قوات النظام تقصف مضايا وبقين وتهمل مبادرة الأهالي


جيرون

تواصل قوات النظام السوري وميليشيا (حزب الله) اللبناني استهدافهما مدينتي بقين ومضايا المحاصرتين، في ريف دمشق الشمالي الغربي، بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، في ظل أوضاع إنسانيةٍ شديدة السوء يعيشها السكان، ولا سيما مع انعدام مواد التدفئة أو ندرتها وغلاء ثمنها، ما يفاقم معاناة أكثر من 40 ألف مدني، خاصةً الأطفال منهم.

فعلى مدار الأسبوعين الماضيين، واصلت قوات النظام وحلفاؤها قصف الأحياء السكنية داخل البلدتين؛ ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين، ومقتل شخص واحد على الأقل؛ نتيجة العجز الطبي، وأوضح ناشطون من المنطقة، أن النقطة الطبية الوحيدة في مضايا وبقين، توقفت عن العمل توقفًا تامًا قبل أشهر، نتيجة عجزها عن تقديم أي مساعدة، لانعدام المواد والأدوات الطبية بفعل الحصار المتواصل منذ نحو عام ونصف.

لفت الناشطون، إلى أن مدينة الزبداني المجاورة، تعرضت -أيضًا- خلال الأيام الماضية لقصف مماثل، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف المدنيين، دون توفر إحصاءات دقيقة، مشيرين إلى أن البلدات المذكورة في حالة هدنة مع النظام، وفق ما بات يُعرف باتفاقية المدن الأربع التي تضم -إلى جانب مضايا والزبداني- كلًا من كفريا والفوعة المواليتين في ريف إدلب.

وكانت الهيئات المدنية في مضايا قد طرحت مبادرة قبل أسابيع؛ لتسوية ملف المنطقة، ردًا على مبادرة طرحها النظام، ولم تحز موافقة الفاعليات داخل المدينة، إلا أن النظام -حتى اللحظة- يمتنع عن الرد، ويواصل استهدافه المنطقة، دون أي معطيات واضحة لما يمكن أن تؤول إليه الأمور خلال الأيام والأسابيع المقبلة، وفق ما أكدته مصادر ميدانية من مضايا.

تعاني بلدتا مضايا وبقين، أسوأ الأوضاع الإنسانية بفعل الحصار المتواصل، خاصةً في فصل الشتاء والبرد القارس، إذ يؤكد ناشطو المنطقة أن وسائل التدفئة معدومة، وفي حال توفرها فهي باهظة الثمن، ولا تتمكن العوائل -في أغلب الأحيان- من شرائها، مشيرين إلى كثير من الأطفال حديثي الولادة قضوا نتيجة البرد وسوء الرعاية الطبية، إلى جانب المعاناة الكبيرة لمرضى الفشل الكلوي الذين يُقدر عددهم بنحو 25 مريضًا، يتعذر تقديم أي علاج لهم داخل المدينة، ويحتاجون إلى علاج فوري في مستشفيات دمشق.

وكانت ميليشيا (حزب اللبناني) قد هجّرت عشرات العوائل من أطراف بلدة بقين، قبل أن تحتجزهم وتجبرهم على التوجه إلى بلدة بلودان المجاورة والخاضعة لسيطرة النظام، وهو ما يعده الناشطون استمرارًا في سياسة التهجير القسري والتغيير الديمغرافي المتبعة من النظام وحلفائه ضد محيط العاصمة دمشق في ظل صمت مطبق من العالم ومؤسساته الحقوقية والإنسانية.

يُذكر أن مضايا التي تضم أكثر من 40 ألف مدني، بينهم 11 ألف طفل، تحاصرها قوات النظام السوري وميليشيا “حزب الله” منذ عام ونصف تقريبًا؛ ما تسبب بوفاة العشرات؛ نتيجة الجوع وسوء الرعاية الطبية، بينهم كثير من الأطفال، بينما يؤكد ناشطون أن مضايا وبقين والزبداني المجاورتين بانتظار إتمام تنفيذ بنود اتفاق المدن الأربع، التي تنتهي بتهجير من تبقى من السكان؛ استكمالًا لسياسة التغيير الديمغرافي التي ينتهجها النظام.




المصدر