وزير لبناني: المناطق الآمنة شأن دولي لكنه سيشجع اللاجئين السوريين على العودة لبلادهم


قال وزير الدولة اللبناني لشؤون النازحين، معين المرعبي، إن الحكومة اللبنانية "ليست معنية" بمقترح الرئيس الأمريكي، "دونالد ترامب"، إقامة "مناطق آمنة" داخل الجارة سوريا، مشدداً على أن هذا الأمر "شأن دولي"، إلا أنه لو حدث فسيشجع اللاجئين السوريين في لبنان على العودة.

وفي مقابلة أضاف المرعبي أن قضية المناطق الآمنة "تتعلق بالأمم المتحدة أكثر مما تتعلق بالدولة اللبنانية (..) هذا أمر سيادي في لبنان وفي سوريا وفي أي منطقة من المناطق، وهذا شأن دولي".

الوزير اللبناني تابع بقوله: "على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أن يحددوا ما يريدون، ويتخذوا الإجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة هؤلاء الناس (السوريين) المعذبين والهاربين من المجازر المرتكبة في سوريا، خصوصاً من قبل النظام السوري".

وعن موقف الحكومة اللبنانية، أجاب: "لسنا معنيين بأي شيء من هذا القبيل، لا من قريب ولا من بعيد، لا داخل الأراضي السورية، ولا دخل الأراضي اللبنانية، سيادتنا على أرضنا نمارسها بالكامل، ولا نقبل من أحد أن يفرض علينا أي شيء من هذا القبيل".

وتابع المرعبي: "من يريد أن يقوم بشيء مماثل (إنشاء مناطق آمنة)، فليقمه على أرضه، وليس على أرضنا، وفي حال طلبت منا الأمم المتحدة أو مجلس الأمن المساعدة في أي شأن، فعندها ستدرس الحكومة اللبنانية الأمر، ثم تعلن قرارها".

ومؤكداً على موقف الحكومة اللبنانية، مضى قائلاً: "أينما كانت هذه المناطق الآمنة فلا شأن لنا، ولكن الأكيد أنه إذا فُرضت هذه المناطق فمن الممكن أن تشجع النازحين السوريين على الذهاب إليها، دون أن يكون لنا أي تدخل في هذا الشأن، ودون تحميل الحكومة اللبنانية أي عبء جراء هذه العملية".

ومراراً، دعت بيروت المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة اللبنانية كي تتحمل أعباء اللاجئين السوريين، ومساعدة المجتمعات المضيفة، وتأمين البنى التحتية اللازمة لها، لاسيما وأن المناطق التي يتكتل فيها اللاجئون السوريون هي مناطق حدودية تعاني في أغلبها من نقص في الخدمات الأساسية.

وحول أعداد اللاجئين السوريين، قال الوزير اللبناني إن "اللاجئين السوريين المسجلين في لبنان أقل من مليون لاجئ يتركزون في مناطق الأطراف، ومنها عكار والمناطق الشرقية، مثل عرسال والبقاع".

المرعبي تحدث عن اهتمام الدولة اللبنانية باللاجئين قائلاً إن "رئيس الحكومة، سعد الحريري، أصر على إنشاء وزارة تُعنى بشؤون اللاجئين، كما توجد لجنة وزارية تم توسعتها لتشمل أكثر من ثمانية أو تسعة وزراء، لمتابعة هذا الموضوع، وهي برئاسة الرئيس الحريري".

وداعياً إلى دعم دولي للبنان، تابع بقوله: "نحن نتحدث عن قضية اللاجئين من كافة النواحي، أولاً من الناحية الإنسانية، وثانياً من الناحية الحياتية اليومية، التي تمس بالنازح السوري وبالمواطن اللبناني، وأعني بذلك المجتمع (اللبناني) المضيف، وحاجاته من بنى تحتية وفرص عمل".

ورغم العدد الكبير للاجئين في لبنان، فإن وزير الدولة اللبناني لشؤون النازحين استبعد أن يتأثروا بقرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" حول حظر دخول السوريين لأمريكا، قائلاً: "لا أعتقد أن اللاجئين السوريين أو الفلسطينيين أو العراقيين في لبنان يقفون في الصف انتظاراً لركوب الطائرات والتوجه إلى أي وجهة أخرى في العالم".

المرعبي تابع: "إذا كان هؤلاء اللاجئون لا يملكون تأشيرات الدخول اللازمة إلي الولايات المتحدة أو غيرها، فإن السلطات المختصة في مطار رفيق الحريري الدولي (بالعاصمة بيروت) لا تسمح لهم بالتوجه إلى الطائرة".

وختم الوزير اللبناني بقوله: "لا أعتقد أن هناك أعداداً، ولو حتى ضئيلة، تسافر إلى الولايات المتحدة، وبالتالي لا يمكن القول إن هناك تأثيراً في عدد اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان، أو أنهم سيتأثرون بقرار المنع؛ فخيار السفر إلى الولايات المتحدة ليس متوفراً لهم من الأساس".

ويستهدف قرار الحظر الأمريكي المواطنين من سوريا والعراق وإيران واليمن وليبيا والسودان والصومال، ويلقى منذ صدوره انتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها، وسط اتهامات لـ"ترامب" بممارسة التمييز والعنصرية بحق العرب والمسلمين.




المصدر