الدستور شأن وطني يمسُّ السيادة الوطنية


عبد الحفيظ الحافظ

قدم رئيس الوفد الروسي في اجتماع أستانا في 23 و24 كانون الثاني/ يناير 2017 مشروع دستورٍ سوري، أعده خبراء روس، إلى رئيس وفد المعارضة المسلحة، فرفض استلامه.

لن نسمح لأحدٍ أن يكتب ويملي علينا دستورنا. نحن -أبناء الشعب السوري العظيم- قدمنا للبشرية أولى الحروف الأبجدية، وبنينا الحضارات العريقة…

نحن من انتصبت في ربوعه قوانين شريعة حمورابي، وكانت هذه الأرض مهبط الديانات السماوية “والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين”.

نحن من تمثل الحضارات والثقافات من آسيا إلى الإغريق واليونان، وترجمها وقدمها إلى العالم بلغة عربية وبصوغ جديد أرقى.

نحن من صاغ دستور عام 1919 و1921 ودستور عام 1928 الذي ألغته فرنسا.

نحن -السوريين- من صاغ أول وأهم دستور عربي عام 1950، وأوجدنا جنين دولة ما بعد الاستقلال، ما بين عامي 1954 و1958، وأعظم برلمان ديمقراطي عربي، فلن نقبل أن يكتب لنا بوتين وروسيا دستورنا.

في مَنْ نزح وهاجر ومَنْ بقي في الوطن السوري “مئات” من حملة شهادات الدكتوراه والجامعية، وفيها معارضة سياسية عريقة وطنية ديمقراطية تعددية وعسكرية، لن نسمح أن يصادر حقنا وواجبنا بممارسة سيادتنا بصوغ دستور بلادنا ووطننا.

نحن -السوريين- نمتلك سيادتنا واستقلال وطننا ؟، على الرغم مما يشوبها بوجود جيوش أجنبية وميليشيات إرهابية وغرباء على الأرض السورية.

من حقنا وحدنا، ومن واجبنا، أن نكتب دستورًا لوطننا، انطلاقًا من وحدة سورية أرضًا وشعبًا ودولة. دولة مدنية ديمقراطية تعددية لمواطنيها كافةً، مواطنة متساوية، لنعيد بناء ما دُمر، ونعيد أبناء سورية إلى حضن الوطن، ونضع سورية الوطن الغالي على سكة التقدم.




المصدر