المقامة الفولية:
حدثنا جمال بن مامو قال:
اشتهيت الفول وأنا باسطنبول وليس معي مال ولا فضول، فيممت شطر “الفاتح”، أتشهى الحامض والمالح، أغذ السير للقياه غذا تدفعني إليه أشواق ولذة، ومضيت أعلل النفس بصحن فول وبصل لأنسى مايحصل وما حصل، وبين أنا على ذلك الحال من جوع ووجد وإتصال، رأيت ابن الصلاحي يعد فولاً كأنه قد الملاح فقلت هل لي بصحن فول بزيت وحامض ولا تسرف في اللوم فلست مني بقابض، وأجعل لي منه زبدية أنال بها القرب وسرفيساً يذهب عن كرشي السغب فحدجني بنظرة فيها خَفَر ثم مال إلي بين جد وهذر وقال بصوت جهوري كأنه ضابط حرس جمهوري:” إن كنت من جماعة جنيف فيا حيفاً عليك وألف حيف وإن كنت من جماعة الآستانا فعليك بشفاعة الجدو والنانا واعلم يا ابن الأصول أن فولي ليس كغيره من الفول وما يأكله إلا الثوار العدول وهذا حديث لو شئت يطول”
فقلت : فدتك نفسي يا أبا أيمن الحمصاني والله لست من عصبة زميرة ولا رفسنجاني، إنما أنا سوري معتر أنفقت عمري أكل زيتاً وزعتر” فقال : “أبشر بصحن فول صبت فيه الأطايب صبا وزاده الزيت تبريكاً وحبا..”
فأكلت حتى امتلأت وانتشيت ثم شربت شاياً والتويت وانشئت منشداً:
أكلت الفول حتى فاض وجدي إلى الشام الحبيسة في يد الأوغاد
ألا لعن الله حزبالة وجنده وأتبعهم باللعن ذيل بوتين وعصابة البغدادي”
محمد صلاحي : صاحب محل فول “أبو أيمن الحمصاني ” بمنطقة الفاتح بإسطنبول