تهجير لسكان وادي بردى إلى إدلب.. والنظام يدخل منشأة عين الفيجة


يبدأ اليوم الأحد، تهجير نظام بشار الأسد لسكان منطقة وادي بردى في ريف دمشق إلى محافظة إدلب شمال البلاد، عقب اتفاق مع فصائل المعارضة يقضي بوقف إطلاق النار والدخول إلى نبع عين الفيجة، المتوقف عن الخدمة منذ 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وقال الناشط الإعلامي في وادي بردى علي دياب، إن الاتفاق بين النظام والمعارضة الذي تم التوصل إليه أمس السبت، يتضمن خروج المقاتلين وعائلاتهم إلى إدلب برفقة من الهلال الأحمر "كضامن أممي"، ودخول عناصر للنظام إلى منشأة النبع التي انسحب منها مقاتلو المعارضة ليرفعوا علم النظام عليها.

دياب أشار إلى أن سيارات إسعاف دخلت لإخراج الجرحى لتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، لافتاً أيضاً إلى أنه من المتوقع أن تنطلق قافلة من المقاتلين وعائلاتهم لخارج وادي بردى ظهر اليوم.

وقالت "الهيئة الإعلامية" في وادي بردى، إن هذا الاتفاق يأتي "بعد ثمانية وثلاثين يوما للحملة العسكرية التي يشنها النظام وميليشياته على وادي بردى، تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي جعل من المنطقة ركاماً بشكل حقيقيّ، ضمن سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام في معاركه ضد المناطق الخارجة عن سيطرته".

وكان المحامي فؤاد أبو حطب، المفوض عن الهيئات المدنية في الخارج، عن منطقة وادي بردى، قال في وقت سابق، أمس السبت، لوكالة الأناضول إن "الاتفاق ينص على دخول قوة عسكرية من الحرس الجمهوري، التابع للنظام، قوامها 20 عنصراً إلى نبع عين الفيجة، المغذي الرئيسي للعاصمة دمشق بالمياه"، كشكل من أشكال السيطرة الرمزية.

ولفت إلى أن "دمشق تعاني من انقطاع المياه منذ 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، نتيجة الحملة العسكرية العنيفة التي تشنها قوات النظام بمساندة من المليشيات الأجنبية الإرهابي وعلى رأسها حزب الله اللبناني".

وأوضح أبو حطب أن "الاتفاق ينص أيضاً على دخول سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر لنقل الجرحى إلى منطقة دير قانون، الخاضعة لسيطرة النظام، وذلك تمهيداً لنقلهم إلى الشمال السوري".

ولفت إلى أن "من رَفض الاتفاق من مقاتلي المعارضة والمدنيين سيتم نقلهم أيضاً، ومن يرغب من المدنيين بالبقاء في المنطقة فعليه تسوية أوضاعه مع النظام".

وأشار أبو حطب إلى أن "هذا الأسلوب ينتهجه النظام في التعامل مع المناطق الخارجة عن سيطرته، بعد حصارها وتجويعها، ومن ثم قصفها لإجبار معارضيه على ترك مناطقهم".

وختم أن "التحرك باتجاه الشمال السوري سيبدأ صباح الأحد"، لافتاً إلى أن "عدد الذين سيخرجون يقدر بنحو 1500 شخص".

وتبعد "وادي بردى" عن دمشق 16 كلم، وعن الحدود مع لبنان 12 كلم، ويتراوح عدد سكانها مع النازحين إليها حوالي 100 ألف نسمة، غير أن المساحة المسكونة فيها لا تتجاوز 12 كلم مربع.

وتعد أكثر منطقة تشهد خروقاً لوقف إطلاق النار، الذي تم الاتفاق عليه في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي بضمانة من قبل تركيا وروسيا.

وفرضت قوات النظام وميليشيا "حزب الله" الإرهابي حصارًا عن المنطقة في يوليو/تموز الماضي بهدف السيطرة على مصادر مياه وينابيع المنطقة.

وخلال فترة الحصار على منطقة وادي بردى، تعرضت الأخيرة لشتى أنواع القصف بالأسلحة الثقيلة، كما استهدف النظام النقاط الطبية فيها بالتزامن مع القصف، ما أودى بحياة العشرات.




المصدر