصاصية الاجتماعية رفاه. ع، لـ (جيرون): “لا تزال المرأة قادرة على تغيير المسار وصوتها بالغ الأهمية، فهي المحرّك للمقاتلين، وعبر التاريخ كانت الملهم والغاية ولا زالت، وبروزها من جديد في الميادين السلمية والمدنية يبرهن أن الثورة مستمرة”.

تشهد منطقتا ريف حلب الغربي وإدلب، على خلفية محادثات (آستانا)، نزاعات حادّة بين فصائل المعارضة المسلحة، من جهة، وجبهة فتح الشام (النصرة سابقًا) من جهة ثانية، دفعت عددًا من الفصائل إلى الانضمام في صفوف حركة (أحرار الشام) خشية استفراد الجبهة بها.




المصدر